Monday 15th september,2003 11309العدد الأثنين 18 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

لن أنساك يا عمي لن أنساك يا عمي
منيرة ناصر المبدَّل

وقفة مع لحظة فقد الأحبة:
تبقى لحظات فقد الأحبة لحظات مؤثرة حزينة، بل هي لحظات موغلة في التأثير، وإثارة كوامن الحزن، ورسم معالم الأسى القوية الموجعة التي يبقى وجعها وألمها وقتاً ربما يطول لفترة لا يعلم مداه الا الله سبحانه وتعالى.
تلك اللحظة التي تدفع بالمشاعر الحقيقية المختبئة في دواخلنا للظهور، لتعلن للجميع كم نحب هذا الفقيد؟
وكم كانت هذه اللحظة العصيبة فجيعة وقاسية اشد القسوة علينا؟! وهي بلا شك اللحظة التي تتعانق وتتصافح فيها القلوب قبل الأيادي.. اللحظة التي تفجر فينا براكين كانت خامدة لتشعلها مشاعر واحاسيس كان منبعها هذا القلب..
هذه اللحظة التي يصعب التعبير فيها.. فالكلمات تخون والقلم يعلن عصيانه.. فنقف في دوامة حزن تضيق احياناً وتتسع كثيراً..
فنعيش هذا الموقف وكأنه حلم لا يصدق مع اننا نتعايش مع حقيقة ملموسة، موجودة على أرض الواقع لا على أرض الاحلام..
المصاب الجلل
في غرة شهر رجب، وفي يوم الجمعة المبارك، كان الموعد مع قضاء الله وقدره بأن فقدت انساناً عزيزاً غالياً على قلوبنا وقلوب من عرفه، فقدت إنساناً نشر المحبة في ارجاء بيته، وبين اهله. فقدت نبراساً للخير ومثلا يحتذى لطيب المعشر وكرم الاخلاق وشيم الرجال الكرام.
انه ذاك عمي الفقيد ابراهيم بن عبدالعزيز المبدَّل الذي مازالت ابتسامته مرسومة امام عيني، وصوته الشجي وحديثه يتردد صداه في اذني، لقد خيَّم الأسى على كل الارجاء بلحظة فقد واكتسى كل شيء من حولنا لون السواد.
وحينما رأيت الحزن على وجوه من حولي علمت أنه مصاب الجميع، وليس مصابي وحدي.
آه.. والف آه.. لو تعلم حجم حبنا ومحبتك في نفوسنا؟! ولو تعرف مكانتك بين أهلك ومحبيك؟!
إلى عمي « رحمه الله».
كنت الامل الذي تزرعه دائماً في الحياة.. كنت الابتسامة الصادقة على الشفاه.. كنت المحبة المغروسة في النفوس.
كنت الوفاء المعروف في انسانيتك.. كنت الطيبة والخلق الحسن في تعاملك.. لقد افتقدناك كثيرا.. لكننا نقول:
لقد غبت عنا جسداً.. لكنك ما زلت حياً في قلوبنا ونفوسنا.. لن ننساك ابداً ما حيينا
سيبقى ذكرك الحسن وسمعتك العطرة تاج شرف نضعه فوق رؤوسنا..
وراية خفاقة نصب اعيينا.. نعتز بها ونسير على دربها وننهج منهاجها في حياتنا..
رسائل عزاء
الى والدي الغالي.. أعلم كم ترك فقد اخيك على نفسك من اثر غائر فعظم الله اجرك وأحسن عزاءك.
الى زوجة عمي كل العزاء والمواساة في مصابك الجلل وأسأل الله لك الصبر والسلوان.
الى أبناء وبنات عمي ارسل عزائي ومواساتي في فقد الوالد الغالي واسأل الله لكم الثبات والعون.
والى جميع افراد العائلة العزاء.. ودعائي للجميع بأن يلهمهم الصبر والسلوان وأن يجزيهم خيراً على ما قدموه.
اللهم إني اسألك لفقيدنا العفو والمغفرة والرحمة، اللهم أسكنه الجنة، اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنان، اللهم وسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقِّه من الذنوب والمعاصي كما ينقَّى الثوب الابيض من الدنس.
اللهم اجمعنا به في جنات عدن وعوضنا فيه واخلفنا في مصيبتنا خيراً.. انك سميع مجيب اللهم آمين.. والحمد لله رب العالمين.
{انا لله وانا اليه راجعون}.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved