Monday 15th september,2003 11309العدد الأثنين 18 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مستعجل مستعجل
الفضائيات.. كشفت ما أخفاه السكوت..!
عبدالرحمن بن سعد السماري

هناك أكثر من مثل عربي وشعبي تحث على الصمت.. وتُبين فوائده.. كما تحذر من الثرثرة وكثر الحكي..
** أتذكر هذه الأمثلة التي تُعد بالعشرات.. سواء كانت عربية أو عامية.. عندما أتابع بعض المحطات الفضائية.. أو ربما الإذاعة والتلفاز.. أو ربما.. المشاركات الصحفية لبعض المحسوبين على الأوساط الأكاديمية والثقافية..
** تستضيف بعض المحطات الفضائية هؤلاء المحسوبين على الوسط السياسي أو الفكري أو الثقافي للتعليق على قضية معينة.. وعندها.. ترى عجباً..
** تخجل لبعضهم.. لأنه كشف نفسه.. ولو سكت لكان خيراً له.
** مشكلة بعض هؤلاء.. أنه يتحدث في كل مجال.. وفي كل ميدان.. وفي كل مناسبة.. وبشكل يُعرِّي نفسه ويكشف سطحيته وضحالته أمام الآخرين..
** لا أدري.. كيف يُصرّ شخص على كشف أوراقه وفضح «المستخبي» أمام عباد الله..
** هل هذا تعجل ولقافة وحب للظهور وسعي وراء الأضواء والإعلام والشهرة وبحث عن «كْرِيسي»؟!!
** هل الإعلام ساحر إلى هذه الدرجة؟
** هل الإعلام فخ يمكن أن يجر الشخص إلى هذا المستوى.. بحيث يوقعه بكل بساطة؟
** أم أن هذا الشخص يجهل قدراته وإمكاناته ويعتقد أنه «فلتة» وأنه عبقري الأمة.. وأحد فرسان الفكر والثقافة.. وأنه لم يولد مثله بعد؟!
** يبدو أن السبب الثاني.. هو الأقرب.. لأن بعض الأكاديميين أو المنتسبين إلى المجال الإعلامي بالفعل.. هم بالفعل يجهلون قدراتهم وإمكاناتهم.. ويظنون أن إمكاناتهم خارقة.. وأن ما وصلوا إليه.. لم يصل له أحد.. وأن مستواهم فوق مستوى أي إنسان آخر.
** هناك من سمّى الفضائيات «الفضائحيات».. ذلك أنها فضحت أناساً كان من المفترض أن يصمتوا حتى لا يَعرف أحد حجم «جهالتهم» وبساطة تفكيرهم.. وضحالة معلوماتهم.. لكنهم أصروا أن يُظهروا كل شيء.. فلا يستحقون احتراماً ولا تقديراً ولا قيمة..
** وفي المقابل.. هناك لاشك.. نخبة أبدعت وقدَّمت وأعطت.. لأنها تملك القدرة.. وتملك المعلومة.. ولأنها مثقفة وعلى مستوى كبير من الكفاءة.. ولأنها تقرأ ليل نهار..
** أما البعض الآخر و«اللِّي وِدِّك يكتب على جبهته.. يا زينك ساكت» فهو مشغول في الاستراحات والمنتزهات وأمام المحطات «الهايفة» ومشغول بالبلوت والسهرات.. فمثل هذا.. كيف يُكوِّن ثقافة.. وكيف يجمع رصيداً معلوماتياً.. وكيف يضع لنفسه حضوراً ومكانة تستحق أن يُنظر إليها ويحترمها؟
** يا زين الصَّمت.. ويا زين السكوت.. ويا زين السَّكْبَه.. ويا زين الكشخة.. ويا زين «النَّصْبَه» من دون كلام.. فكم.. من ساكت على مستوى أضعف وأقل من هؤلاء المتحدثين.. لكنه.. لزم الصمت.. فلا أحد يدري عنه.. ولا عن مستواه.. ولم يفضح نفسه.
** وليس هناك أسوأ من شخص يتحدث فيما لا يعرف.. وأسوأ منه.. ذلك الشخص الذي يفترض أن الناس لا تعرف ولا تفهم.. وأنها تمشِّي كل شيء.
** الناس.. تقرأ.. وتتابع.. وتعرف كل ما حولها.. وتفرز هذا من ذاك.
** إن لكل ميدان فرسانه.. ولكل معركة رجالها.. ولا تنسوا قاعدة.. أن السكوت أحياناً.. من ذهب.
** أقول لهؤلاء «السَّكْبَهْ» و«النَّصْبَهْ» في الاستراحات.. وفي «دايْرَة» الجماعة.. لا يَفُتْكُم الذهب.. وهل هناك من يعاف الذهب؟
** عليكم بهذه القاعدة الذهبية.. و«اربحُوا العافية» و«اسْتُروا» أنفسكم أمام الناس.
** «اثقُلوا.. اركدُوا» فالناس في السنوات الأخيرة.. صارت تعرف كل شيء..

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved