Tuesday 16th september,2003 11310العدد الثلاثاء 19 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

شدو شدو
(حماد وعبدالله!)
د. فارس محمد الغزي

في الوقت الذي يتسكع فيه هذه اللحظة عبدالله بخيت سائحاً في أرجاء المعمورة، يبدو حماد السالمي مستغرقاً كل الاستغراق في التداول الذاتي لقرار التوقف عن الكتابة أو بالأصح لطلسم عجزه عن التوقف عن الكتابة. فقد أطل علينا الأسبوع الفارط الأخ حماد السالمي كعادته مبدعاً مقالاً جميلاً مكسواً رغم ذلك بالحزن والألم، أما عنوان المقال فنصه «كان حلماً من خيال فهوى..»، ومما يبدو فقد تكالبت على حماد كما أخمن ظروف مناخية لتتحالف كما أعتقد مع ظروفه النفسية ليكونا كما أتوقع تحالفاً مع الظروف الاجتماعية غير الملائمة للكتابة، فكان أن خطر بذهنه أن مفتاح الخروج من أتون هذه الأزمة يتعين بالابتعاد عن الكتابة، هذا وقد أوهم حماد نفسه بأنه بمجرد أن يلبس لبوس عافية النأي عن الكتابة سيكون قادراً أيضاً على الغناء بعيداً عن شر الكتابة وشرار بعض قراء الكتابة، لأقول هنا على رسلك يا أيها المبدع المعنى، فنفسك بكل صراحة يا حماد تضحك عليك من حيث اعتقدت إنك (الضاحك!) عليها..، وقرارك هذا دليل اغترارك بقدرتك (الواهية!) على الصمود بعيداً عن سحر سيدتك غير الجميلة (كتابة)، فلكأني بنفسك حينما قررت أنت ذلك القرار قد أسرّت إلى (نفسها) بالقول عنك.. إليك (إيه بس.. طيب.. راجعنا بكره..!) وذلك ثقة منها باستحالة فكاكك وابتعادك عن عالم التشفيط والتفحيط في حبر وبحر فكر الكتابة، ويقينا منها كذلك بأن كلام الليل الناجم بدوره عن قرارات وعثاء وغثاء النهار يمحوها يا حماد الليل حيث حينها لا يقر لها بعد ذلك قرار.. إذن فمهما قلت فسوف يا حماد تتخلى عن (رشدك) هذا لتؤوب رغما عنك بزاد من الشوق ومزيد من اللهفة إلى (غي!) وجنون الكتابة..
أما الآن (فتفر..!) شدو الموجة إلى أسماع السائح عبدالله بخيت.. لأقول له (عمرك..!).. أو إياك أن تأخذ إجازة فتحرم شدو من أختها يارا، بل وتورطها مع قرائك الكثر حيث حاولت المسكينة أن تسد الفراغ وبذلت ما في وسعها من جهد تقمصاً لأسلوبك وتعويضاً لغيابك ومع ذلك (الحظ ردي!) يا عبدالله.. حيث تحالف المنع تحريراً والامتناع تفكيراً ليقفا حجر عثرة في طريقها مما زاد من شعورها بالوحدة والوحشة وحدة ووحشة..
في الختام دعني أهمس في أذنك يا حماد بالقول «اعقل وتعوذ من إبليس..!» أما أنت يا عبدالله فأقول لك متى العقلان إيابا..؟! واعلم أنه من الآن فصاعداً لن تسوح بمفردك.. (رجلي برجلك!) شئت أم أبيت والتذاكر على الأخ حماد كما أكد لي هو ذلك..، وكما يقول صدر البيت الشعري العامي: «خذني معك لا صرت رايح بمشوار!».. أقول لك صارخاً: «خذني معك لا صرت رايح سياحة..»..!.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved