يعتبر السكر المكون الرئيسي للتمر، وتتفق معظم الدراسات أن التمر له فوائد صحية متعددة. وقد زاد الاهتمام بالتمر مؤخراً كمكون غذائي له عدة فوائد، مما حدا بعدة مؤسسات علمية وبحثية مختلفة حول العالم بإجراء دراسات عن التمر ومستخلصاته شملت النواحي الغذائية والعلاجية ونواحي أخرى.
وفي بحث أجري بقسمي الإنتاج الحيواني والطب البيطري دُرس تأثير التمر على بعض وظائف الجسم في الأغنام. وقام الباحثون بإحلال التمر بنسبة 10 و20% من مركزات العليقة المقدمة للأغنام لمدة 6أسابيع. ثم تم رصد تأثير ذلك على الدم والحديد في تلك الأغنام وأوضحت النتائج أن هناك زيادة معنوية في عدد كريات الدم الحمراء وكمية الهيموجلوبين والحجم التراكمي للخلايا الحمراء وكفاءة استهلاك الحديد. واستخلص البحث التأثير المفيد والواضح للتمر والذي انعكس على التحسن الكبير لمنظوري كريات الدم الحمراء والحديد في تلك الأغنام.
وفي دراسة أخرى، أوضحت نتائج التجارب أن إطعام علائق تحتوى على تراكيز عالية (50 - 75%) من التمر للحملان النجدية لم يؤثر علي صحتها. وقد رصدت التغيرات العيادية أثناء التجربة كما أخذت عينات من الدم وتم تحليلها معملياً بغرض تحديد التأثير على مكونات الدم ووظائف الكبد والكلى. كما تم وزن الحيوانات قبل وبعد التجربة، وأوضحت نتائج التجارب أن هناك زيادة في تركيز هيموجلوبين الدم وكانت الزيادة أعلى في المجموعة التي أعطيت النسبة العالية من التمر في غذائها. كذلك أوضحت نتائج التجارب زيادة أوزان الحيوان تحت التجربة بالمقارنة مع المجموعة الضابطة التي تعطى تمراً. أما وظائف الكبد والكلى فلم تتأثر سلباً بالتراكيز العالية من التمر في العليقة.
وفي تجربة أخرى لدراسة تأثير التمر على الحمل في الماعز فقد تم تغذية مجموعات من الماعز الحوامل بعليقة موزونة مضاف إليها تمر بواقع 10 و20 و30%. وأوضحت نتائج التجربة عموماً أن المجموعات التي غذيت على عليقة تحتوي 10 و20% من التمر قل فيها نسبة الإجهاض ومعدل احتباس المشيمة بالمقارنة مع المجموعة الضابطة. وأضحت نتائج التحاليل الهرمونية في دم الحيوانات تنوعاً معنوياً في مدى ارتفاع هرمونات بروجيسترون، أستيروجين وكورتيزول حول فترة المخاض في حيوانات التجربة بين المجموعات المعالجة والمجموعات الضابطة.
وفي دراسة مختلفة عن تأثير التمر على حركة المعدة والأمعاء في الفئران المعالجة بمستخلصات التمر أوضحت نتائج التجارب أن التمر يتنشط من حركة الأمعاء. وفي هذه التجربة جرعت مجموعات من الفئران بمستخلصات مائية وكحولية للتمر ثم رصد حركة مادة خاملة (فحم) عبر الجهاز الهضمي. أوضحت النتائج أن المستخلصات المائية تزيد من حركة القناة الهضمية بالمقارنة مع المجموعات الأخرى.وفي مجال مختلف تمت دراسة التأثير المباشر لكل من التمر والنوى على نمو أنواع مختلفة من البكتيريا الممرضة والمعزولة من أصل حيواني. وقد روعي على أن تكون البكتيريا المختارة متنوعة مثل المكورات العنقودية، وعصيات السل الكاذب والسالمونيلا وغيرها. وقد أظهر المستخلص المائي للنوى أثراً مثبطاً على المكورات العنقودية وجراثيم السل الكاذب (يسبب داء الخراج في الغنم) حتى تخفيف 1 : 320، وتم التوصل إلى أن هناك تأثيراً لنوع الجدار الخلوي البكتيري وكون البكتيريا متبذرة أو غير متبذرة على أثر التمر والنوى عليها.وفي دراسة أجريت في مركز أبحاث فينشنس بفرنسا مؤخراً أوضحت النتائج أن الزيوت المستخلصة من نوى التمر تقلل بدرجة كبيرة من تجعد الوجه في الإنسان خاصة منطقة تحت الجفن. حيث دلت نتائج الدراسة أن مستخلص نوى التمر غني بالهرمونات النباتية. وله تأثير مضاد لتجاعيد الشيخوخة وبالتالي يمكن أن يدخل في صناعة مواد التجميل.
(*) كلية الزراعة والطب البيطري- جامعة الملك سعود- فرع القصيم
|