روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم..
مدار كل شيء على القلب، وهو المضغة التي يدور عليها الجسد سواء في الحسيات أو في المعنويات والمقصود هنا السنة التي حملها القلب والاعتقاد..
فمهما كبر الجسم وعظم وحسن في نظر العين ومهما جملت الصورة وطاب منظرها، واعجب الناظرين صاحبها فإنه لا ميزان لها ولا قيمة لها إذا لم يواكبها عقيدة صادقة ونية خالصة من القلب.. فلن ينظر الله إليها ولن يكرم صاحبها ولن يكون له عنده منزلة بل ان رجلا قميم الجسم، دميم الخلقة صادق النية طيب القلب، خير وأحب إلى الله وأدنى منزلة عنده من ذلك الكامل في جسمه وصورته..
فإلى أولئك الذين مظاهرهم جميلة، وبواطنهم خالية فاسدة تضمر الشر والحقد على اخوانهم المؤمنين نسوق هذا الحديث الكريم ليعلموا ان الله مطلع على ما يضمرونه في قلوبهم مهما أسروا ذلك..
نحن وهم:
ورثنا المجد عن اباء صدق
أسأنا في جوارهم الصنيعا
إذا المجد الرفيع تعاورته
بناة السوء أوشك ان يضيعا
|
زعيم من زعماء العرب شاعر حكيم هو معن بن أوس.. يعرف المجد الرفيع حقا ويدرك ما له من قيمة في الحياة، وفي العلاقة الإنسانية وكأنه وهو يصوغ هذا الشعور الحي يتصور الوضع الذي سيؤول إليه موقف الأمة العربية فبعد ان كانت هيبتهم ترهب الآفاق، وشهرتهم تطبق المعمورة أصبحوا اليوم في المؤخرة وذهبت ريحهم وضعفت معنويتهم، ونسوا أخلاقهم وسبب ذلك اهل السوء والشر وأدعياء التحلل والزهد في القديم.. اللهم أعد لنا مجدنا.. واكبت عدونا.
انك على كل شيء قدير..
|