* القدس - غزة - عمان - الوكالات:
جدد المجلس الوطني الفلسطيني مبايعته للرئيس ياسر عرفات في ظل قرار الحكومة الاسرائيلية بإبعاده خارج الأراضي المحتلة.
وأكد المجلس الوطني الفلسطنيي، في بيان له في ختام اجتماع استثنائي عقده في العاصمة الأردنية عمان لمناقشة القرار المبدئي الذي اتخذته اسرائيل والقاضي بإبعاد عرفات، أن القرار الاسرائيلي غير مسؤول وسيسهم في وأد عملية السلام وجر المنطقة إلى حرب ضروس لا يمكن التنبؤ بعواقبها.
وقد أكد نائب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني تيسير قبعة، الذي ترأس الاجتماع، أن قرار إسرائيل بإبعاد الرئيس الفلسطيني المنتخب هو «قرار بإبعاد الشعب الفلسطيني» مشيرا الى أن المظاهرات التي خرجت بعيد إعلان قرار الابعاد هي اعادة انتخاب جديدة له.
من جانبه حمل فاروق قدومي رئيس الدائرة السياسية بمنظمة التحرير، الذي حضر الاجتماع، اسرائيل المسؤولية عن إفشال مساعي السلام بسبب عدم وفائها بالتزاماتها تجاه خارطة الطريق.
من جهة أخرى قام نشطاء من الحركة الإسرائيلية اليسارية جوش شالوم وعلى رأسهم أورى أفنيري بزيارة رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات في مبنى المقاطعة في مدينة رام الله ووعدوه بأنهم سيشكلون دروعا بشرية من أجله في حال تعرضه إلى محاولة اغتيال اسرائيلية.
وقال أفنيرى لموقع صحيفة «يديعوت أحرونوت» على الانترنت إذا قرر شارون اغتيال عرفات فسيؤدي ذلك إلى مأساة تاريخية لشعب اسرائيل لم يسبق لها مثيل. سيؤدي ذلك إلى أكبر مأساة لاسرائيل وإلى دمار كامل ووضع حد لأي أمل لتحقيق سلام في المستقبل.
من جانب آخر أكد مسؤولون فلسطينيون ان التهديدات الاسرائيلية الاخيرة بإبعاد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات خارج الاراضي المحتلة زادت من شعبيته بصورة ملحوظة حيث حدث نوع من التلاحم بينه وبين كافة تيارات الشعب الفلسطيني التي رفضت القرار الاسرائيلي وهددت الحكومة الاسرائيلية بعواقب وخيمة حال المساس بالرئيس.
وأشار هؤلاء المسؤولون الى ان التظاهرات العفوية التي اندلعت في جميع انحاء المدن والقرى الفلسطينية.. وتواصلت أمس الاحد ووصفوها بأنها تمثل استفتاء شعبيا على الثقة الكبيرة التي يتمتع بها الرئيس ياسر عرفات من جانب الشعب الفلسطيني رغم الضغوط الامريكية والاسرائيلية.
وحذر وزير العمل الفلسطيني غسان الخطيب «في تصريحات لموفد وكالة أنباء الشرق الاوسط برام الله» ان اسرائيل سوف تجد نفسها في مأزق حاد اذا ما حاولت التخلص من الرئيس المنتخب ياسر عرفات.
وأضاف ان تنفيذ اسرائيل لتهديداتها يعني تحميلها مسؤولية الاحتلال التام للاراضي الفلسطينية مشيراً الى ان الرئيس عرفات لن يغادر الاراضي الفلسطينية رغم التهديدات الاسرائيلية المتزايدة.
وأوضح الخطيب ان منع اسرائيل من تنفيذ تهديدها بإبعاد الرئيس عرفات يقع على عاتق الشعب الفلسطيني والمجتمع الدولي مشددا على اسرائيل قد تقدم على تنفيذ قرارها حال توقف الضغوط الدولية.
وقال ان اسرائيل سوف تضطر الى تجميد قرارها بالموافقة المبدئية على ابعاد الرئيس عرفات في حالة استمرار التظاهرات الجماهيرية للتضامن مع الرئيس في جميع انحاء الاراضي الفلسطينية والضغوط الدولية على الحكومة الاسرائيلية.
وشدد على ان الطريق الوحيد لدفع عملية السلام الى الامام تتمثل في التعامل الاسرائيلى غير المشروط مع القيادة الفلسطينية الرسمية التي يتزعمها الرئيس عرفات.
وحذر من أن المساس بالرئيس عرفات سوف تضع نهاية لعملية السلام والعودة الى حالة الاحتلال والمقاومة.
من ناحية أخرى قال ايهود أولمرت نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي أمس الاحد ان قتل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات خيار مطروح في تهديد اسرائيل «بإبعاد» عرفات بصفته يمثل عقبة أمام احلال السلام.
وقال أولمرت لراديو اسرائيل «قتله أحد الخيارات المطروحة، اننا نحاول القضاء على كل رؤوس، ما اسماه الارهاب، وعرفات احد رؤوس الارهاب - على حد زعمه - ».
وقال صائب عريقات كبير مفاوضي السلام الفلسطيني رداً على هذه التصريحات ان هذه طريقة تفكير وتصرفات عصابات المافيا وليس الحكومات.
وتجمع عشرات الآلاف من الفلسطينيين أمس ولليوم الرابع اعرابا عن تأييدهم لعرفات وتعهد كثيرون بالتضحية بأرواحهم أمام مقره في مدينة رام الله. وتحدث معهم عرفات معربا عن مساندته «لسلام الشجعان».
|