* الرياض - أحمد الفهيد:
قبل حوالي الساعة 50:12 ظهر أمس الأول كانت بوادر يوم عادي كغيره من الأيام في منطقة الحاير عندما بدأت سحب الدخان تنبعث من أحد العنابر في إصلاحية سجن الحاير، الواقع على بعد 20كلم جنوب الرياض.
وفي دقائق معدودة، كانت سحب الدخان تنبعث بكثافة من العنبر رقم «19» والمخصص للسجناء من سن 18-24 سنة. ليجد السجناء، والسجانون أنفسهم أمام كارثة حقيقية! يشهدها هذا السجن.
«فرق مساندة»
عند الساعة الواحدة ظهراً انطلقت سيارات الإسعاف والدفاع المدني لتلبية نداء لتطويق حريق مفاجئ في سجن الحائر وفي دقائق معدودة تحول الموقع إلى خلية نحل ما بين إطفائيين، ومسعفين، ومتابعة مباشرة من المسؤلين الذين تواجدوا على رأس الفريق المشرف على متابعة سير عملية إجلاء السجناء إلى منطقة آمنة.كما تواجد عند بوابة السجن عدد من الأهالي الذين حضروا للاطمئنان على سلامة ذويهم حال علمهم بالخبر.
«الجزيرة كانت هناك»
انطلق فريق «الجزيرة» لتغطية الحادث، ولكن وبحكم طبيعة الموقع، فقد تعذر دخولنا إلى موقع الحريق، حيث رصدنا مغادرة الفرق المساندة لموقع الحادث، إذ يبدو أنه تمت السيطرة على الحريق، ورصد الحالات الإسعافية ومتابعتها وتقرير الحالة قبل الثانية ظهراً.
بعد ذلك توجهت الجزيرة إلى مستشفى الرياض المركزي (الشميسي) حيث تم نقل المتوفين، كما انتقلنا إلى مستشفى الإيمان لمتابعة خمس حالات نقلت لتلقي الإسعافات الأولية هناك، وتمت مغادرتها في وقت لاحق من مساء أمس.
«إحصائيات أولية»
تشير الإحصاءات للحادث إلى وفاة أكثر من 70 سجيناً، وإصابة 24 سجيناً إصابات خفيفة تم إسعافهم في العيادة التابعة للسجن، ولم تتطلب حالاتهم الإحالة إلى أي من المستشفيات القريبة، فيما تم نقل 5 حالات لمستشفى الإيمان حيث تم اسعافها وخروجها في نفس اليوم.
وكان الاختناق سبب أغلب حالات الوفاة والإصابة، حيث لم تسجل إصابات حروق حسبما أشار إليه شهود عيان قريبون من موقع الأحداث.
وتشير الإحصائيات الأولية إلى أن غالبية المتوفين هم من السعوديين وبعض الجنسيات الآسيوية.
«رواية أخرى»
في جانب آخر من القصة وفي محاولتنا لرصد أسباب هذا الحادث، وحسبما نما إلى علمنا من أحاديث حول أسوار السجن، يتردد الحديث عن بداية اندلاع الحريق من العنبر رقم «19» عندما علقت ألسنة اللهب على سجادة الأرضية والتي اشتعلت بسرعة نتيجة لوجود بقايا «زيت طعام»على الأرضية، الأمر الذي سارع في انبعاث الدخان بكثافة شديدة.
عند ذلك أمرت إدارة السجن بفتح بوابة العنبر ليتمكن السجناء من الخروج، وتلافي الحريق.
وقد أدى اندفاع السجناء إلى البوابة، ومن ثم العودة أدراجهم بعد ملامستهم لأرضية «البلاط» التي كانت ساخنة نتيجة الحريق، الأمر الذي أدى إلى تدافع السجناء باتجاه متعاكس بحثاً عن منفذٍ آخر مفترض، كمنافذ الطوارئ، مما أدى إلى ارتفاع عدد الوفيات التي قضى أغلبها اختناقاً.
إلا أنه لا يوجد تفاصيل مؤكدة حتى الآن.
«ويبقى شيء»
بقي أن نسأل الله العلي القدير أن يرحم موتانا وموتى المسلمين، ويلهم أهل المتوفين وذويهم الصبر والسلوان قال تعالى {وبشر الصابرين (155) )الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) (156) } [البقرة: 155 - 156] .
|