تقذف المطابع في المملكة آلاف الكتب النافعة والمفيدة في شتى العلوم، إلا أن هذه الكتب بسبب فوضى النشر وعدم اعتمادها أساليب حديثة في التوزيع، وقلة المكتبات العامة وخاصة في المدن البعيدة والقرى النائية، وجري المكتبات التجارية وراء الربح يقصر اهتمامها على الكتب التي تدر أرباحاً وخاصة تلك الكتب التي يؤلفها أساتذة الجامعات والتي عادة ما تكون رديفة للمقررات الجامعية أو بديلاً لها والكتب التافهة التي تدور حول مواضيع الشعر الشعبي، أو الخواطر الملتهبة التي يلجأ إليها المراهقون للاقتباس منها في كتابة رسائل العشق والوله.
أما الكتب النافعة والجيدة التي تقدم العلم النافع والمعلومات التي يحتاجها النشء الجديد وطالبو المعرفة بل وحتى المتخصصين فتظل حبيسة المخازن أو تصل إلى أيادي القلة ممن يطلبونها وأكثرهم من الباحثين والمختصين مما يقلل من الفائدة المرجوة ويحصرها لدى قلة في حين يقلل فرص وصولها إلى المثقفين من مساحة المثقفين.
وكم تمنيت أن تقوم الصفحات الثقافية في الصحف والمجلات السعودية بالتعريف بهذه الكتب من خلال صفحات أسبوعية تعرض فيها هذه الكتب وتقدم إيجازات عنها وتعريفاً بها وكتابها، وسيجد المشرفون على هذه الصفحات العديد من الكتب ما يلبي حاجة القارئ النهم والباحث عن المعلومة الجديدة والمعرفة التي تصل إلى مكاتب الصحف حيث يحمل البريد يومياً العديد منها كإهداءات أكثرها ترص على أرفف مكاتب المحررين دون أن يتكلفوا ويقوموا بقراءتها وتقديمها للقراء.
ولقد سعدت هذه الأيام بتسلم كتاب مهدى من الأخ الدكتور صالح بن عبدالرحمن بن سبعان.. كتاب جاء في وقته حيث يؤسس كتاب «نحن وأمريكا» لرؤية فكرية شاملة عبر مساهمات المؤلف الفكرية، سواء على المستوى الأكاديمي من خلال أبحاثه وأوراقه العلمية، أو على المستوى العام، من خلال كتبه ومقالاته الصحفية.
ويحاول المؤلف وهو أستاذ في جامعة الملك عبدالعزيز في الكتاب أن يعيد قراءة تاريخ العلاقات السعودية/ الأمريكية مستنبطاً العبرة من مسارات هذه العلاقات، ومنطلقاً من نقطة أن هناك العديد من الاستحقاقات العربية في هذه العلاقة على الجانب الأمريكي.
وللكتاب أهمية استثنائية في هذا الوقت الذي يتطلب قراءة علمية ومراجعة دقيقة للعلاقات السعودية/ الأمريكية.
ومن ضمن الكتب التي وصلتني هذا الأسبوع مجموعة من إصدارات «سلسلة دراسات معاصرة» التي يصدرها مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، وهذه السلسلة تغطي جانباً مهماً من الاهتمامات الفكرية التي لا غنى عنها للطالب والمثقف والمتخصص، ولهذا فسوف أستعرض بعضاً من هذه الإصدارات بأمل أن نشجع المختصين على عرض هذه الكتب وتقديمها للقراء لاكتشاف كنوزها العلمية والثقافية.
| 
