Wednesday 17th september,2003 11311العدد الاربعاء 20 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

لما هو آت لما هو آت
شوقُك؟!
خيرية إبراهيم السقاف

ما الذي يعنيك من الشَّوق؟
أليس هو الحاجز بينك وبين ما تُقبل إليه وما تُدْبِر عنه؟
أليس هو الدافع لأن تهرول نحو شيء، أو لا تفعل نحو آخر؟
إنَّك إن امتلأت شوقاً فإنَّك قائمٌ لا تقعد؟ راكضٌ لا تقف،.
مهرولٌ لا تتَّئد، قلقٌ لا تهدأ، حريصٌ لا تهمل، تتمادى ولا تخفت،
تتنامى ولا تضمحل...
ألا تجدك إن اشتقت لربِّك أسرعت لقِبْلَتك تقف بين يديه، تناجيه، وتدعوه، تشكره وترجوه؟
وإنَّك إن تقاعست عن عملك تشوَّقت إليه فذهبت تركض إلى موقعه، تتناوله برغبةٍ، وتؤدِّيه بحماس؟
وإنَّك إن فكَّرت في جوعك وعطشك لهثْت كي تسدَّهما، وبحثت لذلك عن لقمة، أو شربة؟؟
الشوق للمخطىء توبة،
والشوق للجائع إطعام،
والشوق للفاقد قُرْبَى،
والشوق للعطش إرواء،
تماماً كما هو للمحبِّ لقاء، وقُرْبَى،
فأيُّ محبٍّ أنتَ؟
أمحبٌّ للخير فتُقبل بشوقك لفعله؟
أم محبٌّ للشر فتُقبل بشوقك لبَذْرِه؟
أم محبٌّ للحقِّ فتُقبل بشوقك لإقامته؟
أم محبٌّ للظلم فتُقبل بشوقك لنشره؟
أم إنَّك محبٌّ للحياة فتُقبل بشوقك إليها عليها، وتجعلها مرتعاً لشهواتك وبوتقة لرغباتك؟
أم إنَّك محبٌّ للآخرة فتُقبل بشوقك إليها عليها، وتصدّ عن الدنيا ومَنْ فيها؟
أم أنَّك محبٌّ للكفاح فتجري بشوقك تكدح، تبني، وتبني، وتشحذ الفتيل؟
أم إنَّك محبٌّ لشهواتك فتركض بشوقك في متاهاتها ولا ترعوي؟
هل أنت بشوقك قائمٌ كالفلاَّح تحرث، وتبذر، تزرع، وتحصد؟
لا تقعد ملولاً، ولا محصوراً، في خندق الفراغ والضّياع؟
راكضاً نحو المعالي، متطلِّعاً إلى الفضائل، محبّاً للتَّسامي، راغباً في النّجاح، لا تقف مكتوفاً، ولا متبلِّداً في ثقب الخنوع، والكسل، والتهاون، وقلَّة الهمَّة؟
تهرول للخير، ولا تتَّئد في دروب النور والحقِّ والفضيلة والعمل؟
قلقاً دون الوصول إلى الحقائق، لا تهدأ حتى تنجلي لك أوجهها الوضَّاءة؟
حريصاً على الحقِّ، لا تهمل الهمَّة في سبيله؟
تتمادى نحو البناء ولا تخفت همَّتك دونه؟
تتنامى بالسُّرور ولا تضمحل بالفتور؟
إنَّك إن أشعلت شوقك مضيئاً...
خيرٌ لك من أن تطفئه مظلماً...
ذلك الحدُّ بين شَوْقٍ فاعلٍ، وشوقٍ قاتلٍ...
فما الذي يعنيك من الشَّوق؟!

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved