المسؤولية كما هو اسمها.. حمل بقدر جسامة المسؤولية.. حين تكون المسؤولية قضاء بين الناس.. وفصل في الحقوق.. تصبح تبعاتها أشد وأعظم.. فإذا ما كانت هذه الحقوق، بالغة التعقيد.. متعددة الوجهات.. كثيفة المصادر.. تعاظمت مسؤولية البت فيها.. ولم يكن لها إلا أفذاذ الرجال.. الذين يتصدون لها بما آتاهم الله من علم وحكمة.. ونظر ثاقب للأمور.. وتحر للعدل والإنصاف.. وأحسب أني وكل من عرف معالي الشيخ منصور المالك عن قرب.. أو تعامل معه.. طوال مسيرته المباركة في ديوان المظالم.. تلك الجهة التي لا تحال لها عاديات القضايا.. بل تلك المتشابكة بالغة التعقيد.
لو كان تحمل معاليه لهذا الحمل الثقيل.. هو ما يميزه فقط.. لربما تكرر أمثاله بالعشرات والمئات والآلاف.. ولكن ثمة جوانب أخرى مضيئة في شخصيته.. هذه الفضائل لا تحتاج الكثير حتى تتعرف إليها.. فمن لم يتعامل مع معاليه بالطرق الرسمية.. ومن لم يكن له به صلة معرفة.. فإن أريج هذه الفضائل ينتشر في الأرض.. كما ينتشر السيل في البيد فيحيلها رياضاً خضراء..!!
التواضع الجم مع القريب والبعيد.. لدرجة مبهرة.. تبسط في الحديث.. إنصات للمتحدث.. مزاح ومحادثة مع الصغير والكبير.. والغنى والفقير.. والسعي في حاجة عباد الله.. وبذل لكل ممكن حتى لتخال أن حاجتك التي يسعى معاليه فيها.. ويبذل وقته وجهده وجاهه فيها بكل ما أوتي.. تخالها تخصه شخصياً.. لا تخص أحداً غيره.. وكل ذلك يفعله لا يرجو منك جزاء ولا شكورا.. أحسبه متجرداً مخلصاً نيته لله تعالى ابتغاء رضوانه.. وهل أحب إلى الله ممن يسعى في حاجات عباده.. ولله أشهد فقد ضرب معاليه في هذا الباب بسهم وافر.. ولا غرو أن تنتج الشجرة الطيبة.. الثمر اليانع المواتي للأكل...
من يفعل الخير لا يعدم جوازيه
لا يذهب العرف بين الله والناس
كلمات متجردة.. هي غيض من فيض في فضل هذا الإنسان الذي نحتاج إلى أمثاله.
وحسبنا أن نقول لكل من أحسن.. وبذل.. جزاك الله عن عباد الله خيراً.. وجعل ذلك في ميزان حسناتك.. يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.. والله المسؤول تعالى عن يوفقنا لكل خير إنه سميع مجيب.
|