قال الله تعالى: {إنَّمّا يّخًشّى اللهّ مٌنً عٌبّادٌهٌ العٍلّمّاءٍ}، وقال تعالى: {يّرًفّعٌ اللهٍ الذٌينّ آمّنٍوا مٌنكٍمً والَّذٌينّ أٍوتٍوا العٌلًمّ دّرّجّاتُ}.
وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تعلموا العلم فان تعلمه لله حسنة ودراسته تسبيح والبحث عنه جهاد وطلبه عبادة وتعلمه صدقة وبذله لأهله قربة لأنه معالم الحلال والحرام وبيان سبيل الجنة والمؤنس في الوحشة والمحدث في الخلوة والجليس في الوحدة والصاحب في الغربة والدليل على السراء والمعين على الضراء والزين عند الإخلاء والسلاح على الأعداء ..
وبالعلم يبلغ العبد منازل الاخيار في الدرجات العلى ..
ومجالسة العلماء في الدنيا ومرافقة الأبرار في الآخرة والفكر في العلم يعدل الصيام ومذاكرته تعدل القيام..
وبالعلم توصل الأرحام وتفصل الأحكام وبه يعرف الحلال والحرام..
وبالعلم يعرف الله ويوجد وبالعلم يطاع الله ويعبد «قيل» العلم ذلك حقائق الأشياء مسموعاً ومعقولاً..
وقال النبي صلى الله عليه وسلم «خير الدنيا والآخرة مع العلم وشر الدنيا والآخرة مع الجهل» وعنه عليه الصلاة والسلام «يوزن مداد العلماء ودماء الشهداء يوم القيامة فلا يفضل أحدهما على الآخر ولغزوة في طلب العلم أحب إلى الله من مائة غزوة ولا يخرج أحد في طلب العلم الا وملك موكل به يبشره بالجنة ومن مات وميراثه المحابر والأقلام دخل الجنة» .
وقال علي كرّم الله وجهه «أقل الناس قيمة أقلهم علما..
وقال أيضاً رضي الله عنه «العلم نهر والحكمة بحر والعلماء حول النهر يطوفون والحكماء وسط البحر يغوصون والعارفون في سفن النجاة يسيرو..
وقال موسى عليه السلام في مناجاته: من أحب الناس إليك؟ قال عالم يطلب علماً.
وقال بعض السلف رضي الله عنهم، العلوم أربعة: الفقه للأديان والطلب للأبدان والنجوم فلا زمان والنحو للسان.
وقيل العالم طبيب هذه الأمة والدنيا داؤها فاذا كان الطبيب يطلب الداء فمتى يبرئ غيره..
وسئل الشعبي عن مسألة فقال لا علم لي بها فقيل له: ألا تستحي فقال: ولِمَ استحي مما لم تستح الملائكة منه حين قالت لا علم لنا.
وعن النبي صلى الله عليه وسلم فضل العالم على العباد كفضلي على أدناكم. وروى كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وقال علي كرم الله وجهه من نصب نفسه للناس إماماً فعليه أن يبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره وليكن تأديبه بسيرته قبل لسانه.
وقيل مؤدب نفسه ومعلمها أحق بالإجلال من مؤدب الناس ومعلمهم. فاتقوا الله أيها المسلمون، وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير.
|