مرت سنتان على أحداث 11 سبتمبر المشئومة التي وجدتها أمريكا - رئيساً وحكومة وشعباً - فرصة ذهبية، ومناسبة لا تعوض، لو هي أفلتتها.. وذريعة مواتية لها لتشن حربها العدوانية الظالمة على الإسلام وأهل الإسلام، بدعوى ماسمته (الإرهاب) والذي جعل أمة الإسلام كلها تحت طائلة هذه الشبهة الجهنمية.. دون غيره من العالم.
لا شك أن ما حدث في ذلك اليوم الأغبر من تفجيرات لبرجي التجارة العالمية في نيويورك.. ومبنى وزارة الدفاع في واشنطن - كان عملا أهوج وتدبيراً خاطئاً مداناً من العالم الإسلامي عامة.. بقدر أو أشد مما هو مدان من العالم.
ذلك أن هذا العمل الإجرامي يتنافى تماماً مع طبيعة الإسلام الإنسانية وتعاليمه، وقيمه الأخلاقية التي تحرم المساس بدماء الناس، وأموالهم وأعراضهم.. بصرف النظر عن دينهم الذي ينتمون إليه.. مسلمين كانوا أم غير مسلمين.
واذا كانت تلك الواقعة المروعة يوم 11 سبتمبر قد هزت كبرياء أمريكا.. ولها الحق في ذلك.. مع أن ما حدث لم تقم به حكومة عربية أو إسلامية.. أو يكون لها يد فيه.. بل ولا رضيت به بل أدانته بشدة - فإن أمريكا في مقابل ذلك بل ما هو أشنع منه، قد هزت بعنف سافر متعمد (كبرياء) ومشاعر الأمة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها.. بعدوانها القولي والفعلي على دين الإسلام الذي يدين به (20%) من البشر.. وذلك من خلال مواقفها السياسية.. وشتائمها الإعلامية.. والطعن في القرآن الذي هو كلام الله جل وعلا وشتم صاحب الرسالة السماوية الخاتمة محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم..
وليت ذلك كان سورة غضب عارمة.. تهدأ بتجاوز الصدمة.. إلا أن شراسة العداء الأمريكي للإسلام والمسلمين ازدادت بمرور الأيام.. واتسع نطاقها.. ليشمل الإدارة وعلى رأسها (بوش المتعصب) والكونجرس.. والإعلام المضلل الرهيب، وجميع القوى الفاعلة.
***
وكان أوضح دليل على استهداف الإسلام، ديناً.. أن الحملة الشرسة كان النصيب الأكبر منها على المملكة العربية السعودية لكونها المركز الرئيس للإسلام.. وقائدة الأمة الإسلامية في العالم..!
***
ومع ذلك.. ومع المواقف الإمريكية ومناصريها.. فإن العرب خاصة، والمسلمين عامة يتساءلون مع (العصابة) المحرضة عن المكاسب والنتائج التي قدمتها تلك العصابة.. في سبيل خدمة الإسلام..؟
هل حررت تلك التفجيرات فلسطين.. وأرجعت القدس إلى أحضان الأمة الإسلامية، وعادت فلسطين دولة إسلامية..؟
هل انطوت أمريكا على نفسها وانسحبت جيوشها من البلدان الإسلامية..؟
هل كانت هذه التفجيرات عاملاً مساعداً على دخول الأمريكيين في دين الله أفواجاً.. كما زعم المخدوعون والمضللون..؟
الحق أن شيئا إيجابيا واحداً.. لم يتحقق على الاطلاق.. أما سلبيات تلك العملية فهي أشهر من أن تذكر وأكثر من أن تحصر.. ولله الأمر من قبل ومن بعد.
الشيخ عثمان الصالح
قلقنا يزداد يوماً بعد يوم على صحة المربي الكبير الشيخ عثمان الصالح الذي يرقد هذه الأيام على سرير العناية المركزة في المستشفى التخصصي منذ أجريت له العملية الجراحية (الصعبة) في رأسه.
عثمان الصالح محبوب المجتمع السعودي ومحب المجتمع.. رجل العلاقات الإنسانية والاجتماعية المتميزة بالوفاء والتواضع والتواصل مع الجميع.
أدعو له بالشفاء والعافية فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يرد القضاء إلا الدعاء).
نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه ويعافيه.
|