Monday 15th september,2003 11309العدد الأثنين 18 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

لما هو آت لما هو آت
اليوم معكم
خيرية إبراهيم السقاف

لقد تجاوز الإنسان بوسائله المادية جميع الحواجز التي تفصل بينه وبين الآخر، وتصاغرت المسافات والأوقات أمامه، وبقي له شيء واحد فقط هو أن يستطيع تجاوز حاجز النفس، ذلك الذي يجعله غريباً وهو داخل خلية مليئة بكلِّ الوسائل، مكتظَّة بكلِّ الناس!... تُرى هل سيأتي اليوم الذي يستطيع فيه المرء أن يبدِّد حاجز الغربة الذي يفصل بينه وبين الآخر وهو في أقرب المواقع منه،؟؟؟
*** عدت وفي زوَّادتي ما اعْتمَرتْ به طيلة المدة الفائتة من مراسلتكم، تلك التي تملأ حولي بفوحكم، ونوركم، وعطركم..
وممَّا ورد:
*** ما كتبته آمنة السيد عبداللَّه: «جاءني إبليس، حين هممت لإقامة صلاة الجمعة في وقتها فقال لي: كيف تصلين وابنك نائم لم يصلْ، فذهبت نحو ابني أوقظه للصلاة، ولأنّه لم ينم إلا متأخراً في الليلة الماضية، فقد باءت محاولات إيقاظي له هباءً وعدت أدراجي أجرُّ خيبتي، فتحاملت على ابني، ووضعته في خانة «السَّاهين» عن صلاتهم. وزيّن لي الشيطان ملاحقة ابني باللَّوم، والتقريع، بل اللُّجوء للمحكمة أشكو عقوقه، وإهماله لصلاته..، وعند القاضي شهدت على ابني بما شحنني به الشيطان، وواللَّه إنَّ ابني ليصلي وليقوم اللَّيل، وإنَّ ما يفوته منها ما هو إلاَّ النادر، وإنَّه بارٌّ بي رحيم، ولقد فقدت ثقة وحب ابني، حيث خرجت من المحكمة مهيضة الجناح أجرُّ أذيال كذبي وشيطاني.
هل تعلمين لماذا استجبت للشيطان الذي كاد لي كيداً شديداً كي يفرق بيني وبين ابني وقد فعل؟ ابني رفض لي السفر بمفردي ذات يوم، وكنت أتحامل عليه كيف يفعل بي ذلك وأنا أمُّه التي أنجبته وربَّته؟ فقال لي: لا يمنع كونك أمي أنَّكِ تجهلين أو تتساهلين في أمورك الشرعية. سفرك بمفردك لا يجوز. اليوم أعيش في عزلة نفسية مع ابني على الرَّغم من برِّه لي، ورحمته بي، فبماذا تنصحينني؟
*** ويا آمنة: بارك اللَّه لك في هذا الابن وثبَّته على ما يحب ويرضى تعالى.
ومثل هذا الابن لا أشك على الإطلاق في أنَّه إن علم عن هذا الألم وهذا الإحساس لديكِ في شأنه فلسوف يركض لكِ ويذوِّب ألمكِ. بلا شك ما أوقفتِه فيه في المحكمة من موقف شكوى باطلة آلمه وترك أثره في نفسه. غير أنَّه بإيمانه العميق إن شاء اللَّه، سوف يكون قادراً على الصفح، ذلك الذي به لن يخيِّبه اللَّه تعالى إن فعله. فإن صفح الإنسان عن الناس وجبت له الجنة برحمة اللَّه «حديث الذي لا يحمل في نفسه غشَّاً لأحد» فكيف بمن لا يحمل في نفسه على والديه؟ وأمِّه على وجه التحديد حيث وُجِّه لها ثلاثاً: «أمُّك ثمَّ أمُّك ثمَّ أمُّك؟» لعلَّه يقرأ هذا..، ولعلَّه أن يوغل في درب اللَّه الذي لا يخسر أبداً من يتخذه هدفاً ومسلكاً. وعسى اللَّه أن يصرف عنك وعنه وعن المسلمين أجمعين وأبنائهم الشرْ كلَّ الشر ويمنح الجميع الخير.
*** إلى: العنود الشريهي: وهل يا صغيرتي لا تزالين تتخيَّلين أنَّ الحياة لا شوائب فيها؟ إنَّ منغصاتها في كثير تكون دافعاً جيداً لتبديل هذه المنغصات عليك بجرعات من الأمل، ومن العمل.
عبدالكريم ع. السعد: أشكرك.. ولا أجد سواها..
صالح «كاتم الآلام»: مثل هذه المصطلحات، والأسماء الوهمية المنتشرة بشكل كبير ومدهش في «مواقع» و«ساحات» الشبكة العنكبوتية تدعو للألم وفي الوقت ذاته للبحث وراء أمور كثيرة لعلَّها من مسؤوليات علماء النفس والاجتماع. أو علماء الاجتماع النفسي والعكس، فلماذا تَسِمُ نفسك بكاتم الآلام ولديك أبجديات الحصانة والعلاج؟.ابدأ بنفسك واتعظ يا صالح.

للمراسلة: الرياض: 11683 ص ب 93855

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved