Monday 15th september,2003 11309العدد الأثنين 18 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

فلاسفة التعليم.. تجدونهم في المجالس فلاسفة التعليم.. تجدونهم في المجالس

في بعض مجالسنا الاجتماعية ينبري بعض الاشخاص في الحديث عن التربية والتعليم ويأخذهم الحديث في تناول المناهج والحكم عليها ووضع التعليم والمعلمين والاختبارات وبداية الدراسة وتقويمها وحال الطلاب إلى آخر هذا الحديث.
وفي الحقيقة أمر جيد أن نجد اهتماماً بالتربية والتعليم في مجالسنا الاجتماعية وأمر عظيم أن نلمس مشاعر صادقة نحو هموم المعلمين والطلاب ولكن أن يأتي هذا الحديث «غير الموضوعي» في كثير من الطروحات من أناس بسطاء يحتلون وظائف بعيدة كل البعد عن التربية والتعليم وهمومها فهذا مدعاة للضحك على كثير مما يطرح من أولئك مع بالغ احترامي وتقديري لهم.
وحتى لا أُفهم خطأ أنا لا أقصد الكلام العرضي الذي يأتي في ثنايا احاديثهم عن التربية بل اقصد عندما يتحول بعض من قصدت الى «فيسلوف» فيحاكم المشرفين التربويين والمعلمين والطلاب ويطلب بتعديل المناهج ويسمح لنفسه بتقويمها وينتقص من نتائجها وينتقد عطاء المعلمين ووضع المدارس ويوازن بين جيل اليوم والامس ضاربا كل المتغيرات الحياتية عرض الحائط يقول كل هذا وغيره وهو (متكئ) مرتاح وكان الامور في التربية والتعليم سهلة التغيير بسيطة التناول وكأن أوضاع التربية والتعليم مصابة بالخلل وكلها عطل وكان مفتاح الحلول لمشاكل التربية والتعليم في يديه.. عجبي ثم عجبي من فلاسفة التعليم أولئك.
وبكل تأكيد حرية الرأي مكفولة للجميع وللمرء أن يقول ما يشاء ولكن ألا يورط نفسه في خوض حديث ليس مجاله أو يجهل أدق تفاصيله أولا يحيط بظروفه وليعلم بأن أهل الاختصاص في الميدان التربوي قد يستهجنون أكثر آرائه خاصة و هو الموظف البعيد عن هموم التعليم فهو - قطعا - لا يعلم ظروفه ولا يلم بسير خططه أو أهدافه.
فعلى سبيل المثال عندما تسمع شخصاً يتحدث عن المناهج الدراسية ويقلل من محتواها وينتقد أساليب اعدادها ويدعو الى تعديلها يقولها ببساطة وهو يجهل انه يتحدث عن 600 منهج دراسي أو تسمع آخر يدعو بكل صلافة الى (عودة العصا) وهو لا يعلم مدى اثارها النفسية وكأن العلم في نظره لا يحمل سوى رسالة الجلد والضرب.
تقول العرب في امثالها: «فلان جهله مركب» عن الشخص الذي يرى ان الحكمة وقفت ببابه، لذلك أدعو أولئك المتفلسفين في التعليم في المجالس الى ان يقوموا بأبسط أدوارهم التربوية تجاه اولادهم في المدارس ويتعاونوا مع المعلمين ويعززوا رسالة المدرسة ويتركوا لرجال التربية والتعليم شؤون التعليم وهمومه فهم الاعرف به والاقرب إليه.

محمد إبراهيم فايع - خميس مشيط

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved