قبل أن نخوض في الإجابة على التساؤل في مقال سابق عن الأسباب التي جعلت «صلالة عمان» تنجح في جذب السياح الخليجيين رغم أننا سبقناها بسنوات في تلك المحاولات فإننا يجب أن نعود لمحتوى وأسلوب الخطاب الإعلامي الموجه للسائح الخليجي والمحلي.
فأسطوانة أن بلادنا وحدها بلاد الأسعار المناسبة والطبيعة الخلابة لم تعد مقنعة للكثيرين فمعظم دول العالم السياحية القريبة منا والبعيدة تملك أكثر مما نملكه في هذا الميدان والسائح لم تعد تخفى عليه تلك الحقيقة.
أما الصورة التي من الممكن أن تجتذبه وتستهويه عبر وسائل الإعلام فهي المعالم التراثية والطبيعية والنهضة الحضارية من شقق وفنادق ومطاعم ومدن ألعاب والتي يتمتع بها العديد من مناطقنا السياحية وتتفوق بها على مثيلاتها- على الأقل- من دول الجوار.
ومع ذلك فالمتابع لا يرى في رسائلنا الاعلامية عن المهرجانات السياحية سوى الأمسيات الشعرية أو مقتطفات من المحاضرات والندوات أو لقاءات مع الأدباء والشعراء الذين يحيون تلك الأمسيات داخل الصالات المغلقة في المدن السياحية وكأن هذا فقط هو ما يهم السائح وما يبحث عنه وما سيقطع من اجله آلاف الاميال هو وأسرته.
أما الكتيبات والخرائط والمطبوعات التي ترشده لأهم المواقع السياحية في كل منطقة فلا وجود لها إطلاقاً وعلى السائح أن يجتهد في سؤال المارة وأصحاب السيارات في الشوارع عن المواقع التي سمع بها من جيرانه واصدقائه.
أما اذا كان لا يعرف أياً من تلك الأسماء فليكتف بزيارة سوق الخضار وبعض أسواق الملابس والهدايا في كل مدينة يزورها!!
|