مع أن اجتماع وزراء خارجية الدول الخمس الدائمة العضوية للتوصل إلى اتفاق بشأن مستقبل العراق بعد التقائهم في جنيف يوم السبت إلاّ أن الاجتماع الذي استمر أربع ساعات يمثل أول مشاركة أممية لرسم مستقبل العراق بدلاً من التفرد الأمريكي.. والنصيحة البريطانية.
وزير الخارجية الأمريكي كولن باول أوضح أن المناقشات هدفت إلى التوصل إلى نقاط اتفاق وقد أنجزنا بعضها إلا أن هناك بعض المصاعب والخلافات بين الدول الخمس.
والواقع أن العقبة الكبرى هي التوصل بين وجهتي النظر اللتين تمثل إحداهما أمريكا وبريطانيا، ووجهة النظر الثانية وتمثلها فرنسا وروسيا والصين، وتتعلق بنقل السلطة إلى العراقيين بهدف إنهاء الاحتلال، ففرنسا التي يقف خلفها الروس والصين إلى حدٍ ما ترى سرعة الانتقال إلى الديمقراطية في العراق، في حين تعارض أمريكا ومعها بريطانيا ألاّ تكون هناك عجلة في موضوع تسليم السلطة وإنما بطريقة مسؤولة وبعد أن يستتب الأمن وبناء البنية الأساسية من خلال خطة الإعمار الأمريكية.
وهكذا فإن اختلاف الخمسة الكبار ليس على المبدأ بل على الزمن، فالأمريكيون يريدون وقتاً أطول لتسليم السلطة والسيادة للعراقيين في الوقت الذي تريد فيه واشنطن ولندن من شركائهما الثلاثة الكبار في مجلس الأمن الدولي تسهيل مهمة مشاركة قوات دولية أخرى وأن تسهم دول أخرى في تمويل القوات الجديدة بالمال، وإذا ما أنجزت هذه القوات فرض الأمن والشركات الأمريكية أكملت الإعمار وبنت البنية الأساسية تسلَّم السلطة إلى العراقيين.
هذا الطرح الأمريكي يعارضه الفرنسيون الذين يطالبون على الأقل اعتماد «مقاربة تدريجية» لعملية انتقال السلطة مع التشديد على ضرورة تحقيق مبدأ السيادة.
|