Wednesday 17th september,2003 11311العدد الاربعاء 20 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

صلة الرحم بين التواصل والانقطاع صلة الرحم بين التواصل والانقطاع
أورانوس بنت علي الحسين / بريدة

صلة الرحم هي التواصل بيننا وبين أقربائنا بالزيارات والمكالمات والهدايا المتبادلة فيما بيننا..!«صلة الرحم» كلمتان لهما معنى كبير «دين ودنيا» ففي هذا الزمن من يقدر هاتين الكلمتين؟! ويعطيهما حقهما كاملاً؟ وفيهم من يهضم حقهما!
إنني سأتلكم عما سمعته وأحسسته في العلاقات الأسرية والبشرية فالكثير من الناس انشغلوا بأمور حياتهم الخاصة فيقطعون العلاقات بسبب أمور تافهة وان كان هناك نسبة من العلاقات فهي علاقات مصالح إلا ما قلّ منها ومن رحم الله..!!فالمصالح هي السبب في الملاحقة والمبادرة بالسلام والزيارات والابتسامات العريضة حتى ينتهي مشوار المصلحة ومن ثم تنتهي العلاقة وتصبح مقطوعة وكأن شيئاً لم يكن..!! فمن أي فصيلة هؤلاء البشر الذي يحملون تلك القلوب ففي هذه الأيام نستغرب حتى السلام الذي لن نخسر شيئاً به وبلا مبالغة.. حتى أصبحت العلاقة بين الأسرة نفسها التي يكونون بها تحت سقف واحد علاقة متوترة قد تنعدم في يوم من الأيام..!
فلو تأملنا في حال أسرة واحدة من أسرنا لشاهدنا ان حتى الابن مع والده تربطه هذه العلاقة المصلحية فلا عجب واستغراب من أي شيء في هذا الزمن لأن الابن وكما يقول منشغل بأعماله وحتى لو كان صحيحاً فأي عمل هذا يبعده عن والديه ولكن عند الحاجة تجده ملازماً لوالده فإذا كانت العلاقة بين بعض الأبناء وآبائهم علاقة مصالح فلا عجب إذا كانت مع الآخرين كذلك!!فماذا حصل لهؤلاء الناس أصحاب المصالح هل أصبح الجميع في منزلة وقد اغلق عليه الباب ولا يرد من هم أقرب الناس إليه؟ هل اصبح الناس يتبرؤون من أقاربهم؟ سؤال يحتاج لقلوب صادقة تجيب عليه فلو تأملنا وشاهدنا بما تسمى بدار المسنين أو دار الذين قد وضعوا في هذا المكان بسبب قطع صلة الأرحام وانتزاع الرحمة من قلوب ابنائهم اقرب الناس اليهم ولو تكلمنا عن هذه القضية لملأنا بها الأوراق من صدّ الأبناء عن آبائهم بشأن ان يضعوهم بدار المسنين او العجزة ولكن هذا غيض من فيض..!
فصدق المثل حين قال: «شد لي واقطع لك» فهذا دليل بأن في هذا الزمن لا يوجد ما يربطنا ببعض والغالب غير المصالح!! فماذا سيحصل لنا لو قمنا بالزيارات التي تحمل معها الود والإخاء ملغين معها المصالح والحاجات؟!ولكن من ذا الذي يعمل بهذا إلا القليل.. القليل الذين قد عرفوا ما لصلة الأرحام من اجر وثواب مع محبة واحترام الآخرين لهم..وصلة الأرحام.. كلمة جميلة ولكن معناها أجمل بكثير فهي تعود علينا بالمحبة والوئام بين أفراد هذا المجتمع الإسلامي فالمصالح ليست معدومة في علاقاتنا ولكن لها حدود.فلو تكلمنا عمن قطعوا هذه الصلة وأصبحت كما ذكرت العلاقة الرابطة بينهم وبين الآخرين المصالح لامتلأت الأوراق وجفت الأقلام.. وما كتبته ما هو غير من واقع ما شاهدته فهو القليل من كثير.قد يظن البعض انني قد أبالغ في هذا الموضوع ولكن هذا ما نراه في واقع اليوم من جفاء وصدود وقلمي قد شاركني في هذا الموضوع وسطر معي هذه الأسطر.
فنسأل الله ان يجعلنا من واصلي الأرحام لا من قاطعيها ولا ممّن يحملون معها المصالح..!!

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved