السمنة أسبابها وطرق علاجها
1- تطور أسباب الحياة:
مرت المجتمعات العربية بعدة مراحل تطورت فيها الحياة الاجتماعية والاقتصادية بسرعة وبصورة غير تدريجية توفرت فيها المواد الغذائية بصورة كبيرة وبنوعيات وكميات هائلة، ولم يتبع هذا التطور توعية صحية لتحديد الاختيار وتنظيم الغذاء ولكن للأسف كان هناك غياب وقصور للتوعية الصحية والغذائية ولم تعط الأهمية الملائمة مما تسبب في ظهور طفرة في الوزن في معظم البلاد العربية بسبب تركيز الرعاية الصحية على الجانب العلاجي وبناء المستشفيات وعدم إعطاء الجانب الوقائي التوعوي الأهمية المناسبة، وبسبب هذا القصور في التوعية وتوفر وسائل الرفاهية لم يخصص المواطن العربي وقتاً لممارسات الرياضة والحركة والمشي إنما أخلد للراحة والاسترخاء والنوم بعد الوجبات الدسمة.
2- معاملة المجتمع للأم
الحامل والمرضع:
تحظى الأم الحامل والمرضع بعناية خاصة من قبل الجميع حيث بمجرد العلم بالحمل ببدء الجميع بتوفير وسائل الراحة ومحاولة توفير الأغذية العالية السعرات الحرارية وتنفيذ رغباتها في هذه المراحل التي تتميز بالرغبة في الأغذية الشعبية الدسمة والأم في هذه المراحل تخلد للراحة التامة وعدم الحركة بسبب اعتقادات خاطئة أن الحركة تضر بالأم أو الجنين فساهم هذا في انتشار السمنة بين الحوامل والمرضعات أصبحت كل حالة ولادة تعني زيادة اضافية في الوزن مسببة مشكلة أو مرض السمنة.
3- انتشار تناول الأغذية
الهشة أو الخاوية:
هي تلك الأغذية والمشروبات التي تزود الجسم بالطاقة الحرارية العالية والخالية من العناصر المغذية (المغذيات) التي اضافة لتزويدها الجسم بالطاقة الخاوية فهي تحرم الجسم من تناول الأغذية المغذية بما تسببه من شبع لدى من يتناولها. وتتضح هذه المشكلة في سن المراهقة وفترة النمو حيث يزداد حجم وعدد الخلايا الدهنية مما يصعب المشكلة فإن استطعنا حل مشكلة حجم الخلايا بالحمية مع صعوبة ذلك ولكن عدد الخلايا لابد من العمليات الجراحية التي لها خطورتها ومضاعفتها وخاصة أنه كان بالإمكان الوقاية منها.
4- ازدياد تناول المشروبات الغازية والمقليات والوجبات السريعة:
إن تناول هذه الأغذية الخاوية والعالية المحتوى من السعرات الحرارية بدون تنظيم وبصفة مستمرة له دور مهم في انتشار السمنة. وأمراض مزمنة كثيرة حيث ارتفع معدل انتشار السمنة إلى معدلات مرتفعة كما لاحظنا في المقدمة، ومن المحزن انتشار السمنة بين الأطفال والمراهقين من الجنسين إن انتشار مراكز التخفيف والمحافظة على الوزن يدل على ارتفاع نسبة انتشار السمنة وكونها ظاهرة وهناك معاناة منها، وهذا أتاح المجال للأسف الشديد للعديد من المدعين الذين استغلوا هذه المشكلة في الخداع وابتزاز الأموال بدون وجه حق وخاصة في عدم وجود تنظيم وتقييم ومراقبة لهذه المراكز. نجد مشغل الخياطة - دكان العطارة تحولت لمراكز لتخفيف الوزن -.
5- الكسل والتراخي:
حيث إن الكثير منا للأسف لجأ للكسل والتراخي بسبب توفر المادة ووسائل الراحة وعدم القيام بالأعمال اليومية والاعتماد على الخدم في كل صغيرة وكبيرة والجلوس بالساعات أمام التلفزيون وتناول المسليات والمقليات وعدم تخصيص وقت محدد للرياضة ساهم مساهمة كبيرة في انتشار السمنة في مجتمعنا العربي.
ومن الأسباب الأخرى للسمنة:
- أسباب مرضية.
- أسباب وراثية.
- تناول بعض الأدوية خاصة مركبات الكورتيزون
* ما الطرق المختلفة لمعالجة السمنة؟؟؟؟
من الطرق الخطيرة اللجوء للحمية الغذائية القاسية طمعاً في إنزال الوزن سريعاً وكسب رضا الزبون دون الأخذ بالاعتبار لاحتياجات الشخص من العناصر المغذية وخاصة الدقيقة منها التي وإن كان احتياجاً قليلاً جداً أحياناً بالميكرون إلا أنه مهم جداً للحياة، وقد يسبب هذا النقص مشاكل وأمراضاً عديدة وكوارث تهدد حياة الشخص. من هذه العناصر الزنك - السلنيوم - الحديد - الفيتامينات وغيرها. هذه الطريقة يلجأ لها البعض جهلاً لأن المجال مفتوح لكل مدع وهنا تتضح أهمية التقييم للقائمين على هذه المراكز إذ يجب أن يحمل من يقوم بهذا العمل مؤهلاً في التغذية من كلية الصحة العامة أو العلوم الطبية التطبيقية، كما وتلقى تدريباً تأهيلياً في مستشفى مؤهل لذلك. وقد يلجأ لها البعض عمداً نتيجة الطمع وعدم المسؤولية.
تلجأ بعض المراكز لاستغلال الإيحاء الظاهري بفقد الوزن نتيجة فقد سوائل الجسم بالتعرق أو استخدام كريمات تمتص الماء والسوائل من بين الخلايا مما يعطي ايحاء ظاهرياً مؤقتاً بفقد الوزن يعود خلال فترة قصيرة بعد تناول السوائل كما وأن الفقد المستمر لهذه السوائل لفترة طويلة يؤثر على تركيز السوائل في الجسم مما يؤثر سلباً على عملية الضغط الاسموزي المسؤول عن تبادل المغذيات بين الخلايا والأوعية الدموية واللمفاوية، وهذا يسبب أعراضاً خطيرة للجسم.
النظام الغذائي المعتمد على التمثيل الغذائي والتكيف معه:
هو برنامج غذائي صحي متكامل يعتمد على توصيات جمعية التغذية الأمريكية وجمعية القلب وجمعية السكر الأمريكية وكذلك توصيات الدليل الإرشادي الغذائي لمنظمة الصحة العالمية الذي يعتمد على ضمان حصول المتبع لهذا النظام على جميع احتياجاته الغذائية المهمة وذلك بتمثيل جميع المجموعات الغذائية (الحبوب والفاكهة والخضراوات واللحوم والحليب) في وجبات اليوم الكامل واستخدام جداول البدائل الغذائية للتغير في النوعيات في حدود السعرات الحرارية المحسوبة لكل شخص حسب عمره ووزنه وطوله ووزنه المثالي ونوعية النشاط الذي يقوم به وكمية الدهون المختزنة تحت الجلد وموقعها من الجسم والهدف من ذلك هو امكانية التغيير والاستمرار على النظام أطول فترة ممكنة دون ملل حيث يستطيع متبع هذا البرنامج التغيير في المحتويات حسب الرغبة وفي حدود الكميات المحددة.
نصائح تساعد على تحقيق الاستفادة الكاملة من هذا النظام:
1- ممارسات معينة لتعديل السلوك الغذائي التي لها دور مهم في نجاح البرنامج من أهمها:
- عدم النوم بعد الأكل مباشرة.
- تنظيم مكان ووقت تناول الطعام.
- تناول الطعام ببطء مع شرب ماء كثير.
- زيادة الألياف وتقليل السكريات وتجنب المشروبات الغازية والمقليات.
- النصح بالتمارين والحركة والمشي في الصباح الباكر لمدة ساعة مستمرة يومياً أو 4 مرات في الأسبوع بالتبادل بمعنى المشي ساعة اليوم ويستريح اليوم التالي وهكذا.
تتم المتابعة كل أسبوعين ومقارنة المقاييس بما قبلها وبالمقاييس العيارية بالحاسب الآلي في برنامج خاص تم اعداده لذلك للمتابعة والمراقبة والتشجيع والتعديل في النظام إن استدعى الأمر لذلك خاصة حيث إن هذا يلعب دوراً مهماً في نجاح البرنامج كما اتضح من الحالات التي اتبعته حيث تم تحقيق الوزن المرغوب أو المستهدف.
الطرق الجراحية
يتم اللجوء لهذه الطرق لعلاج حالات معينة فقط، التي تتميز بالسمنة المفرطة التي يحددها التقييم الطبي والغذائي لشخص واختيار الطريقة الملائمة له، ومن المهم هنا أن جميع الطرق الجراحية يجب اتباع الحمية الغذائية قبل وبعد الجراحة سواء كانت ربطاً للمعدة أو شفطاً للدهون ولكل حالة صفات معينة وتحتاج لتقييم متكامل لنوع السمنة ومكانها لأن أي جراحة لوحدها لا يمكن أن تضمن منع عودة الدهون، وهذا يبرر الدور المهم للنظام الغذائي المتوازن وتغيير السلوكيات الغذائية الخاطئة قبل وبعد الجراحة لضمان الاستمرار والمحافظة على الوزن.
الأدوية والأغذية المساعدة
هناك بعض المواد الغذائية والدوائية لها دور مساعد مثل الألياف والأعشاب البحرية التي صنع منها بعض الأدوية تساعد مع الحمية في الشعور بالشبع وتقوم بتغليف الدهون وتقليل فرص امتصاصها.
هذه السمنة وما يتعلق بها من معلومات وكما هو معروف فالسمنة مرض العصر، وقد تم تصنيفها من قبل منظمة الصحة العالمية من ضمن الأمراض ويمكن وصفها بأم الأمراض حيث إنها العامل المشترك بين الكثير من الأمراض وخاصة أمراض القلب والشرايين والمفاصل والسكر وربما السرطان، وبسبب انتشارها العالي من المهم اعطاؤها الأولوية في برامج التوعية الصحية في جميع القطاعات الحكومية والأهلية الصحية والتعليمية وشركات ومصانع الأغذية الجميع يتحمل هذه المسؤولية من باب أداء الواجب أو النصح العام والمساهمة في تطور الرعاية الصحية.المصانع الغذائية التي لها علاقة بانتاج الغذاء سواء مباشرة أو غير مباشرة وكذلك مصانع المياه والمشروبات الغازية والمنتجات الهشة يجب أن تخصص جزءاً من ميزانيتها للتوعية الصحية سواء بانتاج برامج للتوعية أو دعم برامج التوعية التي تقوم بها الجهات الأخرى وأن يكون ذلك جزءاً من الترخيص ومن شروط شهادة الجودة ويتم متابعة ذلك بصورة مستمرة ودورية.
يجب قصر معالجة السمنة في المراكز الطبية التي يتوفر بها اخصائي تغذية علاجية وإخصائي غدد لإعطاء العلاج الصحيح والعناية الملائمة.
جميع من يشعر بأنه يعاني من هذا المرض من المهم جداً مراجعة مركز طبي متخصص لتقييم حالته على أساس علمي وصحي ووضع الخطة العلاجية الملائمة له التي تساعده في تحقيق هدفه وتضمن حصوله على جميع احتياجاته الغذائية بالكميات التي يحتاجها جسمه وكذلك تمكينه من تعديل سلوكياته الغذائية.
من المخاطرة اللجوء لغير المتخصص أو اتباع أنظمة عامة تطرح في الصحف والمجلات بغرض الإثارة الصحفية لأن الكثير من هذه الأنظمة إما أنها لا تنتشر بصورة تفصيلية أو أن مصدرها مصدر إخباري غير صحي وقد ساهمت هذه الأنظمة في الكثير من المعاناة لدى من اتبعها ويصل نسبة من يراجع المراكز الطبية ممن اتبع هذه الأنظمة وشاهد مشاكلها ولجأ أخيراً للمكان الصحيح حوالي 40% عانوا من نقص التغذية لعناصر معينة وتساقط الشعر وخشونة الجلد واضافة لعودة الوزن لأكثر مما كان عليه مع معاناة الكآبة والضغط النفسي وخاصة عند اتباع الأنظمة العالية البروتين التي لها تأثير سلبي على الكليتين وعضلة القلب حيث ان الكلى هي العضو المسؤول عن تمثيل البروتين في الجسم لذلك عند زيادة المتناول منه بكميات كبيرة يسبب ضغطا عليهما والاستمرار في ذلك لمدة طويلة قد يؤدي للفشل الكلوي. أما عضلة القلب فتتضخم نتيجة تناول كميات كبيرة من البروتين حيث يصل حجمها لحد ألا تكفيها كمية الدم المخصصة لها.
* استشاري التغذية العلاجية
|