Monday 15th september,2003 11309العدد الأثنين 18 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

المنشود المنشود
ست سنوات.. وطرد رجل
رقية الهويريني

وصلني خطاب من أبنائي، أبناء الوطن «حسين العلي ومحمد آل زهر وعبدالله العمر وعبدالكريم المسيدي» وفيه يعرضون معاناتهم، حيث إنهم طلاب منتظمون في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أمضوا في الدراسة ست سنوات وهم يدرسون الآن في المستويات «السادس والسابع والثامن». يقول الطلاب في خطابهم «فوجئنا بقرار من مدير الجامعة يقضي بفصل كل طالب أمضى ست سنوات بالدراسة في الجامعة!
والنظام يخول لمجلس الجامعة تمديد الفرصة عامين آخرين، بينما في الفصل الدراسي الماضي فُصِل بعض الطلاب عن الدراسة ولم يعطوا فرصة استثنائية لاستكمال متطلبات التخرج، وتمت طمأنتهم أنهم سيمنحون استثناء مع بداية الفصل الدراسي القادم! ويتساءل الطلاب: لم لا ينظر في وضعنا وتحل معاناتنا ومشكلتنا بما يتناسب ومصلحة الطلاب ورغبتهم لا مصلحة ورغبة غيرهم؟ وما هدف الجامعة من إيقاف الطلاب فصلاً دراسياً كاملاً؟ وكيف سيكون حالنا ومستقبلنا ومصيرنا بعد أن مضت من أعمارنا ست سنوات في الجامعة، تكبدنا فيها أشد المعاناة! قُطعت عنا خلالها المكافآت بعد قضاء أربع سنوات في سبيل العلم والحصول على الشهادة الجامعية؟
ويعلل الطلاب سبب تأخرهم عن التخرج فيقولون: «حتى لا يتهمنا أحد بالتقصير في الدراسة فإننا بذلنا جهدنا في الدراسة، ولكن الدراسة في الجامعة صعبة وأنظمتها صارمة ولا تتساهل مع الطالب الذي لديه ظروف خاصة، حيث إن بعضنا متزوج ولديه أسرة وأطفال، وبعضنا يعول والديه فهو يدرس نهاراً في الجامعة ويعمل مساءً ليحصل على رزقه! وبعضنا تكبد البعد عن الأهل والغربة والمصروفات!!»
وهذا القرار فيه استعجال واجحاف لأن إيقاف الطالب عن الدراسة فصلاً دراسياً يعرضه لحالة مرضية ونفسية سيئة وما يصاحب ذلك من القلق والهم والخوف الشديد على مستقبله ولاسيما أنه لم يدخل الجامعة إلا بشق الأنفس كما أن له وقعاً مؤلماً على أهله الذين يتمنون تخرجه، لكي ينخرط في العمل ويخفف عنهم إعالته.
وها نحن نعرض معاناتهم على وزير التعليم العالي ومدير جامعة الإمام لإيجاد الحل ومراعاة وتقدير ظروفهم، والأمل معقود بدراسة أوضاع طلبة الجامعات بشكل عام وتفعيل دور الإرشاد الأكاديمي لايجاد حلول مناسبة للطالب الذي تعترضه صعوبات أثناء دراسته ومساعدته اقتصادياً ودعمه نفسياً وتشجيعه وارشاده حتى لا يتعرض للفصل من الدراسة.
وعليه فلعل من المناسب أن نقترح على الجامعة إصدار قرار لكل من أمضى ست سنوات فيها ولم يتمكن من إكمال متطلبات التخرج أن يتابع دراسته منتسباً، أو يدفع رسوماً دراسية ويكمل دراسته مع زملائه منتظماً، ومما لا شك فيه أن الطلاب سيدفعون الرسوم الدراسية لأنهم أوشكوا على التخرج.
وقبل الإقدام على فصل الطلبة لابد أن ندرك ما يشكله ذلك من خطورة أمنية واقتصادية ونفسية!! فما مصيرهم بعد الفصل؟ فالاحباط الذي سيواجهه الطلبة الذين لم يتمكنوا من الحصول على الشهادة الجامعية بما تمثله من مردود معنوي ومادي لهم سيبني في نفوسهم جبالاً من القهر وبالتالي الحقد على الذين حالوا بينهم وبين الحصول على الشهادة وليس ببعيد أن يتحولوا إلى أشخاص ناقمين، وهؤلاء يسهل استدراجهم للوقوع بانحرافات كتعاطي المخدرات، أو اقتيادهم للقيام بأعمال اجرامية أو ارهابية كالاعتداء على الآخرين بالقتل أو السرقة أو العبث بالممتلكات العامة، كما أنهم يعدون فاقداً اقتصادياً لأنهم لن يرضوا بمهن وأعمال قد يكون زملاؤهم في مقاعد الجامعة رؤساء لهم!!
وعلى جانب آخر أزجي عتبي لمن جعلوا أنفسهم أبنائي، ولزملائهم الذين يعيشون نفس معاناتهم بعد دعائي لهم بالتوفيق، ورجائي للجامعة أن تعيد النظر في أمرهم فتمنحهم الفرصة، وأقرأ أسماءهم مع المتخرجين!!
وقبل ذلك أقول: حري بكل واحد منكم أن يعطي للعلم من وقته وفكره، فلن يعطيك العلم شطره حتى تمنحه نفسك وجهدك!! والدراسة لا تتعارض مع العمل والزواج - فآباؤكم كانوا أرباب أسر، يعملون ويتعلمون انتظاماً وانتساباً - ولكنها بالتأكيد تتعارض مع اللهو والسهر، والكسل والتواكل، والاستهتار وعدم تحمل المسؤولية، وأجلكم عن ذلك، وأنأى بكم عنه!!

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved