* جدة واس:
استقبل صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني في الديوان الملكي بقصر السلام أمس معالي وزير التربية والتعليم الدكتور محمد الرشيد يرافقه معالي نائب وزير التربية والتعليم لتعليم البنات الدكتور خضر القرشي ووكلاء الوزارة ومديرو عموم تعليم البنين والبنات في جميع مناطق المملكة الذين يعقدون حاليا اجتماعا بمناسبة بدء العالم الدراسي 1424 1425ه.
وفي بداية الاستقبال القى معالي وزير التربية والتعليم الدكتور محمد الرشيد كلمة اعرب فيها عن شكره وشكر الجميع لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز على استقباله لهم وعلى دعمه المتواصل ومواقفه الايجابية دائما من التعليم.
وقال معاليه «كما هي العادة في مستهل كل عام دراسي نلتقي اليوم ولكن لقاءنا في ظروف مختلفة لأن وطننا يحتاج من كل مواطن ان يقف موقفا يبرهن فيه على اسهامه في مواجهة التحديات».
وأضاف معاليه يقول «نجتمع اليوم بقلوب متحدة وكلمة واحدة وعزم واحد على ان نحافظ على سلامة هذا الوطن ووحدته وأمنه واستقراره وكلنا إيمان ان من يعرض سلامتنا ووحدتنا وامننا واستقرارنا للخطر هو مجرم اثيم يسعى في الارض فسادا وهو بلاء على البلاد والعباد يحركه ويدفعه انحراف في الفكر أو زيغ الضمير أو جهل أعمى أو عدو لئيم ومثل هذا ورم خبيث يجب ان يستأصل وان يتخذ كل احتياط ممكن لحماية جسم الوطن من ظهوره فيه».
وقال معالي وزير التربية والتعليم إننا أمة مسلمة تعتز بدينها وبلغتها العربية التي نزل بها كتاب الله تعالى على خاتم رسله صلى الله عليه وسلم وأضاف «ان قيادات التربية والتعليم في هذا الوطن يدركون ان عليهم ان يكونوا في غاية التنبه والحذر من ان تخترق مؤسساتنا التربوية التعليمية من قبل المفسدين في الارض المشوهين لافكار الناشئة سواء كانوا من منسوبي الوزارة أو من سواهم».
وتطرق معاليه ان ادراك المسؤولين في الوزارة لأهمية حسن اختيار مدير المدرسة وفق معايير محددة وكذلك الشأن بالنسبة للمعلمين والمعلمات وقال «نحن نرى ان من اهم الوسائل التي تحقق الاتزان والاعتدال الندوات المفتوحة التي تتميز بالحوار لانه نافذة فكرية وشعورية بين الفرد والآخرين.. ونحن سعداء جدا بإنشاء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الذي قررت قيادتنا الرشيدة انشاءه».
وأضاف الدكتور الرشيد قائلا «نحن ندرك ان مسؤوليتنا في حفظ الأمن ليست ثانوية.. بل هي أساسية رئيسية لان تهديد الأمن سلوك خاطئ ناتج عن تصورخاطئ.. وقياديو العمل التربوي هم الذين بحول الله ينشئون التصورات الصحيحة ويزرعون الافكار المستنيرة في عقول المعلمين الذين بدورهم يزرعونها في نفوس الطلاب والطالبات».
بعد ذلك القى وكيل وزارة التربية والتعليم للتعليم الدكتور خالد العواد كلمة استعرض فيها جهود الوزارة في نشر التعليم حيث بلغ عدد المدارس والمعاهد اكثرمن ثلاثين الف مدرسة ومعهد كما بلغ عدد الطلاب والطالبات اكثر من اربعة ملايين وثمانمائة الف طالب وطالبة فيما بلغ عدد المعلمين والمعلمات اكثر من اربعمائة وخمسة عشر الف معلم ومعلمة.
وبيَّن ان عدد الطلاب والطالبات الذين تخرجوا عن المرحلة الثانوية العامة العام الدراسي المنصرم بلغ مائتين وعشرة آلاف طالب وطالبة.. كما بلغ عدد كليات المعلمين والمعلمات ثماني عشرة كلية للبنين ومائة واربع كليات للبنات يدرسفيها اكثر من ثلاثمائة واربعين الف طالب وطالبة.
واستعرض الدكتور العواد جهود الوزارة في تطوير المناهج وتدريب المعلمين وبناء المدارس وترميمها وصيانتها والبرامج الصيفية التي تعدها لطلابها. ثم القى مدير عام التعليم بمنطقة جازان علي بن يحيى العريشي كلمة اعرب فيها عن سروره بالوقوف بين يدي سمو ولي العهد مؤكدا اعتزاز الجميع بالعيش في هذا الوطن الذي يطبق شرع الله في جميع مناحي الحياة. واكد انه وزملاؤه المسؤولين عن التربية والتعليم في مناطق المملكة يعملون بكل جد واجتهاد لخدمة الوطن وابنائه مشيرا إلى ان التعليم انتشر في كافة ارجاء منطقة جازان كما هو الحال في بقية مناطق المملكة.
إثر ذلك القى مدير عام التعليم بمنطقة الجوف عبدالحكيم الصالح كلمة اكد فيها ان جميع منسوبي إدارات التربية والتعليم يدركون بوعي ثقل الامانة وعظم المسؤولية وقال «إننا نقف على ثغر من أهم الثغور ان لم يكن أهمها على الاطلاق ثغر يعنى بتنمية الانسان والمجتمع ويعنى بحفظ امن وسلامة واستقرار ورخاء هذا الوطن العظيم.. ونعدكم يا صاحب السمو ان نعمل جادين على توفير افضل الظروف والفرص التربوية والتعليمية لبناء شخصية الناشئ وإعداده لمواجهة الحياة ليكون لبنة صالحة في بناء هذا الوطن العظيم».
بعد ذلك وجه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز الكلمة التالية «اخواني.. ايها الآباء.. نحن في ايام كما تعرفون ليست خافية عليكم ابدا.. وعليكم مسؤولية كبرى لان فلذات الاكباد أمانة في اعناقكم.. نسمع.. وليس عندي مراءاة.. ان بعض الذين دفعهم الشيطان بل الاغلبية منهم طالعين من المدارس وبعض المعلمين.. انتم ان شاء الله ما فيكم شك.. ولكن الذين تحتكم اقول فيهم شك وهذا الصحيح.. والآن بلدكم ولله الحمد في حاجة لكل شخص منكم فيه خير لدينه ووطنه.. يا اخوان الذي ليست فيه نخوة لدينه ووطنه لا شيء، انتم الآن عليكم امانة في رقابكم.. امانة وربكم يراقبكم عليها.. وربكم سيحاسبكم عليها.. كلكم.. صغيركم وكبيركم ونحن اولكم.. وهذه مسؤولية اجيال ومسؤولية دين ووطن وكرامة وشرف واخلاق وهذه كما اعتقد ليست خافية عليكم ابدا.. وانتم إن شاء الله فيكم الخير وفيكم البركة وعندكم ابناء وعندكم محارمكم واطفالكم وعوراتكم.. وهذا الذي شاهدتموه صار في العالم كله.. ولكن ارجوكم واطلب منكم وواجبكم ان تعملوا لخدمة هذا الدين وهذا الوطن ولكن هناك اشياء الرب عز وجل حرمها.. الغلو.. وعليكم التمسك بالاخلاق وحث ابنائكم وابنائنا على الوطنية.. انا الآن اسمع وارى مع الأسف ان الوطنية في ابنائكم خفيفة.. لا اقول ما فيهم وطنية.. ولكن ما هم حاسين بوطنهم.. وهذا واجبكم وامانة وربكم سيحاسبكم عليها.. ربكم فوق كل شيء.. وقبل البشر.. الرب عز وجل».
«وأنتم رجال إن شاء الله فيكم البركة ورجال حاسين بواجباتكم وتدركون ما هو الطفل وتربيته.. وما هي الحوادث الله يكفينا شرها التي تترقبكم في المملكة العربية السعودية.. انتم تشاهدون الآن توجد بلاد كثيرة اكبر منا ومسلمين ولله الحمد.. لماذا لاتفكرون ما هو هدف هذه الحملة.. نحن من المسلمين.. اخواننا العرب واخواننا المسلمون كلهم.. هناك رؤساء اكبر منا واكثر منا عدة وإلى آخره.. لكن لماذا هدفهم منصب على المملكة العربية السعودية.. لماذا؟.. كلكم تعرفون على ما اعتقد لانها ولله الحمد قمة الاسلام.. وان شاء الله تبقى إلى آخر الدهر، قصدهم تدمير هذا الشيء.. قصدهم الايعاز لضعاف النفوس لخلق بلبلة وخلق شوشرة في هذا البلد من ناحية كل شيء.. في التعليم وفي السياسة وفي الاقتصاد وفي المال وفي أي شيء.. مقصدهم ان يدخلون في اذهاننا واذهان اطفالنا ان هناك اخطاء كثيرة.. انا لا اقول لا توجد اخطاء.. توجد اخطاء ونحن ماشين في تصحيحها من سبع سنين، ولكن الحملة الواطية انتم تعرفون من اين.. كلكم تعرفون كما اعتقد.. ومملكتكم ولله الحمد عزيزة.. بالله ثم بكم.. ثاني شيء موقفكم اليوم عند الصغير وعند الكبير وحتى عند الذين يتكلمون فيكم عزيز ويرهبونكم ويحترمونكم غصبا عنهم لانهم رأوكم جبلا لا يهتز ولن يهتز.. جمعوا لهم كم صحفي ليقولون الكذب وهو شرفهم وعقيدتهم الكذب، قالوا في المملكة قالوا فيكم.. قالوا في رجال.. لم يتركوا شيئا.. ولكن ولله الحمد انكم جبل لا يمكن يهتز مهما كان.. لكم ثقة في الله ثم في عقيدتكم ووطنكم.. والذي لديه ثقة بربه ووطنه لا يخاف من احد.. لا يخاف من أي بشر.. وأوصيكم ونفسي بالصدق والصراحة مع انفسكم ومع اطفالكم ومع طلابكم.. وارجو لكم التوفيق والنجاح.. وارجو من الله ان يهدينا إلى الحق والعدل.. ويهدينا إلى الصراحة والصدق والنية الصالحة نحو ربكم وشعبكم وابنائكم، هذا ما اتمناه لكم واعتقد ان شاء الله انه في كل واحد منكم انتم.. والله يوفقكم لما يحبه ويرضاه.. وشكرا لكم».
بعد ذلك تسلم صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز نسخة من موسوعة تاريخ التعليم في المملكة العربية السعودية في مائة عام، كما تسلم سموه نسخة من مجلة المعرفة التي تصدرها وزارة التربية والتعليم وكتابا بعنوان «صورة العرب والمسلمين في المناهج الدراسية حول العالم» أصدرته مجلة المعرفة باربع لغات.
حضر الاستقبال صاحب السمو الأمير نواف بن محمد بن عبدالله بن عبدالرحمن ومعالي رئيس المراسم الملكية الأستاذ محمد بن عبدالرحمن آل الشيخ ومعالي المستشار في ديوان سمو ولي العهد المندوب المفوض على الشؤون الصحية بالحرس الوطني الدكتور فهد العبدالجبار ومعالي وكيل المراسم الملكية الأستاذ محمد بن عبدالرحمن الطبيشي وقائد الحرس الملكي الفريق أول ركن عبدالله النملة.
|