Monday 15th september,2003 11309العدد الأثنين 18 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

التقييم الحقيقي لأسهم الشركات السعودية التقييم الحقيقي لأسهم الشركات السعودية
السوق أكبر من أن يفهم بهذه الطريقة وتقرير BMG عليه علامة استفهام
راشد محمد الفوزان

خلال اليومين الماضيين نشر في معظم الصحف السعودية تقييم مالي من قبل شركة «بي.ام.جي» لشركة الاتصالات السعودية استعرض من خلاله نشاط الشركة والتقديرات حتى عام 2007م وفصّل التقرير كثيرا من الارقام والاحصائيات ولا أعيد تكرارها أو غيره، وحيث أتيح لشركة بي.ام.جي كثير من البيانات من قبل شركة الاتصالات لتقييمها خلال الخمس سنوات القادمة تقريبا وهو ما يعني أن الشركة لها علاقة بشركة الاتصالات وان كان التقرير لم يشر لذلك كما نشر.
ولو عدنا لتقييم أي سهم في السوق السعودي وفق المعادلات المالية التي تطرح الآن ويتم العمل بها فهي ستكون مبالغاً فيها كأسعار ولا تعكس قيمتها الحقيقة وفق المعادلات المعروفة كما تطرق لها تقييم الشركة وهو جزء منها، ولو أردنا استعراض التحليل المالي الحقيقي من كل جوانبه وليس فقط لمعرفة قيمة السهم وهل هو يمثل قيمته الحقيقية أم لا؟ ولكن الذي لم تطرحه الشركة ولم تتطرق له هو انها جمدت وثبتت كل الظروف والعوامل المؤثرة بالسوق، وأخذت بتقييم الشركة كأرقام وميزانيات فقط وهذا خطأ كبير برأيي الشخصي، فلماذا التقرير استبعد اثر سعر النفط المرتفع خلال العام ومن بدايته الى اليوم وهو بمتوسط 32 دولاراً ويعرف اثر ذلك على الموازنة العامة للدولة وسداد التزامات الدولة وتزايد الانفاق والذي ينعكس على النمو الاقتصادي الوطني وآخر تصريح لوزير المالية السعودي والذي قال إن الاقتصاد السعودي لن تقل نسبة نموه هذا العام عن 5% وهذا القول منذ أيام فقط لماذا تم اغفال دور انخفاض سعر الفائدة الامريكية والعائد عليها أصبح لا يزيد عن 1%؟ لماذا لم يذكر حجم السيولة العالي المرتفع بنسبة 13%؟ ولماذا تم تهميش الاموال العائدة والتي تقدر بمليارات ولن أقول 30 أو 40 ملياراً كما يردد ولكن هي لن تقل عن 10 مليارات ريال؟ لماذا لم يذكر دور شركة الاتصالات التي ثقفت وعرفت للكثير من العامة وغيرهم عن قناة جديدة للاستثمار ذات عائد جيد حين حققوا أرباحاً مجزية خلال الاكتتاب؟ لماذا تم اغفال دور أن قنوات الاستثمار قليلة وضيقة ووجهت الآن لسوق الاسهم السعودي؟ لماذا لم يذكر الدور الواعد أو كما يتوقع حين تنضم المملكة لمنظمة التجارة العالمية والغاء الحواجز أمام الشركات الصناعية؟ لماذا تم اغفال دور الكثير من المواطنين ودول مجلس التعاون وخصوصا لشركة الاتصالات والاستثمار بها؟ وغيره كثير من العوامل التي أسهمت في ايجاد الكثير ممن دخلوا سوق الاسهم السعودي ولن أذكر نسبة أو عدداً لأنني لا أجد الاحصاء المحدد له.
ولكن هناك زخماً كبيراً ونساء كثيرات دخلن السوق السعودي أول مرة وضُخت أموال كبيرة في السوق، والسوق ككل ولا أقول الاتصالات فقط شهد ارتفاعات من بداية العام لا تقل عن 80% فمن أين أتى الارتفاع؟ ولا أخوض بأسباب الارتفاع التفصيلية لكل شركة ولكن أركز على خصوصية السوق السعودي للاسهم فهو صغير مهما بدا لنا كبيرا، فيستطيع شخص كبير واحد يملك 500 مليون ريال لا أكثر والكبار والصنّاع بالسوق يعرفون كيف هي قيمة السهم والذي لن يخضع لمعادلات لا تنطبق على السوق السعودي وبكل الشركات وأقولها بثقة بكل الشركات لأننا لو طبقنا المعادلات بالسوق السعودي فلن يبيع أو يشتري أحد.
أخيراً أعيد التأكيد على أنه لا بد من دور مهم لمؤسسة النقد السعودي والشركات المساهمة لتقييم شركات مساهمة يتم تداول أسهمها وتنشر بالصحف بتوصيات ان السعر تساوي قيمته كذا أو لا تساوي نعم نريد تحليلات ورؤية وبحث كل التفاصيل عن الشركات فليس كل المتداولين والمتعاملين يملكون العلم التحليلي سواء كان الاساسي أو الفني أو القدرة على التقييم، ولكن بدون أن يذكر توصيات ببيع أو شراء نريد تقييماً محايداً لا يدفع أو يتم الايحاء بشكل أو بآخر بأن عليك البيع أو الشراء وهذا يكون مجانباً لأي تحليل موضوعي فهذه تقارير تنشر للرأي العام وليست خاصة أو بطلب خاص، وهي تتم هنا وأضع عليها علامات استفهام؟ لماذا هذا التوقيت بالذات مع قرب نتائج الربع الثالث؟ ولماذا لم تصدر موافقة الجهات المختصة كمؤسسة النقد؟ وهل اطلعت شركة الاتصالات على هذا التقييم؟ ولا نعرف الآن الدور على مَنْ مستقبلا من تحليلات للشركات المساهمة السعودية، فأصبحنا نمسي على سهم مرتفع أو متماسك سعريا ونصبح على تقرير يقول لك لا يساوي قيمته وعليك البيع؟ ولا نفهم هذه الفوضى بنشر التقارير لكل ما يأتي الينا وينشر بالصحافة ونأخذه كمسلمات لا تناقش وهي لسبب رئيسي واحد فقط المعلومة والتحليل المفقود لدى شريحة كبيرة ويكونون هم الضحايا من خلال القرار السريع بالبيع أو الشراء، ويكونون بذلك ضحية تقرير وإن كان صحيحا كأرقام ولكن لم يكن موضوعيا بدراسة كل الظروف المحيطة والمؤثرة على السوق أو السهم نفسه.
ماذا سيكون تقييم شركة «بي.ام.جي» لو ارتفع مؤشر السوق السعودي ووصل إلى 4700 نقطة وحتى 4900 نقطة، فماذا سيكون التبرير حول ذلك، هل أن جميع الاسهم السعودية لا تستحق قيمتها التي يتم التداول بها، السوق السعودي أكبر من أن يفهم بهذه الطريقة وهذا التحليل وهذا موضوع واسع جدا ليس مجال سرده هنا لانه سيحتاج الكثير والكثير من الصفحات والشرح.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved