Wednesday 17th september,2003 11311العدد الاربعاء 20 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مات الرجل الصالح مات الرجل الصالح
عبد العزيز بن حمد السويلم*

الموت حق.. والموت نقاد يختار من الجياد خيارها.. ومن الرجال أخيارها..
في عصر يوم الجمعة الموافق 15/7/1424هـ انتقل الى رحمة الله تعالى معالي الشيخ محمد بن صالح بن سلطان.. واقيمت الصلاة على الفقيد الغالي عصر يوم السبت 16/7/1424هـ في جامع الامام تركي بن عبد الله بالرياض وقد صلى عليه خلق كثير من الامراء والعلماء والمسؤولين واصدقاء الفقيد ومحبيه.. وعارفي فضله، تقدم الجميع صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبد العزيز امير منطقة الرياض.
والشيخ محمد بن صالح بن سلطان معروف وغني عن التعريف وسيرته الذاتية عطرة من كافة الوجوه.. وقد نشرت عنه جريدة الرياض في الصفحة الثانية من عددها رقم 12864 الصادر يوم السبت الموافق 16/7/1424هـ. في صفحة كاملة.. وليس لدي إضافات لتلك السيرة العطرة.. غير ان اعمال وعطاء الشيخ محمد رحمه الله لا حدود له وهو من الاشخاص القلائل الذين ينفقون بسخاء في اوجه الخير المختلفة ولا يرغب الحديث عن ذلك لانه من الذين إذا أنفقوا لا تعلم يساره ما تنفق يمينه.. ولقد تناول الشيخ ثنيان الفهد الثنيان في كلمته المنشورة في جريدة الجزيرة في عددها الصادر يوم امس الأول الاحد الموافق 17/7/1424هـ كلمة ضافية عن اعمال الفقيد ذكر بها بعض الجوانب التي لم ترد في السيرة والاعمال التي قام بها المذكور والمنشورة في جريدة الرياض في عددها الصادر يوم السبت 16/7/1424هـ حيث اوضح جهوده باقامة مدارس لتحفيظ القرآن في مسقط رأسه مدينة حريملاء وانه رحمه الله كان يقوم بالصرف عليها ورعاية طلاب المدارس وطالباتها ويتعدهم بالعطايا والمكافآت التشجيعية لحفظة كتاب الله فجزاه الله خير الجزاء واعظم له الاجر والمثوبة.. فهكذا يكون عمل الصالحين لا يرجون شكرا من احد وإنما يبتغون بما يقدمون وجه الله والاجر والمثوبة من الله سبحانه وتعالى.
والشيخ ثنيان بن فهد من أصدق وأعز أصدقاء الفقيد وخاصته ولهذا اشاد بما عرفه من جهود وعطاء للمذكور.
وإحقاقا للحق وعرفاناً وشكراً لعطاء وجهود الشيخ محمد بن صالح فانني في هذا المقال اود ان اوضح حقيقة اعرفها جيدا عن جهود وعطاء المذكور وبذله السخي في اوجه الخير المختلفة والتي غابت ايضا عن الشيخ ثنيان الفهد، فأقول ان الشيخ محمد بن صالح بن سلطان يقوم برعاية مدارس تحفيظ القرآن في الكثير من المدن والمحافظات منها ماهو معلوم ومنها ما هو غير معلوم لعدم رغبته في النشر عنه او تقديم الشكر له على عطائه وجهوده فقد أقام مدرسة لتحفيظ القرآن في مدينة ثادق ويرعى طلابها شخصيا ويغدق عليهم.
ففي العام الماضي حضر رحمه الله رغم مرضه ومعاناته وكونه ينتقل على كرسي بسبب المرض.. فقد حضر حفل تخريج دفعة من حفظة كتاب الله في ثادق وكان يقوم بدف كرسيه المتحرك ابنه البار سلطان بن محمد بن صالح.. وقد القى كلمة ضافية في الحفل وقدم مكافآت مجزية لكافة الطلاب المحتفى بهم من حفظة كتاب الله.
هذا من جانب ومن جانب آخر.. فان أعيان محافظة ثادق يقومون ببناء قصر للضيافة في ثادق.. وقد اتصلوا بالشيخ محمد بن صالح بن سلطان.. طالبين دعمه للمشروع فما كان من معاليه الا ان استجاب لطلبهم بمبلغ «000 ،500» خمسمائة الف ريال وعندما زاره الاعيان وكانت هذه السطور معهم لتقديم الشكر له قال بالحرف الواحد:
«هذه بلدي وما قدمته قليل ولا نرجو شكرا ونحمد الله ان قدرنا على المساهمة مع اخواننا في هذا المشروع».
ورجانا بألا نكتب عنه شيئاً وإنما ندعو له فقط، وتحقيقاً لتلك الرغبة فقد أوقفنا ما كنا نود نشره من شكر وثناء على هذا العطاء السخي.
لكن ما دام أن الشيخ محمد رحمه الله قد انتقل الى جوار ربه وتمشيا مع الحكمة او القول المأثور «اذكروا محاسن موتاكم» فاننا نسجل هذه المواقف الانسانية للرجل الصالح الشيخ محمد بن صالح بن سلطان ونسأل الله جلت قدرته ان يعظم له الاجر والمثوبة وان يجزيه عن البلاد والعباد خير الجزاء.
ونقول مات الرجل الصالح لكن اعماله ومآثره باقية.. وذكراه باقية والدعاء له على كل لسان، ونقول لأولاده الاعزاء سلطان واخوانه واخواته وزوجته عظم الله أجركم.
ونعزي في الفقيد اليتامى والأرامل ومدارس حفظ القرآن والوطن بأسره.
لكن لم يمت من خلف فقد خلف رجالا ونساء فيهم الخير والبركة وأملنا ان يسيروا على نهج والدهم وان يؤسسوا له مبرة او جمعية خيرية تتولى رعاية الاعمال والمشاريع الخيرية التي أسسها.
وصدق الشاعر حين قال:
فاظفر لنفسك عند موتك ذكرها
فالذكر للانسان عمر ثاني
وصدق الله العظيم القائل في محكم كتابه:
{(وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ) }

*وكيل إمارة منطقة القصيم المتقاعد

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved