* طهران - الوكالات:
أعلن متحدث باسم السفارة البريطانية في طهران ان المباني السكنية التابعة للسفارة البريطانية في العاصمة الايرانية تعرضت لإطلاق عيارين ناريين عند الساعة 10 ،18 بالتوقيت المحلي (40 ،13 تغ) الأحد دون ان تتسببا في إصابات، في ثالث حادث من نوعه هذا الشهر.
وأكد المتحدث اندرو غرينستوك ان الرصاصتين أطلقتا على البوابة الرئيسية للمباني الشمالية الأحد. وأضاف ان شهودا عيان رأوا رجلين يركبان دراجة نارية أطلقا النار على المبنى الواقع في جادة شريعتي على بعد بضعة كيلومترات عن السفارة، والمبنى من أكبر المجمعات السكنية التابعة للسفارة حيث يقيم عدد كبير من الموظفين الدبلوماسيين وعائلاتهم.
وكان مسلحون أطلقوا النار على مبنى السفارة الرئيسي الواقع وسط المدينة في الثالث من ايلول سبتمبر. وعقب ذلك سمحت وزارة الخارجية البريطانية للموظفين غير الرسميين وعائلاتهم بالمغادرة الطوعية.
وفي التاسع من ايلول سبتمبر أطلقت ثلاث أو أربع عيارات نارية على مبنى السفارة البريطانية مما دفع البعثة الدبلوماسية إلى الاحتجاج على تقصير السلطات الايرانية في توفير الأمن للسفارة.
لكن عقب هذا الحادث أكدت وزارة الخارجية الايرانية ان الرصاص أطلق «خلال عملية مطاردة كانت تقوم بها الشرطة لآلية مدنية ولا علاقة له بالسفارة». وقال غرينستوك ان السفارة لا تزال تناقش كيفية الرد على حادث الأحد. وتأتي الهجمات على السفارة البريطانية وسط تدهور شديد في العلاقات بين لندن وطهران بسبب اعتقال السفير الايراني السابق في الارجنتين هادي سليمان بور في بريطانيا الشهر الماضي.
واعتقل سليمان بور (47 عاماً) في شمال شرق انجلترا في 21 آب اغسطس بموجب طلب تسليم من بوينس ايريس لاتهامه بالضلوع في تفجير مركز يهودي في الارجنتين عام 1994 أسفر عن مقتل 85 شخصاً.
وأفرج عن سليمان بور بكفالة مقدارها 6 ملايين دولار بعد ان قال قاض بريطاني انه لا توجد أدلة كافية تثبت تورطه في التفجير. و بينما تبذل الولايات المتحدة جهودا مضنية لاقناع دول اخرى بالمساهمة في إعمار عراق ما بعد الحرب يتفق الحلفاء مع واشنطن في الضغط على ايران لتثبت انها لا تملك برنامجا سريا للاسلحة النووية.
ونجحت جهود امريكية مكثفة للتحرك ضد ايران ووافق مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي يضم 35 دولة يوم الجمعة الماضي على قرار يطالب ايران بإزالة كل الشكوك المثارة حول برنامجها النووي بحلول يوم 31 اكتوبر تشرين الأول ووقف كل انشطة تخصيب اليورانيوم.
وفي مارس اذار الماضي جاهدت واشنطن بلا جدوى لاقناع مجلس الأمن الذي يضم 15 دولة فقط بمساندة حربها ضد العراق وتشكك الأعضاء في المزاعم الامريكية الخاصة بسعي العراق لامتلاك أسلحة نووية وبيولوجية وكيماوية. لكن في الأسبوع الماضي نجحت الولايات المتحدة في اقناع إعضاء مجلس المحافظين في الوكالة الدولية كلهم باستثناء ايران بإصدار انذار يعطي ايران سبعة أسابيع لاثبات سلامة برنامجها النووي التي تقول واشنطن انه واجهة لتطوير قنبلة ذرية.
ولم يغب هذا الأمر عن ايران التي سارعت بالهجوم على ألمانيا وفرنسا اللتين وقفتا بشدة ضد خطط الحرب الامريكية في العراق لكنهما انضمتا إلى بريطانيا في رعاية مسودة القرار المتشددة التي ايدتها الولايات المتحدة في الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وقال علي اكبر صالحي مندوب ايران في الوكالة الدولية «انهم يتخذون الآن من ايران كبش فداء ليتوحدوا من جديد».
وقبل ان يخرج غاضبا من قاعة جلسة مجلس المحافظين للوكالة الدولية يوم الجمعة الماضي قال صالحي ان ايران التي وصفتها الولايات المتحدة بأنها «محور للشر» مع كل من العراق وكوريا الشمالية هي هدف واشنطن التالي. وأضاف صالحي «ليس سراً انه يدور بخلد الولايات المتحدة فكرة غزو أراض أخرى في إطار سعيهم لاعادة تشكيل منطقة الشرق الأوسط كلها». لكن صالحي عاد وقال ان طهران ستواصل التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة رغم مطالب المتشددين بأن ترفض ايران المهلة التي حددتها الوكالة.
ومستخدما لهجة اقل حدة مما كانت عليه تصريحاته في الأيام الأخيرة قال صالحي ان ردود فعل طهران لن تكون «عنيفة وعصبية» على القرار الذي أعلنته الوكالة الأسبوع الماضي بتحديد مهلة.
ونقلت صحيفة ايران الرسمية عن صالحي قوله «سنواصل تعاوننا المعتاد مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.. وانتقادنا الواضح لا يعني اننا سنقطع تعاوننا مع الوكالة».
|