** في أحد محال بيع المجوهرات..
استوقفني صغر سن الشباب.. الذي يعمل ويخاطب النساء بخجل ويغض الطرف وهن يتماهين ببريق الألماس على الأصابع والمعاصم ويضعن رجلاً على رجل جالسات بمحاذاة الزجاج على مقاعد مخملية حمراء..
كان الشباب يحاولون أن يكونوا أكفاء وأن يخرجوا من عنق التهمة التي تلاحقهم لسنوات بأنهم كسالى وأنهم غير قادرين على العمل والوقفة لساعات طويلة والدوام لفترتين..
كانت الساعة تقترب من العاشرة والنصف ليلاً وفي محاولة مع أحدهم حول خفض السعر.. قال إنه يود أن يبيع ويكسب زبوناً، لأن المدير وعدهم إن باعوا جيداً منحهم خروجاً قبل الحادية عشرة.
** كلمة بسيطة لشاب يعارك تجربة جديدة مع التحديات والرغبات، فهو يتمنى لو أنه في مقهى مع رفاقه.. أو ربما في رحلة برية.. لكنه يكافح ويخوض تجربة جديدة.. ويحاول أن يثبت للدنيا كلها أنه قادر على العمل والنجاح..
تخيلت هذا الشاب أخي أو ربما ابن جيراننا.. أو ربما ابن لأختي الكبرى.. إنه يتحدث مثلما يتحدث شباب عائلتي ويتعامل مع النساء بكل هيبة واحترام..
يسبق كلامه ب«يا أختي».. وينهيه ب ملبوس العافية.. لا يُطيل الكلام والضحك..
ولا تبرق عيناه مع بريق أكفِّ النساء..
** لم أزد كلمة واحدة.. ودفعت وأنا راضية..!
إننا نخوض معركة حقيقية يجب أن نلتفت إليها بصدق هي السعودة، تلك التي يلزم أن نتعاضد جميعاً لجعلها تغشى كل شيء وأي شيء..
اعتذار:
لكل الذين راسلوني مشكورين خلال هذا الشهر.. فقد فقدت كل رسائل بريدي الإلكتروني وأقدر لهم جميعاً كل كلماتهم الطيبة.
|