Sunday 14th september,2003 11308العدد الأحد 17 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

نوافذ نوافذ
نحن والعالم
أميمة الخميس

لم نستطع إلا أن نكون جزءاً من الحرب الباردة، فعلى الرغم من سياسة المملكة الحذرة المتعقلة، إلا إننا كنا بداخل المعسكر الغربي نظراً لتوازنات سياسية، طويلة ومعقدة، ولكن سياسة المملكة استطاعت ان تقود الدفة بنجاح ولفترات طويلة، على الرغم من المنطقة المضطربة دوما، وكان البعد الأيدلوجي هو البعد الذي يأخذنا بعيداً عن الاتحاد السوفيتي سابقاً، إضافة إلى طبيعة التوازنات في المنطقة.
ولأن السياسة هي فن الممكن كما يقولون وليست هناك عداوات أبدية أو صداقات دائمة في العلاقات بين الدول وبل تخضع هذه الأمور عادة لحسابات مختلفة تماماً وأهمها الصالح العام للدولة.
وهذا هو الإطار الذي يؤطر الزيارة الموفقة التي قام بها الأمير عبدالله ولي العهد إلى موسكو.
ويذكر المؤرخون السياسيون بأن الحرب الباردة قد انتهت فعلياً بأفغانستان بعد انسحاب الجيش الروسي، وانهيار جدار برلين والبيروستريكا، وجميع تلك الأمور التي صنعت من الولايات المتحدة قطب القوة الوحيد في العالم.
ومن هنا بالتحديد تأخذ زيارة الأمير عبدالله إلى موسكو أهميتها وزخمها، فعلى الرغم من تفكك الاتحاد السوفيتي وانكماشه الا انه على الرغم من هذا تظل روسيا إحدى الدول المهمة التي بيدها الكثير من الأوراق، فهي من ناحية ما زالت تمتلك القوة النووية، إضافة إلى كونها أحد الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، إضافة إلى المخزون النفطي الكبير لدى روسيا الذي يؤهلها لتحديد أهداف مشتركة في سوق النفط العالمية، واحتكار أسعار النفط في البنتاجون أو شركات النفط العابرة للقارات في تكساس، ويوجد داخل روسيا ميول كبيرة لتفهم الشرق وأبعاده الحضارية والثقافية أكثر من سواها من الدول الغربية وذلك عبر العديد من المثقفين.
الروس الذين كانوا نقطة وصل مهمة بين الثقافتين عن الانفتاح على العالم سياسياً من الممكن ان يدعم مواقف المملكة السياسية ويجعلها بمنأى عن الضغوط والتهديدات المبطنة التي تستعمل ضدها، زيارة ميمونة وموفقة لسمو الأمير عبدالله، لربان يعرف كيف يقود سفينته بذكاء ومهارة وسط أعتى الأعاصير.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved