Sunday 14th september,2003 11308العدد الأحد 17 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

خلال الإيجاز الصحفي الدوري لوزارة الخارجية أمس خلال الإيجاز الصحفي الدوري لوزارة الخارجية أمس
سعود الفيصل:إبعاد عرفات يعتبر تحدياً واضحاً للشرعية الدولية
اعتداء اليبيين هو عدوان على الشقيقة مصر بقدر ماهو عدوان على فرد من أفراد الدول العربية

* جدة علي العمري واس:
تحدث صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية خلال الايجاز الصحفي الدوري لوزارة الخارجية أمس بفندق قصر المؤتمرات في جدة عن مواقف المملكة تجاه القضايا الراهنة وآخر التطورات في المنطقة ثم اجاب عن اسئلة مندوبي وسائل الاعلام المحلية والاجنبية.
واستهل سموه الايجاز الصحفي بالبيان التالي:
«تتابع المملكة العربية السعودية بقلق شديد تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة وقرار السلطة الاسرائيلية المحتلة الاخير بإبعاد الرئيس ياسر عرفات خارج الأراضي الفلسطينية.. وترى المملكة ان هذا القرار يعتبر اجراء عدوانيا جديدا وخطيرا في سياسة التصعيد الاسرائيلية المستمرة ضد الشعب الفلسطيني كما انه يعتبر تحديا واضحا وصريحا للشرعية الدولية فضلا عن ان هذا الإجراء يعد استهتارا بالارادة الدولية الجادة والهادفة إلى تحقيق السلام في المنطقة في اطار مبادرة خريطة الطريق.
وقد اتصل صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني بالادارة الامريكية فور اعلان اسرائيل عن هذا القرار الجائر حيث عبّر سموه عن خطورة هذا الإجراء ونبّه إلى نتائجه المؤدية إلى تفجير الأوضاع في المنطقة وعلى الاخص في هذه الفترة الحرجة التي تمر بها عملية السلام نتيجة لسياسة الاستفزازات الاسرائيلية المستمرة.
اما فيما يتعلق بالحالة في العراق.. فبعد ان لمسنا تجاوب الجامعة العربية مع جهود الامم المتحدة في هذا الاطار فان ذلك يؤكد الحرص على وحدة العراق وسيادته واستقلاله وسلامته الاقليمية. ونأمل ان يؤدي تضافر الجهود المشتركة بين كل من الامم المتحدة والجامعة العربية والحكومة الانتقالية العراقية إلى الوصول للنتائج المأمولة في سرعة استتباب الوضع في العراق بإنشاء الحكومة الدستورية الموسعة ذات السيادة التي تضمن المساواة بين جميع افراد الشعب العراقي بصرف النظر عن الانتماءات القومية او العرقية أو الدينية.
وحول ما تعرض له سموه من محاولة اعتداء من قبل ليبيين في القاهرة قال سمو وزير الخارجية: هذا الموضوع تحت التحقيق في مصر وهو عدوان على الشقيقة مصر بقدر ماهو عدوان على فرد من أفراد الدول العربية، معرباً سموه عن امله في ألا يكون هناك أي ارتباط او أي مداخلات في الموضوع.
وعن المشروع السعودي لتطوير ميثاق جامعة الدول العربية أوضح سمو الامير سعود الفيصل ان الافكار كانت مطروحة من قبل المملكة وعرضت في الاجتماع الثلاثي المصري السوري السعودي واتفقت الثلاث دول على صيغة ستقدمها للدول العربية لنقلها لقيادتها حتى تبحث في اجتماع المجلس التحضيري لقمة القاهرة. وردا على سؤال عن الدور الذي تقوم به المملكة العربية السعودية ممثلة بوزارة الخارجية في الرد على الشائعات والاكاذيب قال سموه أعتقد لم تكن إجراءاتها سرية في هذا.. اعلنت رغبتها في كشف الاوراق واعلنت انها لاتخشى الحقائق وانهالا تريد من يتستر عليها وانها تعمل وفق مصالحها في السلم والامن الدوليين وتاريخها في محاربة الارهاب ناصع ليس من وقت قريب ولكن منذ وقت بعيد.
واضاف سموه قائلا: نحن لا نستطيع الا ان نوضح موقفنا لأولي الالباب ومن يريد ان يتفهم منهم سيتفهم اما من له قصد او له مآرب من إلصاق التهم غير الحقيقية للمملكة فهذا سيستمر في نهجه والمملكة لا تستطيع الا انها توضح الرؤية الحقيقية لها، اما الواجب الآخر فهو على الدول الأخرى ألا تتجاوب مع الأكاذيب.
وفي سؤال عن الحملة الدولية لمراقبة وضع انتشار الأسلحة النووية في العالم وعدم وجود أي محاولة جادة من الدول العربية أو أي دولة لمحاسبة إسرائيل وإخضاعها لميثاق السلام؟
أجاب سموه قائلا: هذا غير صحيح فالدول العربية في كل المنتديات الدولية تدعو إلى جعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل وتطلب مباشرة اخضاع إسرائيل للتفتيش الدولي والمراقبة الدولية فكل الإجراءات القانونية والسائرة مع الأعراف الدولية تتخذها الدول العربية.
وعن محاولات تدخل إسرائيل في الشأن العراقي ودخول شركاتها في إعادة إعمارالعراق ومناقشة وزراء الخارجية العرب لهذا الشأن أوضح سمو وزير الخارجية أن العراق عضو مؤقت في مجلس الجامعة العربية إلى أن تظهر الحكومة الشرعية معربا عن اعتقاده بأن هذا الأمر يقع تحت مسؤولية الحكومة الانتقالية.
وفي رد لسموه على سؤال يتعلق بطلب روسي الانضمام إلى منظمة المؤتمر الإسلامي وهل لمس سموه حرصا ومتابعة من الحكومة الروسية حول هذا الموضوع وما هو موقف المملكة قال سموه: كان هناك طلب قدم لماليزيا لأنها المستضيفة للمؤتمرالإسلامي.. والسؤال حول عضوية دول بها أقليات إسلامية موضوع طرح منذ فترة وإلى الآن لم يصل المؤتمر إلى أي قرار في هذا الإطار.
وأضاف سموه قائلا: عضوية الدول كمراقبين من حيث المبدأ لا تؤثر سلبا على المنطقة أو دولها إلا إذا كان هناك خلافات بين الدولة الطالبة الانضمام.. والمملكة لا ترى لروسيا الاتحادية أي مشاكل قائمة بينها وبين أي دولة إسلامية ولكن هذا الموضوع لا تبت فيه المملكة ولا تبت فيه الدول منفردة وهو مطروح على نقاش المؤتمر القادم بناء على طلب رسمي قدمته روسيا لماليزيا وسنرى عندما يبحث الموضوع.
بعد ذلك اجاب صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية على سؤال عن تفسير بعض المراقبين لزيارة سمو ولي العهد الى موسكو بانها ردة فعل سعودية على تأثر العلاقات السعودية الامريكية وان اخرين فسروها على انها تنطلق من سياسة المملكة الخارجية لايجاد قنوات جديدة للتحالف المستقبلي بقوله «ان زيارة سمو ولي العهد لروسيا كان معداً لها منذ وقت طويل وان روسيا بلد كبيروله شأنه في الاوضاع الدولية ومستقبله يكاد يكون من مستقبل الدول التي تبشر بالازدهار، مؤكدا سموه ان هناك مصالح مشتركة بين البلدين.
واضاف سموه قائلا «لا اعتقد انه يمكن النظر للعلاقات مع روسيا بانها بسبب علاقات مع دولة اخرى وروسيا لوحدها تكفي ان تكون الهدف والمغزى لاي علاقات لتنمية المصالح المشتركة بين البلدين وليس من طبع المملكة ان تستعمل هذاالنوع من المناورات لتعدل كفة بترجيح كفة اخرى ونحن نبني علاقات ونأمل ان تكون علاقات جيدة مع كل الدول خاصة الدول التي لنا مصالح مشتركة بها ومنها روسيا الاتحادية».
وعن ردة الفعل الخليجية والعربية تجاه مجلس الحكم الانتقالي في العراق غير الواضحة الى الان وان كان يرى سموه امكانية وجود تمثيل على مستوى دبلوماسي لهذا المجلس الانتقالي على مستوى الدول الخليجية والعربية قال سموه « انه لايرى هذا الغموض حيث ان الموقف العربي واضح ومنطلق من قرار مجلس الامن والذي اعترف بمجلس الحكم الانتقالي في العراق وقرار مجلس الجامعة واضح في هذا الاطار/ مبينا سمو الأمير سعود الفيصل في الوقت ذاته ان العراق عضو مؤسس في الجامعة العربية ولايمكن ان يحجب عن الممارسة في هذه الجامعة لانها بيت العرب الكبير.
وقال سمو وزير الخارجية «ان الخيار هو هل تضفي الشرعية الكاملة لهذه الحكومة والتي لم تضفها لا الامم المتحدة ولا حتى قوات التحالف الموجودة في العراق .. وكان القبول على اساس الجهد المفروض على المجلس والحكومة الانتقالية بذله للوصول لحكومة مستقلة التي هي لها حق السيادة في العراق.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved