في ظل محدودية الموارد المائية تصبح المحافظة عليها واستغلالها بأقصى كفاءة ممكنة وعدم إهدارها من أهم الأهداف الاستراتيجية الوطنية - وتشكل المياه المستخدمة لأغراض الزراعة في الوقت الراهن بين 80%- 90% من مجموع كميات المياه المستخدمة في المملكة العربية السعودية. ونخيل التمر يعتبر من أهم أشجار الفاكهة التي تزرع بالمملكة والمناسبة لظروفها المناخية حيث يحتل 74% من المساحة المزروعة بالفاكهة بالمملكة كما تعتبر التمور من المحاصيل الاقتصادية في المملكة، حيث أنتجت المملكة العربية السعودية حوالي 65 مليون طن من مختلف أنواع التمور عام 2000، وهذه الكمية تشكل ما نسبته 12 ،4% من الإنتاج العالمي للتمور. وقد ازداد عدد النخيل في السنوات القليلة الماضية زيادة ملحوظة حيث وصل عدد أشجار النخيل إلى أكثر من 19 مليون نخلة في عام 1999 . أي بزيادة قدرها قدرها 63% خلال عشر سنوات. ويزرع بمنطقة القصيم حوالي 15% من العدد الكلي للنخيل بالمملكة.
ويتم استخدام نظم ري مختلف لري النخيل منها الري السطحي، الري بالتنقيط والرعي الينبوعي. ويتطلب الأسلوب الأمثل في الري تبني أساليب حديثة تساعد في ترشيد المياه والطاقة والعمالة من خلال ما يسمى بجدولة الري. وجدولة الري تعني تحديد الوقت المناسب للري وكمية مياه الري اللازمة، وترتبط الجدولة بعوامل أساسية مثل الاحتياجات المائية وخصائص التربة المتمثلة في سعة التخزين المتاحة في التربة. وتعتمد جدولة الري على عدة طرق منها: طرق مبنية على قياسات التربة - طرق مبنية على على قياسات النبات- طرق مبنية على حسابات البخر -نتح. الطريقة المبنية على قياسات التربة تعتمد على قياس الرطوبة الأرضية بصورة مباشرة أو غير مباشرة، والري يتم عند استنفاد نسبة معينة من الرطوبة الأرضية أو عند الوصول إلى شد رطوبي معين أما الطريقة المبنية على البخر -نتح فتعتمد على قياسات حقلية بما يسمى الليسومترات أو بتقديرات غير مباشرة مبنية على العوامل الجوية.
ويمكن أن تتم الجدولة بصورة آلية عند ربط الأجهزة المستخدمة في الجدولة بجهاز حاسب آلي عبر برنامج يحدد أدنى وأكبر قيمة للرطوبة التي تستدعي بدء أو إيقاف عملية الري. وتعتبر جدولة الري الآلية من الطرق حديثة الاستعمال التي يؤدي استخدامها إلى توفير الكمية اللازمة من الرطوبة بمنطقة الجذور وبكفاءة عالية، مما يقلل من فقد المياه بالتسرب العميق أو البخر ويمكن استخدام المياه بأقصى كفاءة ممكنة لإنتاج تمر النخيل. وفي بحث أجرته كلية الزراعة والطب البيطري - جامعة الملك سعود - فرع القصيم حول الجدولة الآلية لري فسائل النخيل باستخدام مجسات رطوبة أرضية وجد أنها توفر ما قيمته 70% من مياه الري التي يستخدمها المزارع.
كما يمكن استخدام نظام جدولة الري اعتماداً على بيانات محطة أرصاد جوية آلية لتقدير البخر نتح القياسي للمنطقة ومن ثم للنخيل، وذلك عن طريق تحليل البيانات المناخية المحلية المسجلة بواسطة محطة الإرصاد الجوية الآلية وذلك بمعالجتها بالكمبيوتر من خلال برنامج معد خصيصاً لهذا الغرض. ولقد قامت منظمة الأغذية والزراعة بتشكيل لجنة استشارية من الخبراء والباحثين بالتعاون مع اللجنة الدولية للري والصرف (ICID) ومنظمة الإرصاد العالمية لتحديد أفضل الطرق المتبعة لحساب الاحتياجات المائية بالمناطق الجافة، وأوصت اللجنة بتبني طرق بنمان - مونتيث المركبة كطريقة جديدة لحساب قيمة البخر - نتح للمحصول المرجعي، وسميت بطريقة الفاو/ بنمان - مونتيث.
ولكي تتم عملية جدولة الري للنخيل يجب تحديد الاحتياجات المائية لفسائل النخيل وللنخيل المثمر بأصنافه المختلفة في المناطق المختلفة بالمملكة. حيث يعد تقدير الاحتياجات المائية للنخيل الخطوة الأولى الأساسية اللازم توفرها لوضع الخطط الإنمائية المستقبلية والتخطيط للمشاريع الزراعية الاستراتيجية، كتصميم مشاريع الري، وتوفير المصادر المائية لتلبية هذه الاحتياجات، بل إن تقدير الاحتياجات المائية يعد أحد العناصر الرئيسة عند وضع الموازنة المائية لأي منطقة زراعية. كما أن جدولة الري تعتمد كلياً على مدى دقة وصحة تقدير الاحتياجات المائية للمحاصيل.
وبالرغم من أهمية النخيل بالمملكة وقلة مواردها المائية فإن الدراسات التي أجريت لتقدير الاحتياجات المائية وجدولة الري للنخيل قليلة.
لذلك فقد اهتمت كلية الزراعة والطب البيطري -جامعة الملك سعود - فرع القصيم بإجراء بحوث على أهم أصناف النخيل بمنطقة القصيم يهدف إلى:
- تحديد الاحتياجات المائية لفسائل هذه الأصناف وكذلك للنخيل المثمر.
- تحديد أفضل طريقة لجدولة ري النخيل والمناسب للظروف الجوية لمنطقة القصيم.
- تقليل فواقد المياه الناتجة عن التسرب العميق أو ا لبخر.
- رفع كفاءة إضافة المياه وكفاءة الاستخدام المائي للنخيل.
* كلية الزراعة والطب البيطري - جامعة الملك سعود- فرع القصيم
|