Wednesday 17th september,2003 11311العدد الاربعاء 20 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مستعجل مستعجل
هذه الأحداث.. درس..!!
عبدالرحمن بن سعد السماري

** ظاهرة انتشار المخدرات.. وظاهرة الإدمان وضياع الشباب.. وظاهرة انتشار الأسلحة.. هي لا شك ظواهر عالمية يُعاني منها كل بلد في العالم بدون استثناء.. على اختلاف حجم المعاناة.. فهذا يعاني الأمرَّين.. ويدخل الجيش نفسه في حرب مع العصابات.. كما في بعض دول أمريكا الجنوبية ودول أخرى أخف.. وأخرى أخف بكثير.. وهناك دول تتدنى فيها المعاناة إلى أقل درجة.. ونحن بفضل الله.. من ذلك الصنف الأخير.
** ومع هذا كله نقول.. لدينا مخدرات.. ولدينا مدمنون.. ولدينا مهربون.. ولدينا مُروِّخون.. ولدينا هذه الظاهرة.. ولدينا شرطة لمكافحة المخدرات.. ولدينا دوريات تلاحقهم.. ولدينا دراسات اجتماعية.. وإعلامية وميدانية.. ولدينا توعية.. ولدينا وعظ وارشاد.. ولدينا احصائيات وأرقام.. ولدينا مواجهات مع مجرمي المخدرات.. وقتلى.. ولدينا.. تطبق الاحكام الشرعية الرادعة لهؤلاء المجرمين.. تصل إلى حد المهرِّب والمروِّج تعزيراً.
** نحن إذاً.. في حرب مع المخدرات مهما قلنا ومهما حاولنا تخفيض الأزمة.
** نعم.. نحن في مواجهة مع هذه السموم بكل شكل.. وقائي.. وإجرائي.. وعلاجي.
*. فنحن في البداية.. نحاول الحيلولة دون دخول هذه السموم ودون انتشارها.. ودون تعاطيها بأي شكل.. ومتى دخلت خلسة.. كما تدخل عند غيرنا.. نحاول جاهدين ملاحقة.. المجرمين العابثين ومعاقبة كل متورط بتطبيق الأنظمة واللوائح.. ثم ان لدينا.. مستشفيات ومخافر لمعالجة المساكين الذين راحوا ضحايا لهذه السموم.
** نحن في حرب ولا شك.. نحن في مواجهة مع عدو شرس يحاول النهش في المجتمع.
** نحن في مواجهة مع أعداء المجتمع.. حتى لو كانوا من أبنائه الذين حادُوا عن الجادة.. وسلكوا طريق الغواية والضياع.
** ولا يقل انتشار الأسلحة خطورة عن انتشار المخدرات.. فالأسلحة.. خطيرة جداً.. وبالذات.. متى وقعت في أيدي شباب طائشين لا يُقدِّرون العواقب.. أو.. وقعت في أيدي سفهاء.. أو...وقعت في أيدي غلاة يُكفِّرون كل من يدب على وجه الأرض.. حتى أنهم يكفرون بعضهم بعضاً.. ويقتل بعضهم بعضاَ.. إذا لم يجدوا من يقتلوه.
** كيف انتشرت المخدرات والأسلحة بهذا الشكل؟
** لقد كنا نتابع بيان وزارة الداخلية قبل شهرين تقريباً.. وهو يُحصي الأسلحة التي ضُبطت مع أولئك المجرمين الصائلين المحاربين.. وكأن المذيع يُحصي محصول كوسه أو حبحب.. أو«قَرَعْ» أو طماط.. أو يحصي مواد تموينية مطلوبة.. بينما هي أدوات تدمير هدفها قتلنا وإبادة هذا الإنسان الطيب المسلم المسالم.. بحجة أنه كافر يستحق القتل.
** انني هنا.. لا أريد أن أناقش.. كيف تسرب هذا الفكر التكفيري إلى شبابنا.. فذاك شأن رجال الشريعة.. ورجال العلم والفكر.. ورجال الثقافة والاكاديميين..
*. وذلك ايضاً.. شأن آبائهم وأمهاتهم ومدارسهم وجامعاتهم.. لكن أسأل... كيف وصلت الأسلحة إلى أيديهم؟ وكيف دخلت البلاد؟
** كيف وصلت تلك الكمية الضخمة من الأسلحة والمتفجرات الخطيرة.. إلى أيديهم وبهذا الحجم الكبير؟
** من جلبها لنا؟ من دفع قيمتها؟! من أوصلها إلى أيدي هؤلاء؟! من أقنعهم بامتلاكها؟ ومن أقنعهم باستخدامها؟من درّبهم على استخدامها؟ كيف قست قلوبهم إلى هذه الدرجة؟
** ومثل ذلك التساؤل.. يقال أيضاً... عن المخدرات.
** أين الجهات المسؤولة.. التي تُغربل.. أو كما يقولون «تِفْلِيْ» في الداخل والخارج؟
** أين المسؤولون في المنافذ والمراكز الحدودية.. براً.. وبحراً.. وجواً؟
** هل «طبَّت» علينا هذه الأسلحة من السماء؟
** هل «ظَهَرَتْ» علينا هذه الأسلحة من تحت الأرض؟
** هل جاء بها إلى بلادنا «جِنْ.. وسِكِنْ؟».
** نحن مازلنا نبحث ونتساءل.. كيف وصلت هذه الاسلحة إلى كل مكان في مملكتنا؟ كيف وصلت إلى المدن والقرى والمزارع والاستراحات؟
** كيف دُفنت في الأرض؟
** من وراء كل تلك البلاوي؟
** تُرِيْلِهْ تريله ياعالم طولها مائة متر.. كيف دخلت أراضينا؟ وكيف مرَّت من أمام المراكز.. ونقاط التفتيش.. هل سائقها «سِكْنِيْ»؟
** يجب أن نتصارح.. ونحاسب المخطئ.. وأن نناقش قضيتنا بكل صراحة وهدوء.. وأن نقول للمخطئ أخطأت.. وليعاقب أيضاً.
** هؤلاء «الْمِبْزَرَة» المجانين.. ليس بوسعهم أن يعملوا كل شيء.. لولا أن هناك من يقنعهم ومن يدفعهم ويسهل لهم المهام.. ويوزع بينهم الأدوار.. ويدفع عنهم التكاليف.. ويتلقفهم من بيوتهم ومن مدارسهم ويدعوهم لقتل المسلمين وقتل الأبرياء والأنفس المعصومة.. فإذا اجتمع فكر متطرف.. وأناس يشحنون وعقول صغيرة وسفهاء أحلام وأسلحة.. فقل السلام على المجتمع.
** إن المطلوب.. أن نكون أكثر صراحة.. وصراحة.. في نفس الوقت.. وألا نتهاون مع أي مجرم يستهدف أمن البلاد والعباد..
** بلادنا اليوم.. مستهدفة.. وعلينا أن نكون كلنا.. يداً واحدة متماسكة متعاضدة في وجه الإجرام والمجرمين.
** إن علينا.. أن نصحو بعد هذه الأحداث الأخيرة.. ونكون أكثر يقظة وحذراً.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved