نحمد الله القائل في محكم كتابه الكريم: {(إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ)
والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد بن عبدالله القائل: «ان لله خلقاً خلقهم لقضاء حوائج الناس آلى على نفسه ألا يعذبهم بالنار.. فإذا كان يوم القيامة وضعت لهم منابر من نور يحدثون الله تعالى والناس في الحساب» صلى الله عليه وعلى أصحابه أجمعين.
وبعد فإنه من نعم الله على بلادنا ان وهبها قيادة مخلصة مؤمنة ترعى مصالح مواطنيها وتبحث عن سعادتهم، وما الزيارات المتكررة التي يقوم بها كل عام إلى منطقة القصيم سيدي أمير الإنسانية أمير المحبة أمير العطاء والإحسان أمير المعروف والمروءة الأب الرحوم للأيتام والأرامل والمحتاجين سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام إلى منطقة القصيم الا استمرار لعادة تعودها أبناء المنطقة من مؤسس هذه البلاد وموطن الأمن فيها وموحدها وجامع تفرقها وشتاتها الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه وأصلح وحفظ ذريته من بعده جميعهم.
سيدي سلطان الخير كل مواطن في هذه المنطقة الناهضة الآمنة المطمئنة بمدنها وقراها وهجرها ووديانها وجبالها يقول لك مرحباً بك رمزاً من رموز قادتنا وطوداً شامخاً مرفوع الرأس بإخلاصك وإيمانك وعطائك وانسانيتك وهباتك.. أهلاً وسهلاً بطلعتك البهية ومحياك الباسم ووجهك الوضاء.. الفرحة بلقائك لا توصف، تنطق بها الألسن وتختلج بها طيات الصدور وتنبض بها سويداء القلوب.. مرحباً بك بين ظهرانينا نشد على يدك وتصافح أيدينا يدك الندية المعطاءة، أهلاً بك باسم كل مواطن محتاج فرجت كربته وسترت عورته وفرجت همه، مرحباً بك باسم كل يتيم ويتيمة حرموا من عطف الأبوة وغيب القدر آباءهم فساقك الله لهم فسمعت حاجاتهم ومسحت بيدك الكريمة دموعهم ووضعت الفرحة والابتسامة على وجوههم.. أهلاً وسهلاً بك سيدي باسم الأرامل والمطلقات الذين أمنت لهم السكن الآمن والعيشة الهنيئة، يرحب بك كل شيخ عاجز طحنته السنون وظروف الحاجة فكنت الأب الرحيم لهم، أمنت لهم السكن وزرعت الطمأنينة والسكينة في قلوبهم، همهم وديدانهم الذهاب إلى روضات المساجد مبكرين يدعون الله لكم بمضاعفة الأجر والحسنات.
سيدي أبا خالد.. مواطنوك في منطقة القصيم رجالاً ونساء بلسان واحد يقولون لكم: صبراً آل سعود فالله معكم ولن يتركم أعمالكم وصدق الله العظيم حيث يقول: {(أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ) . وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ) }. ويقول جلت قدرته:{ )الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) (173) )فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ) (174)
إنَّمّا ذّلٌكٍمٍ الشَّيًطّانٍ يٍخّوٌَفٍ أّوًلٌيّاءّهٍ فّلا تّخّافٍوهٍمً وّخّافٍونٌ إن كٍنتٍم مٍَؤًمٌنٌينّ}. آيات عظيمة مفرحة للمؤمنين الصابرين، فالله جل جلاله هو الحافظ وهو الرافع والخافض والمعز والمذل وما الأمانة العظيمة والمسؤولية التي مكنهم الله إياها من حماية المقدسات وصيانتها وتطهيرها وعمارتها الا دليل أكيد على أن الله جلت قدرته معكم موجهاً ومرشداً وحافظاً: {)الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ). وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ) . وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً وَيَدْرَأُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ . جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ) .> سّلامِ عّلّيًكٍم بٌمّا صّبّرًتٍمً فّنٌعًمّ عٍقًبّى الدَّارٌ}. سيدي أبا خالد من حسن الصدف وأعزها ان تصادف زيارتكم الكريمة قرب حلول اليوم الوطني لبلادنا العزيزة فالقصيم يعيش أفراحاً متوالية متتالية فرحة اللقاء بمحياك وفرحة اليوم الوطني وفرحة المواطنين بتحقيق حلمين عظيمين تحققا لهذه المنطقة ألا وهما جامعة القصيم وطريق المدينة - القصيم السريع. عطاءان كريمان عمت الفرحة بهما منطقة القصيم فجزاكم الله خيراً وأقرّ الله عيونكم بالنصر على الأعداء. سيدي أبا خالد جميل جدا ان تكون بين مواطنيك في هذه المنطقة لترى بعينك مدى الحب والالتفاف والإخلاص والولاء من المواطنين ولاء وإخلاصاً لا تهزهما الرياح ولا تخترقهما الرماح فالحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ألّف القلوب بمنه وكرمه. سيدي أبا خالد تكرمت أنت وإخوانك بإعطاء مواطنكم الضوء الأخضر بالكتابة لكم وتذكيركم بما يخالج ضمائر المواطنين ونشهد الله والتاريخ ان تجاوبكم كان سريعاً واهتمامكم كان محموداً وهناك موضوعان مهمان سلبياتهما حديث الناس في اجتماعاتهم واستراحاتهم الموضوع الأول يهم شريحة كبيرة من أبناء المجتمع الطائفة الأولى الطبقة الفقيرة داخل المجتمع مواطنون ومواطنات ظروفهم المادية صعبة جدا وفواتير الماء والكهرباء قضت مضاجعهم وخاصة الأسر اليتيمة والأرامل التي لا يوجد لها عائل والأغلبية لم تشملهم مظلة الضمان الاجتماعي مما جعل البعض من هؤلاء المواطنات المستضعفات يقفن على أبواب المساجد يستجدين المتصدقين والمحسنين، هؤلاء أعلم علم اليقين انه لم يصل إليكم صوتهم لأن فضلكم ولله الحمد شمل القاصي والداني وعلي بن أبي طالب أوصى عماله بالطبقة السفلى من الناس والعطف والإحسان ومراعاة ظروفهم لها منزلة عند الله سبحانه وتعالى وفي الأثر إنما ترحمون وتنصرون بضعفائكم. الطبقة الثانية أبناؤكم الشباب خريجو الجامعات تربية إسلامية، وقسم الدعوة هؤلاء درسوا وتخرجوا في هذه الأقسام وهم أكثر تعطشاً للعمل في مجال تخصصاتهم ولكن أوصدت الأبواب أمامهم وأصبحوا يتحسرون على الأعوام التي قضوها في الدراسة مع ان الأغلبية الغالبة مسؤولون عن إعالة أسرهم وأصبحوا عرضة الى أن تتلقفهم الأبواب الماكرة والألسن الملوثة بالميكروبات الدنيئة. سيدي الاهتمام بهؤلاء واحتضانهم وإيجاد فرص العمل لهم فيه مصلحة الوطن والمواطن وحل هذه المشكلة وهذه المعضلة موجود فمن المعلوم ان الأغلبية الكبيرة من وظائف الأئمة والمساجد يشغلها موظفون حكوميون يشغلون وظيفتين أما مدرساً وأما موظفا والكثير منهم يعتبر وظيفة الإمام شرفية وليست تكليفية فليس من المعقول ان يحرم هؤلاء من ذلك العمل وظيفة الإمام ودراستهم تربية إسلامية بينما يتمتع آخرون بدخل كبير من الوظيفتين فلعل سيدي حفظه الله يتكرم ويهتم بالموضوع وبحثه مع معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف الذي أعرفه عن قرب وهو حريص على الأخذ بيد هؤلاء وانتشالهم من الفراغ والبطالة فهم بحاجة الى الاهتمام بهم وتوفير فرص العمل والمعيشة لهم استمراراً لولائهم ودعائهم. سيدي صاحب القلب الكبير سلطان بن عبدالعزيز استسمحك عذراً انا كان قلمي قد شطح ولساني قد انزلق فما ذلك ويعلم الله إلا بدافع الحب والولاء وفاء بالوعد وحفاظاً على العهد، جعلكم الله جميعاً من أئمة الهدى، وحفظ الله قيادتنا جميعهم وأدام الله على بلادنا أمنها واستقرارها، ورد الله كيد الأعداء في نحورهم وأمدكم الله بعون من عنده. ان أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي الا بالله عليه توكلت وإليه أنيب، وصلى الله وسلم على نبيه محمد وآله وصحبه أجمعين.
ص ب 1536
|