Sunday 14th september,2003 11308العدد الأحد 17 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

لما هو آت لما هو آت
بأثر رجعي في بيروت!! سقطت الأقنعة
خيرية إبراهيم السقاف

ما حدث في بيروت في العاشر من أغسطس (تأريخ تدوين هذا المقال) من أجل ممثل هذا البلد الذي أُسدل عليه الستار في برنامج غنائي أخذ من الانتشار، وشد الأنظار، ما لم يأخذه أكبر حدث «إنساني» على النطاقين السياسي، والعقْدي...
إذ فيما حدث ما لا ينفي حاجة الشعب العربي بكلِّ تأكيد إلى لحظة (نضال)، تتكاتف فيها ليس الأصوات فقط، بل الأكتاف، والسواعد!!
فنظرية المؤامرة التي «أقرَّها» مع سبق الإصرار الشعب اللبناني في بيروت معبراً عن احتجاج «البلد الصغير ذي القلب الكبير!!» لاستبعاد ممثله عن حلبة الصراع بين الأصوات الغنائية للترشيح النهائي توصل إلى تفسيرين: الأوَّل: عدم خلوص النَّوايا من «التآمر»، وتشبُّعها «بالشك»، وهذا عامل أوَّل ورئيس في فشل وحدة الصف العربي على النطاق الأوسع...!!، والثاني: عدم وجود روح الإيثار حتى إن جاءت على «مستوى» فوز الآخر في برنامج غنائي لا يليق بالشعوب العربية أن تُشغل به ولا بأمثاله على ما تمر به من حالكات المواقف...!! فالروح غير المنصفة لم تتقبل نجاح الآخر حيث يمثل هذا الآخر الموقف المرفوض في «صورة» «حلبة» عدم التوافق العربي!!...
فإن كان هذا التَّناحر في مجال «الطرب» يصل بهم إلى هذا المستوى فكيف في المجالات الأكثر حساسية والأشد؟...
ولأنَّني لا أعهد في نفسي ولعاً «بهيك» برامج... إلاَّ أنَّ ما وراء هذا البرنامج من أهداف خفية ظاهرة لكلِّ من يلقي بعينيه في ثقوب مسارب الخفايا كي تبصر دقائق هذه الأهداف، فإنَّني أدرك أنَّ ثمَّة ما يقع وراء هذا البرنامج الذي اجتمع له الصغار والكبار وشغلوا به عن أمورهم الأجدى والأحق. ذلك لأنَّ هذا البرنامج استطاع أن ينتزع «فُرْقَةَ» العرب ووقوفهم بها على حدَّ التحيُّز الجغرافي، وهويَّة الموقع مسقطين جدار الحائط السميك الذي يلمُّهم في مدينة اللُّغة والعرق والدين...، إنَّ تلك الحشود المثيرة للألم وهي تتدفق عند موقع المحطة التلفازية التي تبث هذا البرنامج، وما هال من منظر الفزع من قوة «القبضنة» لفُتُوَّات لبنان في التحيز الإقليمي على الرغم من أنَّهم أصحاب الضيافة ممَّا يُقصي العادات العربية وتقاليد النَّشامى وهم يتضافرون لإسقاط ضيوفهم في غضب الذات... ممَّا جعلني بالكاد أستحضر صور لبنان الثقافة وبعلبك التاريخ وحضارة الجمال، وجمال النضج وتأريخ الفنون فوق زنود تشطر أسوار الهدوء والفرص، وصناعة الموقف الفكري وإن جاء في برنامج غنائي ظاهرُ أهدافه إظهار المواهب الجديدة، وباطن أهدافه ما توصلت إليه التصريحات الأخيرة من قوى الشر البشري والحاقدين على الإسلام والعروبة بشغل الجميع عقولاً وآذاناً ومشاعرَ ونزعاتٍ وأوقاتاً ونقوداً لتنزوي روح السلام، وسكينة الإيمان، وتفتر الهمم في متابعة ما يدور من دولاب يطحن في دورانه قضايا العرب، وأمَّة العرب، وأهمُّها وحدة صفّهم، وثبات مواقفهم، و.... قضيتهم الكبرى دينهم.
تلك معضلة الصف العربي...
والوعي العربي...
*** على يقين بأنَّ عشرات سيكتبون قبل أن يتاح لهذا المقال النشر. لكنَّه تسجيل لموقف.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved