ان تقدم إنجازاً حضارياً ملموساً فهو نجاح يتحقق وان تأتي الشهادة بهذا الانجاز من جهة اخرى محايدة فهو نجاح يتأكد وحين يكون مصدر الشهادة منظمة اليونسكو بوزنها الحضاري الدولي فان النجاح قد بلغ الذروة ووصل الى مرحلة التفوق.فقد سعدنا حقاً في الحرس الوطني بالشهادة التقديرية من منظمة اليونسكو لمحو الأمية لعام 2003م التي منحت للحرس الوطني نظير جهوده وتفوقه في هذا المجال ذلك ان منظمة اليونسكو منظمة حضارية محايدة ليست لها اهداف دعائية او تجارية او سياسية وانما هي مؤسسة حضارية تسعى الى دعم التجارب الحضارية الناجحة وتعميمها وتعمل على نقل التجارب وتلاقح الافكار بين الامم في كل ما ينهض بالفكر الانساني وتقدم الحضارات. وهذا التقدير الدولي المشرف الذي سبقه تقدير مماثل من منظمة عالمية اخرى للعام 1999م يؤكد نجاح الفكر القيادي لسيدي صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني الذي غرس النبتات الحضارية ضمن عطاءات الحرس الوطني لتشكل اسهاماً ودعماً لنهضة الوطن التي شملت مختلف المجالات وهدفت الى خدمة الانسان والارتقاء بمستوى فكره وثقافته وحرصه - حفظه الله - على متابعتها ودعمها وتشجيع القائمين عليها مؤكداً دائماً للجميع على ضرورة العمل بصمت واخلاص والاهتمام بمصلحة العمل وتحقيق اهدافه وترك الانجازات هي التي تتحدث عن نفسها.وكانت نتيجة ذلك هذه الانجازات المشرفة التي يضيفها الحرس الوطني لانجازات الوطن الحضارية المتواصلة في ظل قيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين ومعاضدة سيدي سمو ولي العهد وسيدي سمو النائب الثاني - ايدهم الله - بعونه وتوفيقه.
وبمناسبة هذا التقدير الدولي الذي يواكب مشاركات الحرس الوطني في الاحتفاء باليوم العالمي لمحو الامية لابد من ايماءة وتقدير وعرفان لكل من ساهم في نسج فصول قصة التعليم في الحرس الوطني منذ بدايتها قبل 40 عاماً وحتى الآن واخص بذلك المعلمين الرواد الذين بذلوا المحاولات الجادة والمخلصة لمحاربة الأمية ومحاصرتها من خلال فصول دراسية بنيت من الخيام التي تنصب في الصباح لتسقطها الرياح في المساء لكن السواعد المخلصة تعيدها مرة اخرى لتظل هامات الرجال الذين قادتهم هممهم ورغباتهم الى مقاعد الدراسة للتخلص من عوالق الامية والالتحاق بركب المتعلمين لتمضي المسيرة في نمو وتطور عاماً بعد آخر حتى ضاقت حلقة الامية واتسعت دائرة المتعلمين وتخرج منهم الدكاترة والمعلمون والاداريون الذين انخرطوا في خدمة وطنهم بفكر جديد وقدرة على الانتاج والعطاء والابداع مع ما صاحب ذلك من عطاءات نوعية استحقت تقدير الرأي الدولي لما احتوته من تجديد وابتكار تتمثل احد جوانبه في مشروع تعليم الكبار الصباحي الذي تم اعتماده لايجاد الدافعية لدى المتعلمين وتحفيزهم على التعلم، ذلك انهم يتوجهون الى مقاعد الدراسة صباحاً بلباس الميدان كجزء من دوامهم اليومي مما يساعدهم على الانتظام والحرص على التحصيل مع توفير الوقت المسائي لرعاية شؤونهم الاسرية والاجتماعية. حيث كان لذلك مردود ايجابي تمثل في انتظام كامل وتحصيل مرتفع.واعود ثانية لاشكر جميع منسوبي التعليم من معلمين ومشرفين واداريين ومسؤولين بالشؤون الثقافية والتعليمية بالحرس الوطني كما اشكر قادة الالوية والكتائب على جهودهم نحو تحفيز الافراد وحثهم على التعلم ومتابعتهم.
وشكري الخاص الى جميع الدارسين على حسن الاستجابة لنداء العلم والمعرفة وحرصهم على اللحاق بقافلة المتعلمين.
ختاما اتشرف برفع التهنئة الخالصة بهذا الانجاز الذي تحقق للوطن الى رائد التعليم الاول مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز والى سيدي صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني والى سيدي صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام والى سيدي صاحب السمو الملكي الامير بدر بن عبدالعزيز نائب رئيس الحرس الوطني.
متمنياً للوطن الغالي مزيداً من الانجازات الحضارية المشرفة في ظل قيادته الرشيدة واخلاص مواطنيه الكرام.
(*) نائب رئيس الحرس الوطني المساعد للشؤون العسكرية
|