في ندوة بقاعة الأندلس بالدمام
الشيخ المنيع: فوائد وعوائد الاستثمار الإسلامي تفوق بكثير البنوك الربوية
الشيخ المصلح:الشك والريبة بسبب قصور فهم الدين في التعاملات المالية

* الدمام - ظافر الدوسري
نظم البنك الأهلي التجاري يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين ندوة بعنوان (منهجية التطوير وسلامة التطبيق) بقاعة الأندلس بالدمام شارك فيها كل من أعضاء هيئة الفتوى والرقابة الشرعية بالبنك وهم فضيلة الشيخ عبدالله بن منيع عضو هيئة كبار العلماء والشيخ عبدالله المصلح والشيخ الدكتور محمدالقري والأستاذ عبدالعزيز الخريجي مدير إدارة الخدمات المصرفية الإسلامية الذي بدأ الندوة بكلمة قصيرة أشار فيها إلى أن خطة التطوير ومنهجيته التي أقدمت عليها
إدارة البنك قد تمت بمتابعة دقيقة ومراجعة من هيئة الفتوى والرقابة الشرعية للبنك، كما أشار إلى بدايات البنك والعمل المصرفي منذ 12 سنة وتطورها، حيث بدأت بمصرف واحد تقليدي حتى وصلت فروعه الحالية الى 72 فرعاً، ومع نهاية السنة الحالية سوف تصل الفروع إلى 100 فرع.
بعد ذلك تفضل فضيلة الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع بإلقاء كلمته أكد فيها بأن هذا اللقاء ما هو إلا للتوضيح والافصاح عما اتجه إليه البنك الأهلي التجاري من أسلمة واعمال من أجل البعد عن عنصر الربا في أعماله بالتدرج وهو في طور ذلك بقوة وبجد، وهو توجه يشكر عليه ملاك هذا البنك.
إذ قام البنك بتحويل استثماره التقليدي (الربوي) (28) إلى استثمار إسلامي، وبلغت صناديقه (20) صندوقاً، وأصبحت هذه الممارسات إسلامية التي تفوق بـ75% من نشاطاته، وسوف يكمل قريباً تحوله الكامل للاستثمار الإسلامي.
ثم بيّن فضيلته أن مجموعة كبيرة من العلماء والمشايخ يتطلعون إلى ممارسات إسلامية وهم الذين وقفوا بجوار البنك صفاً إلى صف حتى وصل إلى هذه المرحلة المتقدمة، وسوف نواصل السير معه جنباً إلى جنب حتى يكمل ويصمد ويقف بقوة أمام التحديات العالمية ثم تناول فضيلته الفوائد والعوائد من الاستثمار الإسلامي ومخاطره القليلة والتي تفوق بكثير من الاستثمار التقليدي (الربوي) إذ أن البنوك الدولية حالياً لديها تطلع إلى اتخاذ وتعامل بالضوابط الإسلامية حيث أنها رأت أن فيه حلولاً سليمة لكثير من المعاملات والخدمات البنكية التي تبنى على رعاية حقوق الطرفين.
بعد ذلك ألقى فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز المصلح كلمة بين فيها أن المال يعتبر مال الله ونعمة من نعم الله على عباده وأنهم مستخلفون فيه ومأمون في هذه النعمة تحت مراد الله وحمايته من الربا الذي يمحق الله به كل المال.
ثم تناول فضيلته تاريخ المسلمين على مدى القرون التي مضت والأمن والرخاء الذي تحقق في حياتهم حتى جاءتهم هذه الهجمة الاستعمارية وحملت معها هذه القيم وأنشئت هذه البنوك الربوية وتجاوبت معها الأمة الإسلامية تحت ضغوط إلى أن تبلدت القيم والمبادئ والضوابط الشرعية واحتارت أمام الصعوبات والمعوقات التي تعيد إليها أمجادها.
ولكن مع الإيمان الطاهر الذي ظهر مع العقيدة الراسخة لهذه البلاد وشعبها ومشائخها وتجارها استطاعوا أن يتلمسوا الطريق الموصل للاستثمار الإسلامي واخراج بعض هذه البنوك من هذا المأزق، ونحن في هذا البنك نحقق نجاحات يوماً بعد يوم ولله الحمد وعلى طريق واضح دون أي شك أو أي ريبة نسأل الله أن يتمم هذه الخطوات وهو سائر بحول الله وقوته إلى تحقيق بنك إسلامي 100% بنظام مصرفي إسلامي يحقق لكل مسلم حساباته الأساسية بطريق مباح ومقيد بضوابط شرعية دون أي تكلفة ويضمن حقوق الطرفين بعد ذلك أوضح فضيلته بأن الشريعة الإسلامية والتعاملات المالية فيها واضحة وصالحة لكل مكان وزمان، ولا سبيل لسعادة البشرية إلا ما وافق الضوابط الشرعية المتفوقة والتي تفوق كل أنظمة المصارف العالمية، ولكن القصور في فهم البشر لأمور الدين الإسلامي في التعاملات المالية وفي ختام الندوة فتح باب النقاشات والحوارات والتعليقات حول الخدمات المصرفية للبنك.
وفي سؤال ل (الجزيرة) لسعادة الأستاذ عبدالعزيز الخريجي عن رأيه في الدعوة التي تنادي إلى تدريب كوادر فنية وإدارية متمرسة بالعمل المصرفي والمالي الإسلامي قال: البنك يستثمر أموالاً كبيرة في اعداد كوادر العمل المصرفي بإقامة عدد من الدورات والندوات وورش العمل، وهو يعتبر حقيقة من أكبر التحديات لنا، والبنك يقيم عشرات الدورات من أجل فهم العمل المصرفي الإسلامي وأساسياته والبعد عن التصورات الخاطئة عن العمل المصرفي الإسلامي.
وأضاف يقول: التحدي الكبير لنا هو كما ذكرت تأهيل الكوادر القادرة على القيام بهذه المهام وهو من أساسيات العمل المصرفي الإسلامي، لأنه إذا كانت الكوادر غير مؤهلة فمن الصعب أن تقدم خدمة العمل المصرفي الإسلامي، لذا فالتدريب جزء أساسي في هذا المجال.