توجهت الولايات المتحدة الأمريكية لمجلس الأمن الدولي لطلب إشراك قوات دولية إلى جانب القوات الأمريكية والبريطانية ومن معهم من القوات التي استعانت بها أمريكا لمواجهة عمليات المقاومة العراقية الآخذة في التنامي، حيث يسقط الجنود الأمريكيون بمعدل شخصين كل يوم حسب المعلن من قبل الأمريكيين أنفسهم، كما تطمح الولايات المتحدة الأمريكية أن تساعد الاستعانة بقوات دولية ومن بينها قوات عربية وإسلامية في حفظ الأمن وإعادة الاستقرار لهذا البلد العربي الذي يرزح تحت الاحتلال الأمريكي، ولقد تزايدت التكهنات سواء في ردهات مبنى الأمم المتحدة أو من خلال التقارير الصحفية أن واشنطن ترغب أن تكون هناك قوات عربية وإسلامية ضمن هذه القوات وخاصة من تركيا ومصر والأردن وباكستان.
وهذا ما أثار قلقاً في الأوساط الشعبية في تلك الدول وفي داخل العراق نفسه، وفي الوقت الذي ظهرت إشارات في تركيا بأنها على استعداد لتنفيذ رغبة أمريكا مقابل تسهيل استحقاقات تركية لدى واشنطن والمؤسسات الدولية التي لأمريكا الصوت المؤثر فيها مثل سرعة تسليم القروض التي طلبتها أنقرة من البنك الدولي والتي تصل إلى ثمانية مليارات دولار أمريكي، ولأن وجود قوات تركية يخدم مصالح تركيا داخل العراق من قناة دعم الجالية التركمانية.
أما باكستان فلم تظهر بعد مؤشرات رسمية على الطلب الأمريكي إلا أن الأوساط الشعبية تعارض مثل هذه الخطوة.
ويظهر الموقف المصري كأوضح المواقف العربية والإسلامية، حيث تطابق الموقفان الرسمي والشعبي برفض إرسال قوات مصرية للعراق، وكان الرئيس حسني مبارك واضحاً وحاسماً في إعلان هذا الرفض الذي أكده في حديثه لصحيفة الفيجارو الفرنسية التي صدرت أمس والتي أكد فيها رفض مصر التام لفكرة إرسال قوات مصرية إلى العراق حتى في حالة تصويت مجلس الأمن الدولي بالموافقة على قرار بإرسال تعزيزات عسكرية من حلفاء الولايات المتحدة إلى العراق.
وأوضح الرئيس المصري نقطة مهمة غابت عن الكثيرين إذ قال لا يمكن أن يذهب الجنود المصريون إلى العراق لإعادة النظام، فهذا الأمر لا يحدث بين الأشقاء العرب.. إذ كيف يكون الحال إذا رفض المتظاهرون العراقيون في بغداد أو في أي مدينة عراقية يوجد فيها الجنود المصريون الامتثال لتعليمات الجيش المصري.. هل يطلق الجندي المصري النار على شقيقه العراقي..؟!!
سؤال إلى من يريدون إرسال جنود مسلمين وعرب إلى العراق ان يطرحوه على أنفسهم قبل التورط في العراق...!!
|