* القدس - بلال أبو دقة:
طلب وزير الدفاع الإسرائيلي شاؤول موفاز خلال اجتماع عقده المجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية في اسرائيل بتخصيص ميزانية من أجل تجنيد وحدتين من قوات الاحتياط خلال الأيام المقبلة.. وحظي مطلب موفاز بمصادقة الوزراء الإسرائيليين..
واتخذ هذا القرار في أعقاب زيادة الإنذارات بوقوع عمليات فدائية ينفذها فلسطينيون في قلب اسرائيل..
ورجحت مصادر أمنية إسرائيلية بأن تقليص حجم القوات في محيط قرية رنتيس مسقط رأس منفذي العمليتين الأخيرتين أتاح المجال أمام عناصر حماس للوصول إلى الأهداف الاسرائيلية..
وقالت مصادر عسكرية إسرائيلية: إن الجيش الإسرائيلي ينوي تجنيد عدد كبير من وحدات الاحتياط بشكل فوري لتغطية مناطق مكشوفة في الضفة الغربية وقطاع غزة خاصة على طول خط الحدود بين الفلسطينيين والإسرائيليين حيث يقام الجدار الفاصل..
يذكر أن الجيش الإسرائيلي قام قبل زهاء الثلاثة الأشهر بتقليص حجم قواته العاملة في الضفة الغربية بشكل ملحوظ في أعقاب تقليص ميزانية وزارة الدفاع،
وبسبب اتفاق هدنة تعهدت بموجبه فصائل فلسطينية مقاومة بوقف إطلاق النار لمدة ثلاثة شهور، ويبدو أنه بانفراط عقد الهدنة لم يعد باستطاعة قوات الجيش النظامي الإسرائيلي تنفيذ المهام العسكرية دون حاجة تجنيد مزيد من الاحتياط..
وقالت المصادر الاسرائيلية إنه من المتوقع أن تجرى خلال الأيام القليلة المقبلة مباحثات لتحديد الوحدات التي سيتم استدعاء أفرادها لكي تخدم فترة ثلاثة أسابيع كقوة مساندة للجيش النظامي..
وفي هذا السياق قالت مصادر عسكرية إسرائيلية: إن قوات الأمن في اسرائيل أفشلت سبع عمليات فدائية خلال خمسة أيام مضت كانت ستنفذ بواسطة أحزمة ناسفة في قلب اسرائيل وفي داخل إحدى المستوطنات الإسرائيلية..
وكشفت أجهزة الأمن الاسرائيلية النقاب عن اعتقال الشاب «علي فراد» أحد أعضاء حركة حماس في مخيم قلنديا الواقع شمالي مدينة القدس وتدعي أجهزة الأمن أن الشاب فراد تم تجنيده كعضو في حركة حماس لتنفيذ عملية في قلب مدينة القدس..
ويقول ضباط إسرائيليون في الجيش الإسرائيلي: إن أعضاء حركة حماس في المدن الفلسطينية يستطيعون ترميم بنية حركتهم التحتية من أجل إرسال شبان ينفذون عمليات فدائية أخرى..
وادَّعت مصادر أمنية في اسرائيل أن قواتها أفشلت في نهاية الأسبوع الماضي عملية فدائية ثلاثية.. بعد تفكيكها لثلاثة أحزمة متفجرة وجدت داخل متجر في مدينة القدس..
وفي سياق متصل قالت مصادر عسكرية إسرائيلية: إن جندياً وجندية إسرائيليين اعتقلا شابة فلسطينية حاولت طعنهما في حاجز قلنديا شمالي القدس..
وفي موضوع خاص بالمستوطنات المقامة في مدينة القدس قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي شارون إبقاء مستوطنة أريئيل الواقعة ضمن حدود القدس المحتلة خارج الجدار الفاصل الذي تقيمه اسرائيل..
وقال مقربون من شارون ستحاط مستوطنة أريئيل البالغ عدد سكانها 25 ألف نسمة بجدار خاص؛ لينهي شارون بذلك الخلافات مع الإدارة الأمريكية؛ إلا أن مصادر سياسية إسرائيلية قالت: لم يتم اتخاذ هذا القرار بسهولة.. ففي البداية حاول شارون وموفاز رسم مسار الجدار الفاصل بشكل يضم في داخله مستوطنة أريئيل ومستوطنات أخرى في مدينة القدس التي يعيش فيها حوالي 35 ألف مستوطن إسرائيلي.. وكان من المفروض أن يمر الجدار الفاصل من حول مستوطنة أريئيل، إلا أن الولايات المتحدة اعتبرت ذلك بمثابة اقتطاع مبالغ فيه للأراضي الفلسطينية الواقعة وراء حدود الرابع من حزيران عام 1967.. وطلبت من شارون إلغاء الخطة.. وقد وافق شارون أثناء زيارته لواشنطن قبل حوالي شهرين مبدئياً على تغيير مسار الجدار الفاصل..
وأكدت مصادر إسرائيلية عليمة على أن مستوطنة أريئيل ستبقى خارج الجدار الفاصل؛ إلا أنها ستحاط بجدار مستقل يشكل جزءاً من خطة المنطقة الأمنية الخاصة التي وضعها الجيش الإسرائيلي.. ونوهت تلك المصادر إلى أنه من غير المتوقع أن يوافق جميع الوزراء على هذه الخطة.. في حين أعرب غالبية من وزراء الحكومة الاسرائيلية اليمينية عن معارضتهم لهذا القرار.. قائلين إن ترك مستوطنة كبيرة يسكنها أكثر من 25 ألف يهودي تحظى بالإجماع، ولن نسمح لأحد بأن يتخلى عن أمن سكان تلك المستوطنة..
يأخذون التهديدات على محمل الجد
وفي تعقيب لحركة المقاومة الإسلامية حماس على عمليات الاغتيال المنهجية لرموزها وكوادرها الفاعلة في الميدان قال بيان صادر عن كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري للحركة تلقت «الجزيرة» نسخة منه: إن تفجير المباني والأبراج السكنية الصهيونية بات أمراً ملحاً للمعاقبة بالمثل؛ وإن اسرائيل فتحت باب الحرب على مصراعيه في مواجهة الشعب الفلسطيني، و
إن استهداف البيوت الآمنة المطمئنة في فلسطين أمر تجاوز كل الخطوط الحمراء، وعليه فالعدو الصهيوني يتحمل من اليوم فصاعداً مسئولية استهدافنا للبيوت والأبراج الصهيونية في كل مكان من فلسطين المحتلة..
وقالت مصادر إسرائيلية معقبة على بيانات حركة حماس وجناحها العسكري: إن جيش الاحتلال يأخذ تهديدات حماس على محمل الجد، وهو يعمل الآن على إقامة أكثر من عشرة معابر على الجدار الفاصل الذي تقيمه اسرائيل على الأراضي الفلسطينية المحتلة تجنباً لدخول رجال المقاومة الفلسطينية إلى عمق اسرائيل..
|