Tuesday 16th september,2003 11310العدد الثلاثاء 19 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

داعية الرباعية والمجتمع الدولي للتحرك السريع: داعية الرباعية والمجتمع الدولي للتحرك السريع:
المملكة تدين وتستنكر القرار الإسرائيلي لإبعاد عرفات وتحذر من تفجر الوضع في المنطقة

* نيويورك واس:
أكد مندوب المملكة الدائم لدى الأمم المتحدة السفير فوزي شبكشي إدانة المملكة واستنكارها لقرار الحكومة الإسرائيلية إبعاد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات والذي يعد تصعيدا خطيرا سيؤدي إلى تفجير الأوضاع في المنطقة وانهيار عملية السلام في الشرق الأوسط بشكل كامل.
وأوضح شبكشي في كلمة المملكة العربية السعودية التي ألقاها أمس أمام الجلسة العلنية لمجلس الأمن الدولي لمناقشة الوضع في الشرق الأوسط وتطورات القضية الفلسطينية أن ذلك القرار الإسرائيلي لا يعد انتهاكا جديدا للقانون الدولي ولقرارات الشرعية الدولية وحسب وإنما يعد أيضا صفعة جديدة في وجه عملية السلام وجهود اللجنة الرباعية الدولية لتطبيق خطة السلام (خارطة الطريق) ويمثل المسمار الأخير في نعش عملية السلام.
وشدد على أن المملكة العربية السعودية إذ تضم صوتها مع المجتمع الدولي في التنديد بذلك القرار الإسرائيلي فإنها تدعو المجتمع الدولي ممثلا باللجنة الرباعية إلى التحرك السريع الحاسم في مواجهة السياسات الإسرائيلية.. الرامية إلى استباحة الأراضي الفلسطينية ومصادرة إرادة الشعب الفلسطيني الشرعية ودستوريتها.
وأشار السفير شبكشي إلى أن القضية الفلسطينية لا يمكن أن تحل بالإطاحة بالرئيس ياسر عرفات أو بترحيله أو حتى اغتياله كما تروج وتدعو لذلك الحكومة الإسرائيلية لأن القضية الفلسطينية ليست قضية شخص أو زعامة وإنما هي قضية شعب يتوق إلى الحرية ويسعى إلى استعادة حقوقه المسلوبة ويتطلع إلى العيش بكرامة كغيره من الشعوب.
وأعرب عن أسفه بانشغال المجتمع الدولي بتقييم سلوك وسياسة ونوايا الرئيس عرفات بدلا من التركيز والعمل على معالجة جوهر المشكلة وهي الاحتلال الإسرائيلي.وقال إن المجتمع الدولي أغرق في دوامة العنف المتبادل في الأراضي الفلسطينية المحتلة والتفكير فيما إذا كان العنف الفلسطيني إرهابا وانتحارا أم استشهادا وفداء والادعاء بأن الإرهاب الإسرائيلي هو دفاع شرعي لمحتل مغتصب لأراضي غيره.
وأفاد أن أهمية هذه الجلسة التي يعقدها مجلس الأمن اليوم تأتي للنظر مجددا في الوضع الخطير الذي لازالت تعيشه الأراضي الفلسطينية المحتلة... بسبب مواصلة الحكومة الإسرائيلية عدوانها وتعنتها ومماطلتها وتراجعها عن تنفيذ ما التزمت به والمضي قدما في سياسة تبدأ ولا تنتهي عند أكبر حجم من الخراب والتدمير وأكثر عدد من القتلى والجرحى الفلسطينيين لإكراههم على الهجرة حين يجدون أنفسهم في وضع يصعب معه العيش في وطنهم وعلى أراضيهم، وبين أن الحكومة الإسرائيلية تعتقد أن هذا النهج سيمكنها من فرض الاستسلام على الفلسطينيين وستجبرهم إما على الخروج والتشرد أو العيش في مناطق محاصرة ومتقطعة الأوصال لا اتصال بينها وليس لهم سلطة ولا سيادة حقيقية ولا قيادة أو حكومة قوية قادرة على تأمين المتطلبات الوطنية بل إدارة تعمل تحت إشراف إسرائيل تأتمر بأمرها وتستجيب لرغباتها.
وأكد شبكشي أنه رغم إدراك الجميع أن إسرائيل لا تكترث بقرارات مجلس الأمن طالما أنها غير مرشحة للتنفيذ ولا تتضمن صيغة تنفيذية وأنها لا تأخذ في اعتبارها إلا ما يصدر من إنذارات من الدول النافذة إلا أن مناقشات اليوم تأتي على أمل أن تستيقظ الضمائر الغافلة وتستصرخ الهمم الغائبة لإنقاذ المدنيين الأبرياء ووضع حد لهذه المأساة الإنسانية وأيضا على أمل أن تعمل الدول المحبة للسلام على اتخاذ التدابير العاجلة لوضع حد للحملة العسكرية الدموية ضد الفلسطينيين وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين الأبرياء بتواجد قوات دولية تراقب وتشرف على تنفيذ ما يتم الاتفاق عليه وفقا لقرارات الشرعية الدولية.
وشدد على أنه لابد من الخروج من قوقعة الوهم والغرور بالقوة العسكرية والتخلي عن أسلوب القمع الوحشي والتصفية الجسدية للقيادات والناشطين الفلسطينيين والامتناع عن تطبيق العقوبات الجماعية التي تناقض مبادىء حقوق الإنسان وتنتهك القوانين الدولية والإنسانية.وأوضح شبكشي أن الفلسطينيين قبلوا بالحل الذي ارتأته الشرعية الدولية وعلى أساس ذلك ذهبوا وكل العرب إلى مؤتمر مدريد للسلام الذي عقد وفقا لمبدأ الأرض مقابل السلام ومن أجل تطبيق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالشرق الأوسط.
وقال إنهم ومن أجل ذلك أيضا وقعوا على اتفاق اوسلو وغير ذلك من الاتفاقيات والبرتوكولات التنفيذية إلا أن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة عملت على عدم تنفيذ ما عليها من التزامات واختلقت المشاكل وأثارت المسائل الجانبية لتمييع القضية الأساسية وهي الاحتلال مما عطل الجهود المخلصة التي بذلت من أجل التوصل إلى السلام العادل والشامل والدائم.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved