Tuesday 16th september,2003 11310العدد الثلاثاء 19 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

لقاء الثلاثاء لقاء الثلاثاء
دوري أبطال العرب
عبد الكريم الجاسر

سحبت قرعة أبطال العرب الاثنين الماضي في العاصمة اللبنانية بيروت.. وذلك وسط حشد عربي كبير ضم مختلف الرياضيين العرب مسؤولين ونجوماً وإعلاميين في تظاهرة هي الأولى من نوعها في العالم العربي.. ولأن من رأى ليس كمن سمع، فقد لمست عن قرب الاهتمام الكبير الذي حظيت به هذه البطولة والتفاؤل الذي يسود كل الرياضيين العرب بمشاهدة بطولة سوبر تكون البداية الحقيقية للمسابقات العربية.
والواقع أن كل الظروف مهيأة أمام انطلاقة قوية تحظى بمتابعة كل الجماهير العربية.. فقمة الفرق العربية ستشارك بها وهي تأتي في ظروف جيدة من حيث التوقيت بعد أن تم التنسيق جيداً بين المواعيد المتضاربة في البطولات الآسيوية والإفريقية مع المسابقات المحلية.. ويبقى الآن انتظار ضربة البداية لتدور أول بطولة عربية بهذا المستوى والتي نأمل أن تكون المشاركة بها في مستوى الحدث من حيث الالتزام والمنافسة الشريفة والتعامل الحضاري من الجميع حتى يتحقق الهدف الأسمى من إقامة المنافسات الرياضية بين الاخوة العرب.
الدوري.. والهلال
بدأ الفارق النقطي يفرض نفسه بين الفرق المتنافسة في الدوري.. ومع مرور الجولات واحدة تلو الأخرى ستتضح المنافسة أكثر فأكثر.. وكالعادة فإن الاتحاد فرض نفسه في صدارة الدوري وبشكل مبكر.. يدعمه في ذلك وجود نخبة من أفضل اللاعبين المحليين وثلاثي أجنبي بدؤوا مع الفريق مبكراً وبالتالي باتت فرصة انسجامهم وتأقلمهم مع الدوري وزملائهم أفضل.. إضافة إلى وجود إداري واهتمام خاص يلقاه الفريق على مختلف الأصعدة مما جعله يسير بشكل جيد ومتزن وبعيداً عن أي اجتهادات ولذلك فلا غرابة في تصدر الاتحاد واستمرار صدارته حتى النهاية.. حيث ترك الاتحاديون للآخرين المركز الثاني للتصارع عليه.. وهذا ما يجب أن تعيه بقية الفرق الأخرى جيداً ومنها الهلال.. فالفريق الهلالي ليس أمامه سوى اللعب على المركز الثاني للوصول للمباراة النهائية.. وخلاف ذلك لايجب أن يتمادى الهلاليون في التفاؤل.. ففريقهم الحالي يضم عدداً من الشباب ويواجه صعوبات فنية وإدارية وأيضاً جماهيرية.. فبعد البداية المتعثرة بالتعادل في ثلاثة لقاءات اتضح أن الفريق لم يختلف كثيراً عن بدايته في الموسم الماضي..فرغم أن العذر بملاقاة الفرق القوية في بداية الدوري قد يكون مقبولاً.. لكنه ليس العذر الحقيقي.. فالهلال هو الذي تخشاه الفرق وليس هو من يخشى الفرق كالاتفاق والشباب وغيرها.. فالهلال لو لعب بعناصر شابة سيبقى الهلال الذي يخشاه الجميع.. ولكن التخبط الذي كان عليه مدربه في الجولتين الأولى والثانية ساهم مباشرة في التعادل وبالتالي وضع الفريق تحت ضغوطات كان في غنى عنها.
أهم الملاحظات على البداية الهلالية هي أن المسألة ليست فنية فقط.. فهذا الوضع يتكرر منذ موسمين.. وأعني تعثر الفريق ودخوله في اشكالات عديدة.. ولو عدنا لما حدث في نهاية الموسم الماضي وما لقيه الفريق من اهتمام اداري ولنقل شخصي من سمو رئيس النادي أثمر تحقيق لقب كأس ولي العهد والفوز على كل الفرق الكبيرة.. مما يعني ان الفريق بحاجة لعمل إداري وعمل مضاعف أيضاً.. فالزمن تغير والمنافسون تغيروا وطريقة العمل يجب أن تتغير وأقصد وضع آلية عمل تضمن استمرار الفريق تحت اشراف اداري دائم سواء بايجاد مشرف كرة قدم قادر على تسيير أمور الفريق فضلاً عن أهمية وجود لجنة فنية تتابع عمل المدرب وتقييم أداء الفريق واللاعبين وتقدم المشورة المطلوبة بدلاً من أن تأتي هذه المشورة من الجماهير.. كما حدث مؤخرا، فالواضح أن مدرب الفريق السيد اديموس مدرب ممتاز ميدانياً وساهم عمله في تطوير أداء الفريق واللاعبين لكنه غير قادر على الاختيار الصحيح لبعض اللاعبين وكذلك عدم نجاحه في إدارة المباريات كما يجب.. فقد ارتكب العديد من الأخطاء في التشكيل والتغيير كشفت عدم معرفته بلاعبي فريقه جيداً وكذلك عناده ومكابرته قبل أن يرضخ أخيراً ويسير في الاتجاه الصحيح.
فالفريق الهلالي نجح في بناء العديد من الهجمات ووصل لمرمى الخصوم وهدد المرمى كثيراً لكن لم يسجل وهذا يؤكد أن الفريق يتدرب بشكل جيد ويؤدي كرة حديثة وفق انتشار أكثر من جيد لكنه يعاني من عناد مدربه وعدم اتاحة الفرصة للاعبين القادرين على التسجيل كالصويلح والعلي وأيضاً عدم توفيق مهاجمه العاجي تراوري وتكالب كل ذلك على الفريق..
إذاً استمرار المدرب أمر ليس محل نقاش.. فليس من المعقول ان يكون للهلال كل شهرين مدرب وأيضاً لا يمكن أن ترمي كل الاخفاقات الإدارية على المدرب.. فمن مسؤولية الإدارة مناقشة المدرب.. ومتابعته وأيضاً دعمه، فالنجاح مسؤولية مشتركة ولو وجد أفضل مدرب في العالم وعمل بدون دعم إداري فإنه حتماً سيفشل.
الأمر الآخر أهمية وجود أجانب مؤثرين وعلى وجه السرعة.. فوجود اللاعبين في وقت مبكر يمنح الفرصة للتأقلم مع الأجواء والدوري وبالتالي تكون الفرصة أمامه جيدة لافادة فريقه.. أما حين يحضر في وقت متأخر ووسط المهمة فإنه سيسقط سريعاً مهما كان نجماً كبيراً.. وجود الأجنبي ومشاركته في المباريات السهلة تمنحه الثقة وتساهم في نجاحه.
وعلى أي حال فإن المركز الثاني هو المتاح حالياً في ظل التفوق الاتحادي.. وسيتصارع هذا العام أكثر من فريق، فالشباب والاتفاق وربما القادسية ومعهم الهلال والنصر والأهلي هم الأوفر حظاً في المنافسة حسب المستويات التي ظهر بها حتى الآن.. لكن الأمر المختلف هو قدرة هذه الفرق على انتزاع النقاط انتزاعاً وبالذات النصر.. فالفريق النصراوي قادر على الفوز في أسوأ أحواله نظراً لأن خلفه ادارة تسعى للفوز بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة، وهذا انعكس على اللاعبين في حين نجد أن الهلال مثلاً حقق فوزاً دراماتيكياً على الأهلي لكن فرحة الفوز والأهداف لدى لاعبيه تعكس عدم الاعداد النفسي الجيد وعدم تفاعل اللاعبين حتى الآن مع الدوري والمنافسة والفوز.
لمسات
.. رحم الله زاهد قداسي فقد فقده الوسط الرياضي أحد الذين عاصروا الرياضة السعودية لسنوات طويلة، وكان له إسهامات عديدة في مجال التعليق الرياضي.. فهو من أوائل من وضعوا أسس التعليق الرياضي لدينا.. ومن حقه علينا أن نقول له إلى جنات الخلد يا زاهد.. رحمك الله رحمة واسعة.
.. الهلال بحاجة لأجنبيين على مستوى كبير.. ويجب أن تعمل الإدارة على تحقيق ذلك حتى ولو «بالسلفة».. فالوضع لا يحتمل أي تأخير.. كما أن التعاقد مع اللاعبين صغار السن لن يكون مفيداً فهم سيحتاجون لأشهر حتى يفيدوا الفريق مهما كانت مستوياتهم!
.. في الموسم الماضي تدرب الهلال والأهلي على استاد الملك فهد قبل مباراتهما في نهائي كأس ولي العهد.. والنظام يجيز تدريب واحد لأي فريق يطلب ذلك لكنَّ النصراويين لم يجدوا ما يخفون به تواضع مستوى النصر أمام الهلال سوى التدريب!!
.. قد يعتقد الهلاليون أن المباريات القادمة ستكون سهلة وهم بذلك مخطئون.. فالمسألة لم تكن فريقاً قوياً وآخر ضعيفاً.. إنما عدم قدرة الفريق على التسجيل من كرات مضمونة.. وهذا سيحدث أمام الصغار أيضاً وسيدرك الهلاليون ذلك.
.. الجهاز الطبي الهلالي بحاجة لقرار صارم يعيد فرناندو وأسامة ناصر لأن اللاعبين يتساقطون واحداً تلو الآخر.. بفعل الإصابات لكنهم بدلاً من أن يعودوا سريعاً نجدهم يختفون ويكفي أن إصابة بدرا التي تحتاج إلى ثلاثة أسابيع تحولت لثلاثة أشهر..!!
.. إصابات لاعبي الهلال تزداد من مباراة لأخرى.. فهل الاعداد تم بطريقة صحيحة.. وهل الإعداد البدني والعضلي هما السبب في إجهاد اللاعبين أم ماذا؟!

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved