زيارات سمو النائب الثاني للقصيم تحمل دائماً معها الخير للوطن والمواطن وحيث إن سموه الكريم سوف يرعى اللقاء العلمي الدولي لنخيل التمر الذي ينظمه فرع جامعة الملك سعود بالقصيم ضمن المشاريع الحيوية التي سيقوم سموه برعايتها في هذه الزيارة في منطقة تعتبر الأولى في المملكة في زراعة النخيل ومنتجاتها.
وحيث إن هذا اللقاء سوف يناقش العديد من أوراق العمل الخاصة بالنخيل ومنتجاتها والتي يشارك فيها عدد كبير من العلماء والمختصين من داخل المملكة وخارجها لذا أود الاشارة إلى أن مزارعي هذه المنطقة وغيرهم من مناطق المملكة يعلقون على هذا اللقاء الكثير من الآمال ويناشدون المختصين والمسؤولين عن دراسة أوراقه بإعطاء هذا الموضوع ما يستحقه من العناية واقتراح الحلول الملائمة لعلاج المشكلات التي تواجه منتجي التمور ومسوقيها في المملكة ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر ما يلي:
1- مشكلة التسويق: فتسويق التمور لا يزال ضعيفاً وفي نطاق ضيق للغاية وقد ينحصر تقريباً داخل المملكة مع أن كميات الانتاج وفيرة وأصنافه جيدة تشجع على تصديره لأي جهة في العالم.
2- تصنيع التمور: لا يزال تصنيع التمور في المملكة شبه معدوم فهذا المنتج لم يدخل ضمن مركبات بعض الأطعمة والحلويات والمعجنات وغيرها، وما تقوم بن مصانع التمور في المملكة لا يعدو مجال التعبئة ومن وجهة نظري انها ليست مصانع وإنما هي مراكز تنظيف وتعبئة فقط وفق عبوات معينة.
3 - حفظ وتخزين التمور، يتم حالياً حفظ التمور وتخزينها بواسطة التبريد أو التجميد في ثلاجات تجارية وهذه العملية تتم وفق طرق دون المستوى المطلوب من حيث النظافة العامة ووسائل الحفظ.
ولا شك أن حفظ التمور بطرق حديثة ومنظمة ووفق أساليب علمية أهم وسيلة للتسويق والاستفادة من هذا المنتج على مدار العام.
4 - التوعية بالأساليب الحديثة لغرس النخيل ونظافتها وسقيها وطريقة جني ثمارها ومن ثم تسويقها.
5- لا تزال الاستفادة من مخلفات النخيل في المملكة معدومة مع أن ذلك مربح ومفيد لكثرة النخيل وكثرة مخلفاتها، وهذا الجانب يحتاج إلى دراسة الجدوى الاقتصادية لهذه المخلفات.
6 - الطريقة الحالية لتسويق التمور في الداخل سيئة فهي معرضة للغبار والشمس، وتعبأ في أوعية قد تكون نظافتها دون المستوى المطلوب.
7 - الطريقة المستخدمة في حفظ التمور «عدا المصانع» غير لائقة وغير نظيفة إذ أنها معرضة للغبار والأتربة وتتداولها أيد العمالة وأدواتهم المستخدمة وهؤلاء العمال يحضرون من الشارع بأجر يومي ويعملون في الغالب في المساء ولا يمكن الاطمئنان على صحتهم ونظافتهم وصلاحيتهم لهذا العمل بعيداً عن عين الرقيب في الجهات المختصة.
8 - الحاجة الماسة إلى المزيد من استخدام التقنية الحديثة في غرس النخيل وريها توفيراً للجهد وترشيداً للمياه.
9 - أمراض النخيل وطرق مكافحتها.
إلى غير ذلك من المشكلات التي تواجه المزارعين في الميدان وتحول أو تعوق الاستفادة من انتاج النخيل، فهذه وتلك متروكة لأوراق العمل المقدمة للدراسة في اللقاء العلمي الدولي لنخيل التمر ومناقشتها من أرباب الاختصاص.
كما أننا هنا لن نناقش احتياجات المزارعين المحلية ومشكلاتهم مما يقع تحت مسؤوليات واختصاص الإدارات المحلية في الزراعة والبلديات والتجارة و في كل منطقة.
نرجو أن تتظافر جهود المشاركين في هذا اللقاء العلمي الهام لتقديم توصيات مفيدة لاسيما والمملكة مؤهلة لدراسة مثل هذا الموضوع وتنفيذ ما ينبثق عنه من توصيات فهناك وزارة الزراعة بما لديها من خبرات وامكانات، وهناك أيضاً كليات الزراعة بجامعة الملك سعود في الرياض والقصيم، وكليات التقنية الزراعية في المملكة وما يتوفر فيها من من كفاءات علمية، وخبرات يمكن توظيفها لخدمة النخيل وتنميتها والاستفادة المثلى من منتجاتها إلى جانب الجهود المبذولة حالياً من الدولة أيدها الله في تشجيع ودعم المزارعين في تقديم القروض الميسرة لزراعة النخيل، ودفع الاعانات لزراعتها علاوة على استقبال كميات كبيرة من منتجات النخيل وبأسعار مشجعة.
نرجو لهذا اللقاء العلمي النجاح وتحقيق نتائج ايجابية ورفعها لجهة الاختصاص لاعتمادها وتفعيلها على المستويين الرسمي والخاص فلقد سئم الناس المؤتمرات والندوات التي تنتهي بمظاهر إعلامية فقط دون أن تترك أثراً على أرض الواقع، أو تنهي بتوصيات وأفكار تبقى رهينة الورق والأدراج.
{(فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ) } مرة أخرى نرحب بصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام في أرض القصيم المعطاء، وبين أبنائه واخوانه، ونرجو له طيب الاقامة.
كما نرجو لهذا اللقاء العلمي وما ينبثق عنه من فعاليات كل النجاح والتوفيق إنه ولي ذلك والقادر عليه.. والله الموفق..
سليمان بن فهد الفايزي
القصيم - بريدة - ص.ب5885
|