Tuesday 16th september,2003 11310العدد الثلاثاء 19 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

إضاءة إضاءة
مسامرة حول كتاب «سياحة في فكر الأمير» .. «3»
شاكر سليمان شكوري

كنت أود من صديقي الأديب أحمد فتحي- كما رأى آخرون- ألا يعتمد كتابه مبدأ الانتقاء، بل يعمد إلى الاستقصاء- وإن كنت أعتقد أنه أورد الزبدة- لكي يحقق الكتاب فائدته التامة للباحث والدارس الذي ينشد الوقوف على الرحلة الفكرية «الكاملة» للأمير في المناسبات المختلفة.
وقد برر اقتصار عمله على مبدأ الانتقاء في أمور عدة أهمها: أنه اشتغل فيما وقعت عليه يده، وأنه تحاشى إيراد المكرور، ولعله يفكر الآن في استكمال عمله في طبعة تالية.
ومما يحمد في نهج الكتاب أنه لخص نفسه على غلافه الأخير، فقدم للقارئ خيارا آخر، أو لعله أراد- بهذا الموجز- أن يمسك بتلابيب القارئ الذي يراهن على أنه بمجرد قراءته هذا الموجز لابد أن تثار شهيته للاطلاع على التفاصيل داخل أروقة الكتاب وبين ثناياه.
ومن حيث تصنيف الكتاب إلى فصول ستة، نجد أن الفصل الأول «مناسبات.. وكلمات» قد استهله بمقالة كان الأولى أن توضع في الفصل الرابع «مقالات.. ومقابلات». ويعقب المقالة محاضرة من اختصاص الفصل الخامس «محاضرات.. وندوات». وهذا الخلط بين العناوين ربما جاء على مبدأ التصدير بما رآه الجامع أكثر أهمية، وعلى هذا المنوال ربما نتفهم أن تضمين الفصل الثالث «من ملفات الفكر العربي» مقتطفات من مقابلات صحفية في غير موقعها بالفصل الرابع، إنما جاء بسبب أن ما اقتطف من هذه المقابلات يتعلق بمؤسسة الفكر العربي صاحبة العنوان، لكننا لا نفهم لماذا- وفي السياق نفسه- لم تأت ندوة «الديوان الأول» فاتحة للباب السادس المختص بالشعر، ولتأتي بعدها الأمسيات الثلاث الأخيرة تطبيقا لما جاء في الندوة!
وباعتباره وثيقة تاريخية هامة، كنت آمل أن يتضمن كل موضوع في الكتاب المكان والزمان «الهجري والميلادي» ونبذة موجزة عن المناسبة، حتى يستوعب القارئ المحطات الزمانية والمكانية لانطلاق الأفكار.
هذه الأمور- من وجهة نظري- كان من الممكن أن تثري العمل الجميل وتضيف إليه جمالا لكنها لا يمكن أن تفقد الكتاب قيمته الحقيقية في جمع أفكار واحد من ألمع نجوم المجتمع السعودي فكريا وثقافيا وإداريا وتنمويا، ووضعه رهن إشارة القارئ العادي والباحث المتخصص، ولا نبخس صاحبه جهده في جمع شتات هذه المادة وتبويبها على هذا النحو، ويمكن قياس الجهد «الفردي» المبذول في هذا الكتاب إذا ما رأينا الأستاذ محمد الحميد رئيس نادي أبها الأدبي يطالب بأن يتداعى إلى مشروع العمل الاستقصائي لفكر الأمير خالد الفيصل، فريق يمثل أكثر من هيئة: النادي الأدبي، إمارة عسير، جائزة أبها، مؤسسة الملك فيصل الخيرية، ومؤسسة الفكر العربي، بل إني أرى أن يتقدم إلى هذا الفريق- متى تشكل- كل من لديه مادة تضاف في سياق الموضوع.
ولا أملك في النهاية إلا أن أشد على يد صاحبي، مهنئا إياه ومباركا له هذا العمل الحقيق بالفخر والاعتزاز.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved