|
|
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، قال الله تعالى في محكم التنزيل: {(كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) } سورة الانبياء الآية 35.في يوم الخميس الموافق 29/6/1424هـ انتقل الى رحمة الله تعالى اخونا وزميلنا ناصر بن ابراهيم الشريمي وشيعته أسرته واحبابه في مقبرة المنصورية بمدينة الرياض بالتضرع والدعاء له بالرحمة والمغفرة في جو مشحون بلوعة الحزن ومرارة الفقد، واخونا «ابو ابراهيم» من اسرة الشريمي من اهل الرياض وهي اسرة يكثر فيها الخير والخيرون فقد عاش رحمه الله في الفترة من «1374ه - 1424ه» حياة كانت عامرة بالكفاح والعصامية فضلا عن سلوكه وادبه الجم.ولا ريب ان الموت حق وان كل حي سوف يأخذ حقه من الموت وهو لا يجزع المسلم من قضاء الله ودائما تبقى الحياة اقوى من الموت ولكن الموت عندما ينزع العلماء والصالحين والاخيار فلاشك انه بفقدهم تكون هناك خسارة كبيرة على الجميع لأن حياتهم تعطي دفعة كبيرة للمجتمع وحق المجتمع في فضلاء يفتخر بهم اثناء حياتهم ويرفعهم مكانتهم اللائقة اثناء حياتهم ويذكر محاسنهم بعد موتهم.لقد كان اخونا ناصر في حياته ممن كنا نفتخر بمعرفته لما يتمتع به من صفات طيبة واخلاق عالية ومعاملة حسنة للجميع اذ كان مدرسة في الصبر والاحتساب على ما ابتلاه بهذا المرض الخطير، حيث اذهلنا جميعا بقوة ايمانه وثباته وعدم اهتزازه سواء في بداية المرض او عندما عاوده مرة اخرى حتى ان البعض كان يشكك هل هو فعلا مصاب بهذا المرض؟ ولكن الشجاعة نعم الشجاعة التي كان يتمتع بها هذا الرجل مستمدة من ايمانه بالله سبحانه وتعالى ورضائه بالقدر خيره وشره.لقد كان رحمه الله حريصاً على السؤال عن الجميع حتى وهو في اشد حالات المرض، ولعلي هنا اتناول مثالاً حياً يجسد طيبته المتناهية وخلقه الرفيع فقبل وفاته بليلة واحدة زرته وهو في اشد حالات المرض ويعرف شدة المرض من سبق ان اصيب له قريب بهذا المرض وقد سلمت عليه وعرفني ثم سأل عن الاحوال وبعد ذلك دخل في غيبوبة ولما خرجت لحق بي نجله الصغير «عبد الرحمن» وقال ابي يريدك وقد عرفت انه حز في نفسه في هذه الحالة الشديدة من المرض اني خرجت وهو لم يودعني وعدت اليه واعتذرت منه بأني لا اريد الاطالة عليه ثم ودعته قبل ان يدخل في الغيبوبة مرة اخرى وكنت متوقعاً بأنني لن اراه مرة اخرى بعد هذه الزيارة حيث فارق رحمه الله الحياة مساء يوم الخميس وتحديداً عند الساعة 40 ،11 بعد معاناة مع المرض وأسأل الله الكريم ان يجعل ما اصابه تكفيراً وتمحيصا للذنوب والخطايا ويدخله فسيح جناته وان يحشره مع الانبياء والصديقين وسائر المسلمين.{انا لله وانا اليه راجعون}. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |