أتذكر أول يوم في مدرستي
مشتاقة.. أشعر بالحبور
توقظني أمي بقوة
أشعر بالخمول
أترنح في المشي
تهزني.. فأشهق بذهول
انتظر طويلاً.. حتى اغتسل
استند على الجدار
لأكمل حلمي.. الذي كان
مستعداً... ليطول
***
سألبس المريول
والأبة.. والجورب
والحذاء المصقول
جهزت أغراضي كلها منذ البارحة
الوقت فقط.. هو الذي
كان بيني وبين شوقي.. يحول
***
تأتي ساعة البكاء
تمشط أمي شعري
تفرقه نصفين
أمسك أنا بإحدى الجهتين
وبسرعة تمشطه
واشعر بأنها تقطعه
كل هذا العنف مع شعري
خوفاً على الحليب
أن يفور
وتعود اليه بسرعة
كي تسكبه..
ويبرد.. وتتجمد.. قشرته
البيضاء.. فأكرهه
تجبرني عليه وعلى الفطور
حتى تقوى أسناني
وأطول
***
أحرص على الريال قبل
كل شيء
اضغط عليه بقوة.. اخنقه
أحضنه...
ليصير.. الريال المبلول
وبكل فرح.. أخبئه
في المخبأة.. المختفية
في جانب المريول
***
وقبل ان أخرج ..
أهرع للثلاجة.. أهم شيء
عندي.. المطارة
تصرخ أمي.. الفسحة.. الفسحة
تظن أن الشطيرة والمشروب
هي الفسحة.. تصورها معقول
تلفها عشر لفات في الكيس
وتدسها في شنطتي
بكل فرح وقبول
***
وقبل أن أخرج
أمر على المرآة.. وانظر لنفسي
بكل زهو.. وسرور.
وخصوصاً حينما أتلمس
غرتي الصغيرة.. وشعري المجدول
***
ولا أهتم بتوديع أمي
ولا أعرف التقبيل والتحضين
والكلام المعسول
***
أرجع من مدرستي مرهقة
وجهي محمر... متعبة...
مثل وردة أصابها الذبول
أمسك بحقيبتي الثقيلة
أسحبها بالكاد أحملها
ضعف الحامل والمحمول
***
الأعجب عندي أني ما ان
أرجع.. ألعب.. ولا أتعب
وأصول وأجول
وبالحسرة أخلع المريول
***
وفي الليل.. أحل الواجب
وحدي
أسطر.. ألون.. أقص
ألصق.. أكتب.. أمحو
ثم أكتب فأمحو...
حتى يتشقق دفتري المسطور
ثم أبكي...
من يعيد لي أوراقي
وكتاباتي.. والجهد المبذول
***
أمي تطبخ ... وأبي مشغول
وبيتنا كل يوم.. بالزوار مأهول
وأنا أنام بملابسي...
لا أعترف بالمنامة..
ولا أسأل عن مريولي للغد
هل هو مغسول؟
***
كل يوم يمر يصبح كالأمس
أما الغد.. فهاهو أنا
أحكي فيه
ذكريات بريئة وجميلة
قطعاً.. عن ذاكرتي
لن تزول.. لن تزول.
| 
