الأخ الأديب اللبيب أبوعبدالرحمن العقيل سلم الله حياته من الأوخاز.. حياكم الله باحثا في اعماق اللغة عن جواهرها باعثا من ركام الجمود نشاطها وحيويتها، سالكا رصدك اليقظ من بين يدي حماها لتظل لغة القرآن كما شاء الله لها ان تكون محفوظة سباقة.
قرأت يا أخي ما كتبتم عن اخيكم الأستاذ عثمان الصالح ولا اكتمك اني احرص على قراءة ما تكتبون لأني اتوسم في نتاجكم هوادي ابداع تبشر بمستقبل مشرق. ولكنني حين قرأت أوخازكم في ملحق الخميس الماضي وجدتني محدوا بحافز المعرفة والاخاء ان اذكركم بأمور لا بد للناقد من الاخذ بها اذا اراد لنقده ان ينفع حيث يقع.
فمن هذه الأمور أن يكون الناقد دقيقا وأخشى ان الثمانية والتسعين في المئة تلك التي وردت في نقدكم قد سجلها عليك الرقيب العتيد في صفحة الشطط وانت تعلم ان النقد مشتق من معايرة المعادن الثمينة وهو اذن لا يعرف الجزاف.
ومن لوازم النقد ان يكون بناء يكون من الحسنات نواة ثم يزجى المحسن منها نحو آفاق جديدة من الاحسان وإذا اشار إلى النقائص استعمل الاشارات الالمعية اللماحة.. ونقدم للاستاذ الصالح يوشك ان يكون هدما اعيذكم بالله من كل هدام.
ومن لوازم النقد ان يكون لبقا ليكتب له الدوام وأعني باللباقة الوقفة المتعلقة في الوسط بين العنف والمجاملة، واسمح لي ان نقدكم لصديقنا الاستاذ المربي عثمان الصالح يستاهل اسم «عنيف».
أما عن ملاحظات الاستاذ صالح الصالح غير العابرة فأنا اشهد كقارئ من قرائها ان القصاصات الصحفية التي اختارها فيها كثير من الطرافة وذوق الاختيار وفيها بحث مخلص في صحافة العالم قصد منه الاستاذ الصالح ان نرقى بذوقنا وتفكيرنا نحو الأفضل، وإذا كانت تعليقات الأستاذ الصالح على اللقطات الصحفية تحتوي على هنات لغوية فتلك لا تتطلب اكثر من لفت نظر لأنها ليست مما يستعصي على الاصلاح والصقال، واحسب ان عثمان نفسه كان يسره ان يتلقى منكم تصحيحا لها وصقالا.
وأما عن مجاملة عثمان للناشئين فلعلها في مطلع نهضة الأمة تكون جذوة باعثة للعزائم والسعودية كما لا يخفى عليك لا تزال فيها المواهب في فجرها المبارك والتشجيع في هذه المرحلة يؤتي من الثمار ما لا يؤتيه العنف المثبط.
هذا ولا بد لي في الختام ان اهديك طاقة من ازهار التحية قطفتها لك من روض الاخاء.
|