Sunday 14th september,2003 11308العدد الأحد 17 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

17-10-1390هـ الموافق 15-12-1970م العدد 323 17-10-1390هـ الموافق 15-12-1970م العدد 323
دائرة الهدف
يكتبها: صالح القاضي

نشاط الشباب دائما بلا حدود وقدرته على العمل طاقة تعتمد عليها الامة، واذا كانت المشاريع الحيوية لم تتعود تبرع الشباب بالعرق فان الشباب يجب أن يوجه نفسه الى العمل ويفرض قدرته على كافة المشاريع.. ان ايام العمل التي تقام لكي يساهم الشباب في كل مكان بحفر بئر او شق طريق يبرز ناحيتين مهمتين:
أولاً - مساهمة الايدي الفنية بالتوفير على خزينة الامة مصاريف هذا المشروع او التخفيف من مصاريفه، وثانيا شعور الشباب بأن هذا المرفق من انتاجه، ولهذا فهو يحافظ عليه ويرعاه، الى جانب الناحية النفسية التي تشع الراحة وتدفع الى الاعتزاز بالنفس حين يجد الانسان نفسه عضوا عاملا في امته مؤثرا في مجتمعه ومتأثرا ايضا بعمل منهم ارفع منه.
اذا كان الاقتباس والمحاكاة للشباب في كل قطر فأعتقد انه لا يمكن تقليد الشباب في عاداته الممقوتة التي جلبها له الفراغ والجدة من تطويل الشعر ولبس السلاسل حتى لم يترك لصاحبه العصمة من الحلي الا التكحل والخضاب.. ولكننا نسمع عن الشباب العامل الذي شق طريقا في أفريقيا أو قام بدهان وترميم السفينة التاريخية - أو بنى الأستاد الرياضي -.. وعن الأندية الكبيرة في المنطقة الشرقية التي ساهم أبناء النادي ببناء مقر ناديهم بأيديهم.. هذه هي الأمثلة التي يجب أن تحتذى، وهذا هو الطريق الذي يجب أن يسلكه الشباب لدينا، مثلا طريق خريص منذ كم سنة وهو مطروق ومنذ كم سنة والشباب يستخدمه، أليس من واجب كل صاحب سيارة وكل شاب أن يزرع فيه شجرة ويجلب لها الماء في طريقه.. إنه لو تم هذا لأصبح لدينا غابات لأن القدرة موجودة والوقت كاف لمثل هذا العمل.. ومن أجل أن تفتخر الأمة بشبابها يجب أن يكون الشباب هم عنصر الحياة فيها، وإلا فإن جميع ما يكال لهم من مديح هم لا يستحقونه، بل وان انصرفوا إلى التقليد غير اللائق فانهم شباب قنع لا خير فيهم.. لكي يكون الشباب مقدراً لابد وأن يكون له مجد ولا يمكن أن يبني الشباب المجد وثيابه مازالت براقة نظيفة.. إنني لأرجو أن تعم الدعوة للعمل حتى نصرف جهد الشباب بل وتفكيره إلى الصالح والمفيد.. ونعلمه ما لم يعلم حتى نصل به إلى الهدف الذي يعمل الشباب دائماً لتحقيقه بعيداً عن التقليعات والمواصفات التي صار يتبعها، وان كان والحمد لله هذا الأمر لا يعد ظاهرة لدى مجموعة تستحق الذكر، ولكن القليل يكثر والصغير قد يأتي اليوم الذي يكبر فيه.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved