Wednesday 17th september,2003 11311العدد الاربعاء 20 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

تزايد سخط العراقيين على التصرفات الأمريكية تزايد سخط العراقيين على التصرفات الأمريكية
غارات على تكريت.. اقتحام للبيوت وإهانات «حيوانية» للرجال

* تكريت - واشنطن - الوكالات:
أثارت القوات الأمريكية سخط العديد من العراقيين أمس الثلاثاء بغارات الفجر التي شنتها على بلدة تكريت مسقط رأس الرئيس العراقي السابق صدام حسين والتي فجرت فيها العديد من مداخل البيوت واقتحم خلالها الجنود الابواب بضربات من ارجلهم ولطخوا خلالها اوجه الرجال في الوحل.وقف احمد البالغ من العمر عشر سنوات والذي اخرج كالقطيع هو وباقي افراد اسرته من المنزل الى الحديقة يرتعد وهو يرقب الجنود الامريكيين يستجوبون رجلا ارتطمت رأسه بالارض حين أجبر على الانبطاح.
قال الصبي في تحد «سأصبح جنديا عراقيا واقتل الامريكيين» واشار الى الجنود الذين اقتحموا بيته بالسلاح بحثا عن مقاتلين عراقيين يستهدفون القوات الأمريكية، واستطرد الصبي العراقي قائلا: «انهم اعداء».
اقتاد الجنود الامريكيون رجلا مسنا عاري القدمين من منزله اضطر الى المشي فوق قطع الزجاج المهشم الذي تناثر من لوحة سقطت من الحائط.
جلس رجل آخر وقد خط الشيب لحيته وقيدت يداه خلف ظهره. وقال للجنود الامريكيين الذين صوبوا سلاحهم نحو صدره «لماذا حطمتم البوابة، كنت سأدخلكم».
تداهم قوات الجيش الامريكي عشرات المنازل العراقية كل يوم في شتى انحاء البلاد في محاولة للقضاء على المقاومة ووقف سيل من الهجمات بالالغام والقنابل وقذائف المورتر تستهدف الجنود الامريكيين ويعتقل الجنود كل من يشتبهون به.
ويقول كبار القادة الامريكيين ان هذه الاستراتيجية نجحت في انتزاع زمام المبادرة من المقاتلين الذين قتلوا حتى الآن 73 جنديا امريكيا منذ ان اعلن الرئيس الامريكي جورج بوش انتهاء العمليات العسكرية الرئيسية في العراق اول مايو ايار.
لكنهم يعترفون انه حين تمس هذه الغارات والاعتقالات عراقيين ابرياء يعمق ذلك انعدام ثقتهم في المحتل ويضر بتأثير المشروعات التي يشارك فيها الجنود مثل اعادة الكهرباء والتي تهدف الى كسب «قلوب وعقول العراقيين».
وبينما تقول الولايات المتحدة انها غزت العراق لتحرير شعبه والقضاء على الخطر الذي يشكله صدام ونظامه يقول منتقدون ان الحرب قد أتت بأثر عكسي واشعلت غضب العرب ضد الغرب ووفرت تربة خصبة لتجنيد مقاتلين معادين للامريكيين.
وبانتهاء غارة امس الثلاثاء قال الجنود انهم لا يعرفون ما اذا كان من اعتقلوهم وعددهم يزيد على عشرة هم المشتبه بهم الذين كانت عملية اليوم تستهدفهم اصلا.
لكن اللفتنانت ديفيد بويرير الذي قاد الغارة قال ان جنوده عثروا على مواد متفجرة في احد المنازل، واستطرد قائلا «انا واثق من اننا امسكنا ببعض الاشرار».
ويعتقد القادة الامريكيون ان الرئيس العراقي السابق لا يزال في المنطقة المحيطة بتكريت لكنهم لم يعثروا عليه بعد.
في واحدة من المداهمات قبعت فتاة صغيرة في حجر امها وهي خائفة وسدت اذنيها بيديها كي لا تسمع صراخ الجنود الامريكيين وهم يقولون «انبطحوا انبطحوا».
جلست امرأة عراقية مسنة متشحة بالسواد القرفصاء على الارض واخذت تهز نفسها الى الامام والخلف وتدمدم لنفسها بكلمات غير مسموعة.
بينما انهالت ثلاث اخريات بوابل من الكلمات العربية التي لم يفهمها الجنود وأخذن يشرن الى الجنود باصابع الاتهام ويرفعن اياديهن الى أعلى متهمات مقتحمي بيوتهن بسلب اموالهن.
توقفت النسوة عن الصراخ فجأة وفغرن افواههن في ذهول حين ادركن ان من بين القوات الأمريكية المقتحمة امرأة عريضة الفكين تخفي شعرها تحت خوذتها.
لكن حين استعدت القوات الأمريكية للخروج من المنزل مرة اخرى عادت النسوة لملاحقتها بالصراخ وعبارات التحدي وحرصن على استخدام الانجليزية لترديد عبارة واحدة كررنها كثيرا «ارحلوا.. ارحلوا».
وقف الصبي احمد عند باب المنزل وقد حمل في يديه الصغيرتين خفا لاحد اقاربه الذي اقتيد حافي القدمين على أمل ان يأخذه منه الجنود الأمريكيون ويعطونه لصاحبه لكن الباب صد في وجهه.
من جهة اخرى قالت شبكة تلفزيون اية.بي.سي نيوز ان مسودة تقرير عن البحث عن اسلحة دمار شامل في العراق لم توفر اي دليل دامغ على ان العراق كان يمتلك مثل هذه الاسلحة عندما غزته الولايات المتحدة في مارس اذار الماضي.ونقلت المحطة عن مسؤولين لم تذكر اسماءهم ان التقرير الذي اعده مدني يقود البحث عن الاسلحة المخبأة سيورد بالتفصيل الجهود التي بذلها العراق لاكتساب القدرة على انتاج اسلحة بيولوجية وكيماوية ونووية.
وقبل صدور امر الغزو الذي اطاح بالرئيس العراقي صدام حسين اشار الرئيس الامريكي جورج بوش الى تهديد وشيك تمثله اسلحة الدمار الشامل العراقية كمبرر رئيسي للحرب.
لكن القوات الأمريكية الموجودة في العراق والتي تبحث عن ادلة على وجود اسلحة كيماوية وبيولوجية ونووية لم تعثر على اي شيء. وقال مسؤولون امريكيون في يوليو تموز ان البحث كشف عن وثائق تشير الى برنامج لتطوير مثل هذه الاسلحة.
وتولت مجموعة المسح في العراق بقيادة الميجر جنرال كيث داتون من المخابرات العسكرية البحث منذ يونيو حزيران بتوجيهات من مفتش الاسلحة السابق بالامم المتحدة ديفيد كاي.
وقال مسؤول بالمخابرات الأمريكية ان تقرير كاي عن البحث لم يستكمل بعد وان تقرير محطة اية.بي.سي مجرد تكهنات.
وقال مسؤول بارز من وزارة الدفاع ان وزير الدفاع دونالد رامسفيلد اكد على ان كاي من المتوقع ان يقدم تقريرا مبدئيا خلال الاسابيع المقبلة لكن المسؤول ليس على علم بتسلم بأي تقرير اولي.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved