بدأ مجلس الأمن الدولي مناقشة القرار الإسرائيلي «إبعاد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات من وطنه»، وجاءت اجتماعات مجلس الأمن الدولي بناء على طلب مشترك من المجموعتين العربية ودول حركة عدم الانحياز الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة.
المناقشات استهلت بتقرير مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط تيري رودلارسن الذي اعترف بجمود عملية السلام في المنطقة ومع أن لارسن مثل كل «الوسطاء والمبعوثين» لا يشيرون إلى إسرائيل بالاسم عندما يتحدثون عن العقبات التي تعترض طريق السلام، إلا أن قوله كان يشير بوضوح إلى الإجراءات الإسرائيلية التي لا تعرقل استئناف عملية السلام فحسب، بل تقود إلى دمار جديد وسفك دماء جديدة، إذ يقول في مداخلته «أخشى في حالة حصول تغيير جذري على الأرض، من عدم إمكان الحؤول دون تدهور جديد دامٍ للوضع».
وبما أن المجلس يناقش الحماقة الإسرائيلية المتمثلة بطرد أو قتل عرفات، فإن الإشارة إلى «حصول تغيير على الأرض» تنبيه إلى ما يمكن أن تؤدي إليه مثل هذه الحماقة... تدهور دامٍ للوضع، هكذا يقول عين الأمم المتحدة في فلسطين..!!
ولكن ماذا يقول الأمريكيون رعاة السلام والإسرائيليون.. على عكس كل الذين تحدثوا يزعمون أن ياسر عرفات عقبة في طريق السلام..!! ومع أن الأمريكيين يعارضون إجراءات الإبعاد والقتل، إلا أنهم يعارضون تأييداً لشرعية الرئيس الفلسطيني، بل يرون في بقائه محاصراً داخل مقره في رام الله أفضل لإسرائيل.. أما الإرهابيون الذين يديرون الحكم في الكيان الإسرائيلي فإنهم على إصرارهم على إبعاد عرفات وإذا لم يتيسر لهم ذلك فسيسعون إلى قتله..!!
بهذه الوقاحة يرد الإسرائيليون في أكبر محفل دولي أدان فيه جميع المتحدثين في اجتماعهم الأخير المسئولين الإسرائيليين لأنهم العقبة الحقيقية في طريق استئناف عملية السلام.. يعاكس الإسرائيليون والأمريكيون الحقيقة، وبدلاً من أن يشخصوا العقبة الحقيقية التي تعرقل كل الجهود لصنع السلام في المنطقة يزيدون النار اشتعالاً بالتخطيط لارتكاب الجرائم التي مجرد الدعوة لها جريمة كان يجب أن يدعو مجلس الأمن الدولي إلى محاسبة ومحاكمة الذين يعملون على تنفيذها لإغراق المنطقة في بحر من الدماء.
| 
