Monday 15th september,2003 11309العدد الأثنين 18 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

هل تفيقه صدمة الثمانية .. أم هي النهاية للفارس الذي كان!؟ هل تفيقه صدمة الثمانية .. أم هي النهاية للفارس الذي كان!؟
النجمة يستنجد بتاريخه.. للتخفيف من جور أبنائه

  * عنيزة - سالم الدبيبي:
من الأساليب الطبية التي يُلجأ لها عادةً حين يكون المريض يعاني أزمة قلبية حادة وقد وصل بمقتضاها إلى درجة حرجة، الاستعانة بالصدمة الكهربائية لعلها بأمر الله تفيد في استيقاظ وتنشيط دقات القلب من جديد قبل توقفها نهائياً عن الخفقان، لكن هذا الاجراء ربما لا يفيد إن لم يجد تجاوباً من عضو المصاب الذي جعله الله سبحانه وتعالى النابض بالحياة والمحدد للبقاء على قيدها بين دقات أو توقف.
وما يشبه الصدمة والمريض الذي يحتضر ما حدث للنجمة في سقوطه المرير امام الانصار بثمانية دوت صاعقة شباكه التي هانت عليها كرامتها وتنازلت عن كبريائها الذي كان يستعصي على الكبار في مسيرة لم يجف حبر كتابتها بعد.. وها هي النجمة بشباك ممزقة تستجير طلباً للرحمة من ضيم ابنائها الذين يقودونها إلى مقبرة النسيان على نعش العقوق.
ولكي تكتمل الصورة درامياً حتى تلبي رغبة المشاهد في ايجاد مبالغة نصية تحقق أعلى درجات التعايش المؤلم مع الحدث، هاهم أولئك الابناء يغالون بقسوتهم حينما خرج أحدهم في توقيت يستبق الحدث، لكي يجير الإرث لصالحه ويعلن انه كان خلف ما كان وكان، وكأنه ينتظر ان يجارى من اقرانه حتى تكتمل عملية شحن السلاح ومن ثم اطلاق رصاصة الرحمة لتستقر في القلب المعطوب فيتوقف نهائياً ليضع حداً للانتظار القلق تأرجحاً بين لعل وعسى.
ما بالكم يانجماويين تسألكم تلك الأيام الخوالي، حينما كنتم ترفعون شعار «يا نجمتنا يا حبيبة ما عندنا غيرك وتدومي منصورة».. كنتم محط انظار المتحسرين على اوضاعهم «كنموذج» يحتذى، والآن وكأنه الملل قد دب في اوصالكم للعب هذا الدور، فأخذتكم الغيرة إلى حيث السقوط لتقمص شخصيات الكومبارس وربما الانزواء خلف الكواليس.
أين الجهابذة الشجعان من تكريس ولائهم بالعمل كما كان يتبادر منهم القول؟؟.. لماذا لا يتلقفون الكرة لردها إلى ملعب اللاعبين؟؟.. ألم تكن حجتهم عند تعثر الفريق عدم ولاء وإخلاص اللاعبين؟؟... ألم ينعتوهم بشتى انواع الوصف مستعينين بقواميس السب والتنكيل؟؟.. ها هم العاقون«بمنظارهم» يتواجدون رافعين اياديهم تسولاً لعلهم يستجيبون!!.. تنازلوا عن حقهم في ان يجير جزء مما تحقق ماضياً لهم قياساً بما يفرضه الواقع وتركوهم يستعرضون صفاتهم وكأنهم من كوكب آخر لم ينجب مثلهم بشر.. لا بل ترك اللاعبون حقهم الذي يكفله النظام وتنازلوا عن الكثير والكثير في سياق ذلك فضلاً عن سكوتهم في ان يوفر لهم ابسط انواع الحقوق، ومضوا يسطرون روائعهم التي لم يجاريها من مثلهم في الحجم والمكانة.. ثم هاهم ينشدون العون الذي لا يتجاوز الشعور بالدفء والاحتضان.. فلم يجدوا سوى الهروب والجحود!!..
كان الرمز وسر النجاح «الحقيقي» رمانة الميزان في نظرهم حجر عثرة تقف في طريق الراغبين بالانطواء تحت راية العمل التي كان قد رفعها حينما أسس قواعد النجاح.. وهاهو الواصل ينزاح تاركاً الساحة لهم «لا بل أعلن انه سيدعم أي رئيس وسيمد له يد العون متى طلب منه ذلك».. لكنهم هواة التجديف في بحر «السلب» المسافرون دوماً إلى حيث لا شواطىء «يقضون أوقاتهم طحناً بلا دقيق».
لا عمل بلا صعاب.. ولا نهوض بلا تضحيات.. ولا إحساس بالسعادة إلا بعد الشعور بمعنى التعاسة.. ولا راحة لا يسبقها تعب.. يا نجماويين قبل فوات الاوان: انتم تتميزون عن غيركم بثراء من التجربة المتراكمة لديكم، كما أنكم في ذات الوقت تشاهدون ما الذي خلفته الفرقة وما تركه التشتت على مصائر الفرق الاخرى.. فلا تجعلوا ناديكم ضحية لما تقترفه أيديكم عندها لا تتحروا غيثاً من جفاف الندم.. نتمنى ان يتجاوب قلب المريض مع الصدمة وينتعش.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved