Wednesday 17th september,2003 11311العدد الاربعاء 20 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

رأي اقتصادي رأي اقتصادي
منظمة التجارة العالمية وهيئة الأمم المتحدة ومجلس أمن مشترك«1 2»
د. محمد اليماني

يفترض في منظمة التجارة العالمية ان تعمل على خفض أعداد الفقراء في العالم، وذلك من خلال سعيها لتحقيق أهدافها المتمثلة في دعم تجارة حرة بين دول العالم أجمع. لكن المشاهد ان هناك معارضة قوية من قِبل العديد من التنظيمات الفاعلة في المجتمعات المتقدمة صناعياً والنامية للمنظمة وترى فيها أداة لتكريس الفقر وزيادة حدته رأسياً وأفقياً. وانها لم توجد إلا لخدمة الدول المتقدمة صناعياً وتوفير موارد اقتصادية لها رخيصة الثمن، بالإضافة إلى توفير أسواق ضخمة لمنتجاتها مفتوحة أمامها بدون قيود.
وفي الواقع تدور شكوك حقيقية حول الأهداف الحقيقية لمنظمة التجارة العالمية يدعمها أسلوب الكيل بمكيالين في التعامل مع عدد من القضايا الاقتصادية اعتماداً على منشأ المشكلة. ففي حين نجد مطالبة قوية بإلغاء كافة أشكال الدعم الذي تقدمه حكومات الدول النامية للأنشطة الاقتصادية أو الحد منها ومنها القطاع الزراعي الذي يعد عماد الاقتصاد في هذه الدول، نجد في المقابل دعماً كبيراً جداً للقطاع الزراعي في الدول المتقدمة والتي تصدر جزءاً مهماً من إنتاجها إلى الدول النامية.
وتشير البيانات المتاحة في هذا الجانب إلى أن الدعم المقدم من قبل الدول المتقدمة إلى مزارعيها تتراوح نسبته إلى السعر من 4% في النرويج إلى 81% في سويسرا، وتبلغ نسبته في الولايات المتحدة الأمريكية 15% وفي دول الاتحاد الأوروبي 49% وفي اليابان 77%. وتنفق الدول المتقدمة سنوياً مائتي مليار دولار في المتوسط تقريباً لدعم القطاع الزراعي، منها أكثر من ستة عشر ملياراً تنفقها الولايات المتحدة الأمريكية ومائة مليار تنفقها دول الاتحاد الأوروبي وأربعين ملياراً تنفقها اليابان.
يتزامن هذا الدعم الهائل للزراعة مع قيود صارمة تفرضها الدول الصناعية على صادرات الدول النامية لها من المنتجات الزراعية ومطالبتها بإلغاء الدعم المقدم للقطاع الزراعي والنتيجة الطبيعية هي انحسار قطاع الزراعة في الدول النامية وفقدان الملايين لموارد رزقهم وتزايد الاعتماد على المنتجات الزراعية المصدرة من الدول الصناعية والتي تباع بأسعار مرتفعة، وفي النهاية مزيد من القروض ومزيد من الفقراء.
لو وجه هذا الدعم الهائل للقطاع الزراعي في الدول الصناعية أو جزء يسير منه إلى دعم القطاع الزراعي في الدول النامية لربما أمكن التخفيف بشكل كبير من مشكلة الفقر ولأمكن الحد من تفاقم مشكلة المديونية التي تعاني منها هذه الدول والتي هي سبب رئيس في العديد من مشاكلها مثلما انها عائق رئيس لانتهاج أو نجاح العديد من أساليب ووسائل العلاج.
ان هناك دلائل قوية تشير وتؤكد ان منظمة التجارة العالمية قد استفادت بشكل كبير من خيرات الأمم المتحدة المتراكمة عبر السنين في إدارة العالم وانها تسعى جاهدة لتطبيق نفس المبادئ والآليات المسيرة لعملها، ولذا فإنه من الأفضل للدول النامية ان تسعى منذ الآن لحجز مقعد لها في مجلس أمن المنظمة الذي ينقصها حتى تكتمل الصورة.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved