كان حوار الفضائيات اختباراً حقيقياً ل«مثقفينا» تكشَّفت به عناصر ضعف كثيرة.. ما كنا ندري عنها لولا ذلك «الدش» الذي ظهر به بعضنا عبر شاشات الحوار السياسي والثقافي.
ففي الوقت الذي كنا ننتظر من «بعضنا» خطاباً طليقاً فإذا بنا نرى خطاباً من نوع «يجب»، و«ينبغي»، و«لا بد» كانعكاس صارخ للأسلوب التلقيني الذي تعلمنا به الدنيا.
إن الوجوه المثقفة السعودية المتميزة قليلة جداً.. رغم سوق المثقف السعودي فضائياً كدليل ضعف على صناعة المثقف السعودي خلال العقود الماضية، حيث حاجتنا اليوم للمثقف تحديداً تساوي حاجتنا في استمرار تصدير البترول.
أما المتخصصون في مجال الدراسات العلمية والإنسانية فلا تكاد ترى أحداً، وإذا وجدت فتجده غير صالح للتسويق الفضائي لاعتبارات أسلوبية.
لعلنا نعي اليوم أهمية صناعة وتسويق المثقف السعودي والمتخصص السعودي فضائياً بوصفه ثروة علمية قادرة على مقارعة الخطاب العالمي بلغة عصرية حيث هو الأقدر على فهم ووصف وتحليل الأحداث من وجوه عدة.. وليس من وجه واحد يرسِّخ تقليدية «الفاهم الأوحد» أو رومانسية «البطل المنفعل».
ربما من الضروري ان «تشتغل» وزارة الثقافة والإعلام على هذه المفاهيم الجديدة ولا «تنشغل» بإقامة أكبر ندوة ثقافية أو أعظم معرض كتاب أو أكثر مطبوعات عربياً أو أفضل مبانٍ ثقافية على اعتبار أن الفضاء بحاجة إلى «المشتقات» وليس إلى مشتق واحد وتحديداً اسم الفاعل.
|