تفرض قضية شح الموارد المائية ظلالها القاتمة على معظم بقاع العالم وخاصة منطقة الشرق الأوسط التي تعاني بشكل يبعث على القلق من قلة المياه الصالحة للشرب وري المزروعات. ولمواجهة هذه المشكلة التي بدأت بالاستفحال، تتضافر الجهود من مختلف الجهات والهيئات المعنية، الحكومية والخاصة، لمحاولة استنباط أفضل الأساليب والتقنيات للمحافظة على الموارد المائية خاصة فيما يتعلق بترشيد استهلاكها في أغراض الري والزراعة. ويعد المشروع الذي تقدم به الدكتور طارق الزبط بعنوان «أساليب الري الذكية» لبرنامج منح فورد للمحافظة على البيئة من المحاولات الجادة في مجال الاعتماد على أحدث التقنيات المتطورة لرفع مستوى كفاءة أنظمة الري. فقد فاز المشروع بمنحة مالية قدرها 4 آلاف دولار في عام 2002 عن دولة الإمارات العربية المتحدة. وعن مزايا المشروع، يوضح الدكتور طارق الزبط، وهو مواطن أردني بقوله: «ما من شك بأن تطبيق أساليب الري الذكية بشكل صحيح وناجح ستكون له نتائج باهرة. إذ يمكن لهذا النظام أن يقلل بشكل هائل من استهلاك المياه في الري».
ويعتمد مشروع الدكتور طارق على مجسات إلكتر ونية تعمل على مراقبة درجة رطوبة التربة وتحديد كمية المياه الضرورية لريها. ويهدف المشروع إلى تقليل كلفة أنظمة الري من خلال الحد من استهلاك المياه بمعدل 45 بالمائة، وتقليص مخاطر تلوث المياه الجوفية. ويتيح هذا النظام المتطور للري، للدكتور طارق أن يقوم بتحليل رطوبة التربة بشكل يومي وحساب المتغيرات الأساسية كالمناخ ونوع التربة. ومن خلال المعلومات التي يقوم بجمعها، يستطيع النظام أن يعدل من عمله ومستويات الري لضمان حصول التربة على كمية المياه المثالية لنمو النباتات والمحاصيل.
|