هل يفعلها العرب بعد أن طفح الكيل؟

الان وبعد أن تجاوزت إسرائيل كل المحذورات، واجتازت ما يسمونه الخطوط الحمراء، ليس فقط باتخاذ جنرالات الإرهاب قراراً بإبعاد الرئيس ياسر عرفات من أرضه ووطنه وهو المنتخب شرعياً، والشريك الذي لا غنى عنه لأي سلام عادل في الشرق الأوسط، بل لأن إسرائيل مستمرة في غيها وإجرامها الذي لا مثيل له، فالكيان الإسرائيلي يعلن ساسته وبكل وقاحة امتهانهم الإرهاب والقتل كوسيلة لتحقيق أهدافهم السياسية، فوزير الحرب الإسرائيلي شاؤول موفاز وقبله وزير السياحة أعلنا أكثر من مرة أن الوسيلة الوحيدة للتخلص من عرفات هي قتله...!!!
وإسرائيل «الدولة» الشاذة الوحيدة في الأسرة الدولية التي تنتهج أسلوب التصفيات الجسدية والاغتيالات للتخلص من خصومها.
وهذه الدويلة المارقة تعيد كل الأفعال والممارسات المشينة التي حاربها المجتمع الدولي وقضى عليها، ومنها مواصلة بناء الجدار العنصري الذي يعزل الشعب الفلسطيني خلف حوائط أسمنتية. وهي بالإضافة إلى هذا وذاك تجوع شعباً، وتشرده بهدم منازله وتحاصره من كل الجهات.
هذه «الدولة» هل تستحق أن تقام معها علاقات دبلوماسية فضلا عن الاعتراف بها وقبولها عضواً في الأسرة الدولية؟
إن الأعمال القذرة والمستهجنة التي تشجبها الأسرة الدولية في كل مناسبة يجب أن تواجه بإجراء عملي وجدي وحازم، ولا أقل من ذلك مثل تعليق الاعتراف بها وسحب البعثات الدبلوماسية منها، وعلى الدول العربية التي لها تمثيل دبلوماسي في هذا الكيان المارق أن تبادر إلى اتخاذ هذه الخطوة لتتبعها بعد ذلك الدول الإسلامية ولا تعود هذه البعثات حتى تستجيب إسرائيل إلى طلبات الشرعية الدولية وتنفذ القرارات الدولية التي تتعامل مع الوجود الإسرائيلي في فلسطين المحتلة كقوات محتلة. وعلى العرب والمسلمين ممن لهم علاقات مع هذا الكيان الشرير أن يقضوا على شرورها بأدوات لا تحتاج إلى تحريك جيوش ودبابات وصواريخ كالتي تواجه بها إسرائيل الشعب الفلسطيني.