بعد تطور «المحاكم» هذا ما يحتاجه «القُضاة»!

مما لا شك فيه اننا لمسنا تطور المحاكم من الناحية الإدارية والتنظيمية الأمر الذي ساعد في الارتقاء بمستوى الأداء والخدمات المقدمة ولكون الإدارة أينما وجدت تتطلب ليس فقط التغيير وإنما الاستمرار في عملية التغيير والتطوير وصولاً الى تحقيق الهدف الموحد لتلك الإدارة، فإنني ومن خلال ملاحظتي الشخصية التي جاءت بعد زيارتي لمحكمة ينبع اود ان اشير الى وجوب اعتبار كل قاضٍ داخل أي محكمة يمثل إدارة مستقلة لابد من استكمال عناصر العمل فيها واقصد بذلك ان يكون لكل قاضٍ: مدير مكتب ينظم له أوقاته ومواعيد الجلسات ويجيب عن المكالمات وينظم دخول المواطنين، غرفة لحفظ الملفات ويخصص لها موظفان اثنان اذ إن المحاكم تعتمد اعتماداً كلياً على الارشيف في تعاملها اليومي او حتى بعد سنوات. موظف للوارد وآخر للصادر يقومان بتسجيل كل ما يرد الى القاضي او يخرج عنه.
من وجهة نظري الشخصية ومن خلال ما لمسته ورأيته في محكمة ينبع فإن هذه أبسط الحقوق النظامية التي يجب ان يتمتع بها كل قاضٍ داخل المحكمة لكي يتفرغ القاضي لما هو مطلوب منه وليحقق الهدف الذي من أجله أُوجدت المحاكم.
إن صفاء الذهن والبعد عن التشويش والتنظيم الجيد كلها عوامل مساعدة للقاضي لكي يتمكن من دراسة القضايا المطروحة عليه دراسة متأنية ومن ثم اصدار الحكم الشرعي الذي هو مسؤول عنه أمام الله.